تمليك الأراضي للمعلمين .. تقدير مستحق لبناة الأجيال
فيصل تايه
06-09-2025 05:37 PM
مرة جديدة، يبرهن الأردن أن المعلم سيبقى في صدارة الاهتمام الوطني، وأن تحسين أوضاعه يمثل أولوية عليا مستمدة من التوجيهات الملكية السامية وحرص جلالة الملك على صون كرامة المعلم وتعزيز مكانته ، باعتباره أساس النهضة التعليمية والركيزة الحقيقية لبناء الأجيال ، فقد اتخذت وزارة التربية والتعليم اجراءات البدء بمشروع تمليك الأراضي للمعلمين المشتركين في صندوق إسكان موظفي الوزارة ، ولتفتح بذلك صفحة جديدة من الوفاء لشريحةٍ كرّست حياتها لبناء الأجيال وصناعة المستقبل.
هذا التنفيذ الاجرائي بالإعلان رسمياً عن تخصيص (1039) قطعة أرض لإقامة إسكانات للمعلمين في مختلف محافظات المملكة، وبخصومات تصل إلى (٥٠ %) من القيمة السوقية، ليس مجرد قرار إداري عابر ، بل بادرة تحمل الكثير من التقدير والمعنى لشريحة قدمت ولا تزال تقدم الكثير من أجل الوطن وأبنائه ، فهي رسالة وفاء واضحة وتعبير صادق عن إيمان الحكومة بمكانة المعلم الأردني ، فمن يزرع العقول يستحق أن يحصد الأمن والاستقرار ، كما أن إتاحة التقديم إلكترونيًا عبر منصة الموظفين يجسد التوجه نحو تسهيل الإجراءات وضمان العدالة والشفافية.
من المعروف ان هذه المبادرة جاءت استجابة لتوجيهات دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان في متابعة هذا الملف ، في خطوة جاءت منسجمة تمامًا مع الرؤية الملكية وترجمة عملية في دعم المعلم وتمكينه ، وضمن حزمة متكاملة من القرارات الداعمة للمعلمين، والتي تعكس رؤية وطنية راقية ، فالمعلم ليس موظفًا تقليديًا، بل هو قلب العملية التعليمية وروحها. ومن هنا جاءت حزمة من القرارات الداعمة، بدءًا من السلف المالية الطارئة، مرورًا بزيادة مكرمة أبناء المعلمين في الجامعات، ووصولًا إلى تعزيز فرصهم في بعثات الحج ، وشمول الزوج أو الزوجة ، كلها خطوات تؤكد أن المعلم هو محور النهضة ، وانه ليس مجرد موظف يؤدي واجبه، بل هو صاحب رسالة سامية تستحق الدعم والإجلال ، وأن تمكينه اجتماعياً ومعيشياً يعني مستقبلًا أكثر إشراقًا للأردن.
إن ما يبعث على التفاؤل أن هذه السياسات لا تقتصر على تحسين الجانب المعيشي فحسب، بل انها وبلا شك ستترك أثرًا طيبًا في نفوس المعلمين ، ما يعزز استقرارهم النفسي والاجتماعي، وما ينعكس بالضرورة على عطائهم في الميدان التربوي ، فالمعلم المستقر مطمئن النفس هو الأكثر عطاءً والأقدر على غرس القيم والمعرفة في عقول أبنائنا الطلبة.
اليوم ، نرى بأم العين كيف تتحول التوجيهات الملكية إلى واقع ملموس ، اذ يثبت الأردن مرة أخرى أن الاستثمار الحقيقي يبدأ بالإنسان، وبالأخص بالمعلم ، لتتواصل مسيرة البناء والإنجاز ، فتحية تقدير لوزارة التربية والتعليم، وللحكومة على هذه الخطوة المباركة، التي تجسد قناعة راسخة بأن نهضة الوطن لا تكتمل إلا إذا كان المعلم في موقعه الذي يليق به: مكرمًا، مقدرًا، ممكّنًا ، في ظل رعاية المعلم الاول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
والله ولي التوفيق