الشراكة الأردنية - الأمريكية من منظور شبابي
د.مأمون الشتيوي العبادي
20-09-2025 08:22 AM
* قراءة في زيارة سمو ولي العهد إلى واشنطن
تُعدّ زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، محطة مهمة في مسار العلاقات الأردنية–الأمريكية. غير أنّ قيمة هذه الزيارة لا تنبع فقط من بعدها الدبلوماسي التقليدي، بل من كونها تعكس رؤية ولي العهد في توظيف العلاقات الدولية لخدمة الشباب والتنمية الاقتصادية، وهو ما يشكّل محوراً رئيسياً في خطاب سموه منذ توليه مسؤولياته العامة.
لقاء سمو ولي العهد مع النائب أبراهام (آبي) حمادة، عضو لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس، يؤكد أن الملف الأمني لا ينفصل عن التنمية. فالأمن والاستقرار يشكلان بيئة حاضنة للاستثمار والنمو، وهو ما شدّد عليه سموه عبر إبراز أهمية الشراكة الاقتصادية إلى جانب الشراكة الدفاعية.
كما أن لقاءه مع وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون المساعدات الخارجية والشؤون الإنسانية والحريات الدينية، جيريمي لوين، يفتح أفقاً عملياً نحو توجيه المساعدات الأمريكية لدعم برامج الشباب، وتوسيع نطاق الفرص الاقتصادية التي تلبي تطلعات الجيل الجديد في الأردن.
خطاب سمو ولي العهد يتميز دائماً بمرجعيته الشبابية؛ فهو يطرح احتياجات الشباب الأردني في صلب القضايا الدولية. وعندما يشدد على “أهمية الشراكة الاقتصادية”، فإن ذلك يرتبط مباشرةً ببرامجه التي تدعو إلى:
• تمكين الشباب من خلال ريادة الأعمال.
• تعزيز الاقتصاد الرقمي وفتح آفاق العمل في قطاعات مبتكرة.
• إتاحة التدريب والتبادل الأكاديمي ضمن الشراكات الدولية، ولا سيما مع الولايات المتحدة.
بهذا تتحول السياسة الخارجية من مجرد أداة لتثبيت التوازنات إلى وسيلة عملية لخدمة الأجيال القادمة.
زيارة ولي العهد لواشنطن تُبرز كيف يمكن للقيادة الشابة أن تربط بين تطلعات الداخل الأردني وفرص الخارج. فالأردن بحاجة إلى شراكات اقتصادية تعزز الاستثمار وتخلق فرص عمل، وواشنطن شريك استراتيجي قادر على دعم هذا التوجه.
هذا الربط بين المحلي والعالمي يعكس وعياً أكاديمياً وسياسياً بأن التنمية المستدامة للشباب تتطلب شبكة علاقات دولية متينة، لا سيما مع القوى الاقتصادية الكبرى.
من منظور أكاديمي، يمكن القول إن زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين إلى واشنطن تمثل أكثر من مجرد نشاط دبلوماسي؛ إنها تجسيد لرؤية شبابية طموحة تسعى إلى تحويل الشراكات الدولية إلى فرص ملموسة للاقتصاد الوطني وللشباب الأردني على وجه الخصوص.
وهذا ما يضع الأردن في موقع مميز: دولة صغيرة في الجغرافيا، لكنها تملك رؤية قيادية شابة تسعى إلى أن تجعل من التعاون الدولي منصة لتحقيق التنمية والتمكين.