facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من عمّان إلى الدوحة .. أخوّة تتجدد ورسائل تتجاوز السياسة


المحامي سلطان نايف العدوان
19-09-2025 01:03 AM

زيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الأردن، وأن تكون عمّان أولى محطات الأمير بعد الهجوم الإسرائيلي، هي فصل جديد في سجل العلاقة الأردنية القطرية التي أثبتت عبر العقود أنها تُبنى على الثقة وتترسخ في لحظات الأزمات.

عقب الهجوم على قطر جاء موقف الأردن سباقًا وحازمًا كشف عن أخوّة وعن مبادئ تتجاوز الظرف السياسي، وأكد أن العدوان الإسرائيلي لم يعد اعتداءً على موقع محدد بل استهدافًا لجوهر الوساطة والعدالة، وأن عجز المجتمع الدولي عن المحاسبة هو ما يفتح الطريق أمام إسرائيل لمزيد من الطغيان.

وقد أعقب هذا الموقف مباشرة توجه ولي العهد الأمير الحسين إلى الدوحة، حيث التقى الأمير تميم وأعلن من قلب العاصمة القطرية وقوف الأردن الكامل إلى جانب أشقائه ورفض أي عدوان يستهدف أمن قطر واستقرار المنطقة.

ففي استقبال سمو الأمير تميم الذي بدأ بالمراسم العسكرية، مرورًا بالشوارع التي ازدانت بأعلام قطر وامتلأت بمحبة الأردنيين، بدا أن المشهد يصوغ معناه بذاته، فكل خطوة فيه من المراسم الرسمية إلى الحضور الشعبي، وتقليد جلالة الملك لسمو الأمير تميم بوسام الحسين بن علي، وهو أرفع وسام مدني في الأردن، كانت رسالة بالأخوة بين البلدين.

وحين تتأمل صور الاستقبال تدرك أن ما جرى كان تعبيرًا عن وجدان شعب يرى في هذه العلاقة سندًا في زمن الأزمات.

وفي المقابل أثبتت الدوحة أن حضورها لا ينحصر في جغرافيتها، بل يمتد بفاعلية في الملفات الإنسانية والدبلوماسية، وهذا ما يجعل التلاقي الأردني القطري ركيزة سياسية وأخلاقية متجددة في المنطقة، فالعلاقة بين البلدين تعكس الإلتقاء على مبادئ راسخة في الدفاع عن العدالة وحقوق الشعوب.

ومن بين الأعمدة التي دعمت هذه المسيرة برزت السفارة القطرية في عمّان بقيادة الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني، إذ جعل حضورها المستمر منها منصة فاعلة تربط بين الشعبين والقيادتين بعمق إنساني وسياسي متجدد.

الأرقام تكمل المشهد بأدلته الواضحة: أكثر من ثمانين ألف أردني يعيشون في قطر، بينهم ثلاثون ألف كفاءة في التعليم والصحة والهندسة، كما تعمل أكثر من ثمانمئة شركة أردنية هناك، فيما تجاوزت الاستثمارات القطرية في الأردن مليار دولار. وهذه ليست مجرد إحصاءات، بل شواهد حية على علاقة متجذرة في تفاصيل المجتمع والاقتصاد معًا.

وما يجمع القيادتين يتجاوز السياسة المباشرة إلى القيم الإنسانية، إذ أن الإيمان بأن كرامة الإنسان هي جوهر السياسة جعل من العدالة والإنسانية قاعدة تحكم القرار، ومن هذا المبدأ تستمد العلاقة قوتها، ومنه يكتسب هذا اللقاء معناه التاريخي.

هذه الزيارة الأخوية في هذا الوقت الصعب، وحُفرت في قلوب الأردنيين الذين ملؤوا الشوارع بمحبتهم ومشاعرهم لضيف قائدهم، تؤكد أنه حين اشتدت الأزمات كان الأردن وقطر معًا… صوتًا للحق وجسرًا للثقة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :