facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من لديه هاتف محمول .. يملك قطعة من أسرائيل بين يديه


د. عبير الرحباني
17-09-2025 11:50 AM

حينما صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن: "من لديه هاتف محمول، يحمل قطعة من إسرائيل بين يديه"..
فالعبارة تحمل مساحة مبالغة خطابية.. فلا كل هاتف في العالم إسرائيلي الصنع.. ولا إسرائيل تحتكر صناعة الأجهزة الذكية... لكن العبارة في جوهرها.. تعكس ثمة قدر كبير من الحقيقة..

حيث تحمل عبارة نتنياهو معنى غير مباشر.. بمعنى: إذا كانت تقنياتنا موجودة في كل هاتف.. فهذا يعني أن نفوذنا يمتد إلى حياة مليارات البشر.. سواء بالإعتماد الاقتصادي أو بالقدرة التقنية..

لكن ما لا يعنيه نتنياهو بعبارته حرفيا.. بأن ليس كل هاتف بالعالم "تحت سيطرة إسرائيل".. أو أن إسرائيل تستطيع التجسس على الجميع بشكل مطلق.. فهذا مبالغ فيه وغير صحيح من الناحية العملية.. لكنه استخدم أسلوبا سياسيا مبالغا فيه .. لإيصال فكرة أن إسرائيل دولة قوية تقنيا.. وأن أثرها في العالم يومي وملموس وهذه حقيقة لا مفر منها..

لذلك لم يكن نتنياهو يقصد مجرد جملة عابرة.. ولا مجرد استعراض للإنجازات.. بل هي خطاب سياسي.. ورسالة سياسة مركبة موجّه للداخل والخارج معا ..

أراد أن يرسل رسالة فخر للإسرائيليين بأن دولتهم موجودة في كل مكان عبر منتجاتها.. وفي نفس الوقت يوجّه للخارج رسالة مفادها أن إسرائيل لاعب أساسي لا يمكن تجاوزه في صناعة التكنولوجيا العالمية..

عن الداخل الاسرائيلي.. فهو يقول من خلالها للمجتمع الاسرائيلي بأن دولتهم الصغيرة بالمساحة كبيرة بالإنجازات.. وإنها أثبتت حضورها في حياة مليارات البشر عبر التطورات التكنولوجية الهائلة.

أما للعالم الخارجي فهو يرسل رسالة تحذير وإقرار بالواقع بأن إسرائيل ليست طرفا يمكن تجاهله.. بل لاعب أساسي في اقتصاد المعرفة وصناعة القوة الناعمة..

ويقصد من خلال رسالته بأن إسرائيل ليست مجرد دولة صغيرة جغرافيا.. بل قوة كبيرة استطاعت أن تفرض نفسها في مجال التكنولوجيا والإبتكار.. خصوصا في الأمن السيبراني.. والبرمجيات.. والشرائح الإلكترونية.. كثير من التقنيات التي طُوّرت في إسرائيل تُستخدم فعلا في الهواتف الذكية حول العالم.. سواء في الحماية أو الشرائح أو البرمجيات الدقيقة أو صناعة وتطوير الأسلحة أو في مجال السيطرة على الفضاء الالكتروني..

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهاتف الذكي الذي صار إمتدادا لحياتنا اليومية.. يرمز هنا إلى حجم الحضور الإسرائيلي في عالم التكنولوجيا..
وهذا ما جعل تقنياتها جزءا من الهواتف الذكية التي يستخدمها مليارات البشر..

وهنا فان رسالة نتنياهو واضحة..حيث تقول بان إسرائيل لا تُقاس بحدودها الجغرافية.. بل بقدرتها على النفاذ إلى صميم حياة الأفراد عبر أدواتهم اليومية.. وهذا واقع لا بد من الاعتراف به شئتا أم أبينا .. وهذه ليست مبالغة عاطفية.. بل تعبير عن واقع يبيّن كيف تحولت التكنولوجيا إلى أداة نفوذ عالمي..

