بصمات ملكة صنعت الأثر ورسمت الأمل
المهندس مازن الفرا
19-09-2025 10:57 PM
منذ أن أطلت على الأردنيين ، لم تكن جلالة الملكة رانيا العبدالله مجرد صورة بروتوكولية تقف إلى جانب الملك، بل كانت وما زالت قصة عطاء متجدد ورسالة إنسانية عالمية تخرج من الأردن لتصل إلى كل مكان.
آمنت الملكة رانيا أن مستقبل الأمم يبدأ من المدرسة، فكانت مبادرة “مدرستي” التي ساندت مئات المدارس الحكومية ، وأطلقت أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لتأهيل كوادرنا التربوية، كما دعمت منصة إدراك التي أتاحت التعليم الرقمي المجاني لملايين الشباب العرب.
حملت جلالتها همّ المرأة الأردنية، مؤمنةً أن تمكينها يعني تمكين أسرة بكاملها. دعمت المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة، وفتحت المجال أمام النساء للمساهمة في الاقتصاد. أما الأطفال، فقد كانوا في صميم عملها، إذ تصدّت للعنف ضدهم، ودافعت عن حقهم في التعليم والحماية في المحافل الدولية.
قامت بتأسيس مؤسسة نهر الأردن عام 1995، لتكون منظمة غير ربحية رائدة في التنمية الاجتماعية. فقد أطلقت المؤسسة خط نجدة الطفل (110) وأنشأت مراكز متخصصة للتدخل في حالات الإساءة. كما دعمت آلاف النساء والشباب عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة، وابتكرت علامة “منتجات نهر الأردن” التي وصلت للأسواق العالمية. وساهمت كذلك في تطوير المدارس والمراكز المجتمعية في مختلف المحافظات.
تجاوزت انجازات الملكة حدود الوطن لتصبح صوتًا عربيًا مسموعًا في قضايا اللاجئين، والتعليم، والتنمية. شاركت في مجالس ومنظمات عالمية كبرى، ونقلت صورة الأردن الحضارية إلى العالم.
دعمت جلالتها التحول الرقمي في التعليم، وشجّعت ريادة الأعمال التكنولوجية للشباب، لتفتح أمامهم أبواب الإبداع .
حرصت على أن تترك بصمتها الفكرية عبر عدد من المؤلفات التي تحمل رسائل تربوية وإنسانية للأطفال والشباب، من أبرزها: “مبادلة الشطائر” (The Sandwich Swap) التي تُعزّز قيم التسامح وتقبّل الآخر، وقد تُرجمت إلى عدة لغات وحظيت بانتشار عالمي واسع، وكتاب “هبة الملك” (The King’s Gift) المستوحى من الهدية التي قدّمها الملك الحسين بن طلال رحمه الله للملك عبدالله الثاني في طفولته، ويبرز قيمة العطاء والإنسانية.
بهذه الأعمال الأدبية، عبّرت الملكة رانيا عن رؤيتها بأن الكلمة قادرة على أن تبني أجيالًا أكثر وعيًا وتسامحًا، وجعلت من الأدب جسرًا آخر يصل الأردن بالعالم.
الملكة رانيا العبدالله ليست فقط ملكة في موقعها، بل هي ملكة في رسالتها الإنسانية. استطاعت أن تجعل من العطاء نهجًا، ومن الأردن منبرًا للخير، ومن صوتها صدىً عالميًا يعبّر عن قضايا التعليم، المرأة، الطفل، واللاجئين.
وللحديث بقية..