facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حيالله بقطر وأهل قطر


د. صالح سليم الحموري
17-09-2025 04:54 PM

بكل محبة واعتزاز، استقبلت عمّان اليوم ضيفًا عربيًا عزيزًا هو سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة. إنّها ليست زيارة بروتوكولية عابرة، بل لحظة تاريخية تُجدّد روح الأخوّة بين شطري الوطن العربي، وتؤكد أن ما يجمع الخليج بالمشرق أعمق من أي خلاف أو مسافة.

الرسالة الأهم التي تحملها هذه الزيارة تتجاوز مظاهر الاحتفاء الرسمي والمباحثات التقليدية، فهي إعلان ضمني عن عقلية خليجية جديدة بدأت تتبلور وسط أحداث إقليمية متسارعة. وكما جاء في أحد التحليلات السياسية "في الماضي المرير والمستقبل المعقد أتت ضربة إسرائيل للدوحة، ضربة ستغيّر المنطقة… توجد مؤشرات مهمة ستؤدي إلى استخراج نسخة جديدة من العقلية الخليجية… "هذه القراءة لا تعكس مجرد رد فعل سياسي أو أمني، بل تمهد لتصور مختلف للتعاون الاقتصادي العربي. فالأردن وقطر اليوم لا يقفان على أرض التنافس العابر، بل على أرض شراكة قائمة على المصير الواحد، شراكة تؤكدها التحركات الرسمية المتسارعة، من زيارة ولي العهد الأمير الحسين إلى الدوحة، إلى التعاون المتزايد بين قطر والإمارات، وكلها شواهد على أن العمق الأردني الخليجي ليس شعارًا، بل واقع متين تتسع دائرته ليشمل الاقتصاد والثقافة والمصالح المشتركة.

وتأتي هذه الزيارة في لحظة حساسة لتعطي دفعة جديدة لعلاقات اقتصادية واستثمارية متجذرة أصلاً بين البلدين. فقد راكمت عمّان والدوحة عبر السنوات رصيدًا من التعاون المثمر في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمارات المشتركة. واليوم، تفتح هذه الزيارة الباب واسعًا أمام استثمارات قطرية جديدة تجعل من الأردن منصة إنتاج وتصدير نحو أسواق المنطقة، كما تُعزّز عمل اللجنة العليا المشتركة التي تتولى الإشراف على مشاريع واعدة في الطاقة المتجددة، والنقل، والصناعات الخفيفة، والتكنولوجيا. ومع تدفق هذه الاستثمارات تتسع فرص العمل أمام الشباب الأردني، وتُنشَّط قطاعات الزراعة والسياحة، بما يعيد توزيع الثروة ويغذي التنمية في مختلف المحافظات.

صحيح أن الطريق ليس خاليًا من التحديات، فنجاح هذه الرؤية يحتاج إلى شفافية في التنفيذ، وبيئة استثمارية مرنة، وتشريعات جاذبة، إضافة إلى تنسيق سياسي يراعي الأزمات الإقليمية وتأثيراتها، لكن اللحظة الراهنة تحمل من الفرص ما يجعل تجاوز هذه التحديات ممكنًا. وفي هذا السياق تكتسب مقولة التحليل السياسي أهميتها حين يضيف "يهرع الشيخ محمد بن زايد مع أشقائه إلى الدوحة مباشرة، ويتوجه ولي العهد الأمير الحسين إلى هناك… التنافس القطري – الإماراتي الممتد لنحو عقدين من الزمن يبقى عرضيًا مقابل المشترك في الثقافة والهموم الوجودية، والأردن يبقى عمقًا حيويًا للخليج ."إنها شهادة تؤكد أن المصير العربي المشترك بات أقوى من أي اعتبارات جانبية.

إنّ زيارة سمو الشيخ تميم للأردن تأتي لتؤكد أن الوحدة العربية ليست شعارًا يُرفع عند الشدائد، بل ممارسة فعلية قائمة على المصالح المتبادلة والتكامل الاقتصادي والتضامن الإنساني. فحيّ الله قطر وأهلها، وحيّ الله هذه الخطوة التي تفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الأردنية القطرية، صفحة استثمار وتعاون ومحبة لا يطالها غبار الزمن. ولعلّ نجاح هذه الشراكة يكون رسالة أمل لكل العرب بأن قدرهم واحد، وأن اقتصادهم وأمنهم يستندان إلى تلاحمهم وإيمانهم العميق بأن الدم لا يصير ماءً، مهما تعاظمت التحديات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :