عمون - في محاضرة ألقاها الدكتور محمد بزبز الحياري امس برابطة الكتاب الاردنيين بعنوان "الاردن التحديات والفرص" قال: إن تصريحات نتنياهو الاخيرة فيما يخص اسرائيل الكبرى وتوسيعها بضم الضفة الغربية هي حقيقية وجادة، وتنبع من واقع بدأ يتبلور على الارض مؤخرا، أما فيما يخص ضم اجزاء من الاردن ومصر فهذه قد يكون الهدف منها مناورة سياسية وخلط للاوراق للانفراد بنهاية المطاف بالضفة وغزة، خصوصا وانه يستند بذلك على الدعم الكامل من الولايات المتحدة الامريكية برئاسة ترامب....ترامب الذي صرح سابقا بأن اسرائيل محدودة المساحة ويجب توسيعها.

وأضاف الدكتور الحياري، أن لا سبيل لمواجهة هذا اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو الذي يحكم اسرائيل حاليا وافكاره التوسعية إلا بالعمل العربي الموحد وإحياء مجلس الدفاع العربي المشترك وتفعيله (المعطل حاليا) والمنبثق اصلا من معاهدة الدفاع العربي المشترك والتي ابرمت عام ١٩٥٠ من اعمال جامعة الدول العربية .

واستعرض الدكتور الحياري وبمشاركة الحضور النخبوي المميز بالندوة اهم نقاط القوة التي تمتع بها الاردن وكانت سببا في نشوء وإستقرار وديمومة الدولة التي تعتبر اقدم نظام بالمنطة كاملة ، وتمثلت بنظام الحكم الحصيف والراشد والمعتدل ،والهوية الوطنية الجامعة والموحدة ،والتفاف جميع مكونات الشعب حول القيادة مع تبادل الحب والاحترام من الطرفين، ثم احتراف ومهنية وانضباط المؤسسات الامنية وبعدها عن السياسة بموجب الدستور علاوة على تاريخها المشرف في الدفاع عن الوطن والعروبة وحفظ السلام العالمي، ثم لا ننسى استجابة الاردن لاشارات التغيير وتفاعله مع هذه الاشارات مبكرا.

ثم تطرق الحياري لأهم التحديات التي تواجه الاردن( التعليم ،الطاقة، المياه، الاعلام، التنمية السياسية، السياحة،... وغيرها) والتي اذا ما تم العمل عليها بتظافر وتناغم جهود جميع مكونات الدولة لتذليلها وتوليد الفرص من ثناياها ، في سبيل تقدم ورفعة الوطن .

وختم الحياري، أن وجود الاردن مستقرا وآمنا في وسط محيط ملتهب دائم الغليان، ومن اجل ديمومة هذا الاستقرار يتطلب اليقظة والحذر الدائم والمرونة الاسترتيجية والمزيد من تماسك الجبهة الداخلية، ثم الانطلاق بشكل حثيث لفضاءآت العمل الاقليمي والعربي المشترك.