وما يقصده نتنياهو أن من يملك زمام الإبتكار والسيطرة على التكنولوجيا يملك بالضرورة أدوات القوة والهيمنة في القرن الحادي والعشرين.

وعلينا أن ندرك ونتفهم بأن الهاتف المحمول لم يعد مجرد وسيلة للتواصل أو أداة للترفيه.. بل أصبح مرآة تعكس خريطة النفوذ العالمي في القرن الحادي والعشرين..

وعندما قال بنيامين نتنياهو: "من لديه هاتف محمول، يحمل قطعة من إسرائيل بين يديه"..

فقد قصد من تلك العبارة هو التفاخر بالقوة التكنولوجية لإسرائيل.. وتقديمها كدولة صغيرة الحجم لكن ذات تأثير عالمي واسع.. خصوصا في مجال الهواتف المحمولة والتقنيات الرقمية..

وعبارته.. تتجاوز حدود الفخر الصناعي لتكشف عن حقيقة أعمق (بأن التكنولوجيا لم تعد قطاعا اقتصاديا فحسب.. بل أصبحت أداة نفوذ وسيطرة ورمزا للقوة الحديثة)..

فالحقيقة تقول: بان إسرائيل تُعدّ من الدول الرائدة في مجالات الأمن السيبراني.. وتطوير البرمجيات.. وتقنيات الرقاقات الإلكترونية.. والعديد من الشركات العالمية العملاقة تستخدم ابتكارات طُوّرت في مختبرات إسرائيلية.. سواء في حماية البيانات.. أو الذكاء الاصطناعي.. أو أنظمة الكاميرات والاتصالات.. أي أن "القطعة" التي يتحدث عنها نتنياهو ليست بالضرورة مكوّنا مادّيا في الهاتف.. بل رمزا للوجود التقني الإسرائيلي المتغلغل في الصناعة الرقمية..

فالقوة في الماضي كانت تقاس بمساحة الأرض وعدد الجنود.. أما اليوم فهي تُقاس بقدرة الدولة على إنتاج التكنولوجيا وامتلاك أدوات المعرفة.. والهواتف المحمولة تجسيد عملي لهذه الحقيقة..

والجملة التي قالها نتنياهو ليست مجرد دعاية.. بل دعوة غير مباشرة للتفكير

بأن من يسيطر على أنظمة التشغيل.. يتحكم بمليارات المستخدمين..

ومن يطور أنظمة المراقبة.. يملك القدرة على الوصول إلى بيانات حساسة..

ومن يبدع في صناعة البرمجيات والأمن السيبراني.. يملك مفاتيح السيطرة على البنية التحتية الرقمية..

ومن يملك التكنولوجيا يملك القدرة على صياغة المستقبل..

والدول التي تتأخر عن ركب الابتكار ستجد نفسها تابعة وليست فاعلة..

والمجتمعات التي لا تُدرك قيمة المعرفة والبحث العلمي ستظل رهينة لما ينتجه الآخرون..

واخيرا وليس آخرا علينا أن ندرك حقيقة أن الهواتف المحمولة في أيدينا ليست مجرد أدوات للتواصل فحسب .. بل مفاتيح لعالم جديد تتحدد فيه موازين القوى بالعلم والمعرفة والتقنية..

وما قصده نتنياهو من "عبارته" سواء أكانت بوعي أو بغير وعي.. هو أن النفوذ في عصرنا لم يعد يُقاس بالحدود الجغرافية.. بل بمدى حضور الدولة داخل عقل الإنسان وجيبه وجهازه اليومي..

رسالته.. رسالة عميقة تقول: إذا لم نكن نحن الاسرائيليون جزءا من صناعة التكنولوجيا.. فسوف نكون مجرد مستخدمين لأدوات صنعها الآخرون.. وأدوات النفوذ ستكون دائما في يد من سبقنا..

فالحقيقة التي تغيب عن الكثيرين منا ويرفضها الكثيرون .. أن الهاتف المحمول الذي لا نفارق شاشته يحمل في داخله بصمة من التكنولوجيا الإسرائيلية.. لتبقى إسرائيل حاضرة في أدق تفاصيل حياتنا اليومية..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :