الاستثمار بالعقول "الذكاء الاصطناعي إنموذجا"
أحمد عبد الكريم
12-09-2025 08:46 PM
في محيط تستثمر فيه دول الجوار باطن الأرض وما يخالجها من موارد طبيعية وثروات أنعم الله عليها بها يعقد الأردن رهانه على ما يمتلكه أبناؤه من عقول نيّره وسبق علمي وفكري وتكنولوجي، محاولاً بذلك تتبع خطى من سبقونا في المشرق والجنوب الآسيوي ممن أثبتوا أن ما على سطح المعمورة من ثروات قد يفوق بأضعاف قيمة ما بداخلها.
وفي ظل السباق المحموم في ميادين الذكاء الاصطناعي كنت أتساءل عن دورنا في هذا المضمار؟ وقدرتنا على استغلال الفرص المتاحة؟
خَفَتَ الجواب شهوراً ولم أجد إليه سبيلاً حتى تلمست الإجابة في لقاء تلفزيوني برع خلاله الدكتور فراس الهناندة بصفته أحد القامات الأردنية في هذا المجال بتقديمه ملخصاً وافياً لواقعنا والفرص المتاحة أمامنا، ومدللاً على أن القطار لم يفتنا بعد؛ بل إن أبناءنا نجحوا بتجاوز الخطوات الأولى، وهو الأمر الذي التفت إليه اتحاد الجامعات العربية بوضع مركزه الإقليمي للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في درة الشمال بين غابات عجلون، فأضحى المركز في شهوره الأولى محجاً لطالبي المعرفة الحديثة من أبناء الوطن وروّاده، من خلال استقطابٍ لم يكن ليحدث لولا العمل الدؤوب وجولات الجذب التي خاضها المخلصون من أبناء الوطن.
وبرغم ما يستدعيه هذا المنجز المتحقق من سرور إلا أنه يستدعي في النفس أيضاً الكثير من التساؤلات عن قدرتنا على استغلال الروّاد المخلصين ممن حققوا النجاحات في أماكنهم واستغلال كفاءاتهم العلمية والإدارية في قيادة مشروع وطني في الذكاء الاصطناعي يكون عماده السعي الدؤوب والاستثمار الجاد في العقول، لعلنا نكون هذه المرة من الروّاد لا اللاحقين، فالسباق التكنولوجي منذ دخوله طور التسارع علّمنا أن حصة حاملي الراية تفوق بأضعاف حصص اللاحقين بهم، ولنا في اليابان وجاراتها ممن قطفوا ثمار العلم وعوائده خير مثال.
ختاما؛ لا يسعني إلا الثناء على جهود من عملوا بجد لاستقطاب مركز عربي نحن بأمس الحاجة إليه وعلى رأسهم القامة الإدارية والأكاديمية الأستاذ الدكتور فراس الهناندة، آملا أن تكون هذه الخطوة منارة طريق ومفتاحاً بأيدي شبابنا لأبواب المعرفة والسبق والتميز.