facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاعترافات بفلسطين .. ولقاء ترامب


السفير محمد الكايد
23-09-2025 12:04 PM

مما لا شك فيه ان قطار الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد انطلق رسميا من نيويورك من قبل دول فاعلة مثل بريطانيا وفرنسا وسيكمل مسيره ليمر بجميع الدول التي لم تعترف لغاية الان بالدولة الموعودة. ويعد هذا الاعتراف الدولي والاممي والذي وصل الى 156 دولة من اصل 193 بمثابة تقدير من المجتمع الدولي لتضحيات ونضال الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن سبعين عاما من النكبات والتهجير والتطهير العرقي والقتل المنهجي الذي لم ينتهي.

ويمثل هذا الاعتراف موقفا سياسيا ودبلوماسيا له تبعات سياسية وقانونية رمزية ضد السياسات التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بحق الشعب الفلسطيني المكلوم. وبالرغم من ان هذا الاعتراف لن ينهي حالة الاحتلال الاسرائيلي ، ولن يوقف المستوطنات الغير شرعية ، ولن يكون له تأثير بوقف المجازر اليومية الاسرائيلية ، الا انه يمثل تغييرا في قواعد المعادلة السياسية للقضية الفلسطينية تم بموجبه نبذ السردية الاسرائيلية التي تقول بان إقامة الدولة الفلسطينية يتم عبر عملية تفاوضية مع اسرائيل حيث صار الطرف الفلسطيني صاحب دولة معترف بها بدلا من المطالبة بانشاءها. كذلك نسفت هذه الاعترافات الدولية الموقف الاسرائيلي القائل بان الاراضي الفلسطينية هي اراضي متنازع عليها بحيث اصبحت اسرائيل قانونيا ودبلوماسيا دولة محتلة وان اي اجراءات تقوم بها في هذه الاراضي تعتبر باطلة وغير معترف بها حسب القانون الدولي وهذا يشمل قطاع غزة والضفة الغربية ايضا. ويمكن القول بان هذه الاعترافات تشكل تحديا سياسيا واستراتيجيا للموقف الاسرائيلي ، ووضعت اسرائيل (كدولة وليس كحكومة فقط) امام تحديات سياسية وقانونية وحتى اقتصادية لا يمكن لاي حكومة اسرائيلية ان تتجاهلها.

وبعد ان وجدت اسرائيل نفسها امام هذا المشهد لجأت كعادتها للاستعانة بالولايات المتحدة الامريكية لتخليص نفسها من هذا الحصار السياسي الذي اوجدته موجة الاعترافات الاخيرة. ومن هنا ، جاءت دعوة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لبعض الزعماء العرب والمسلمين للاجتماع بهدف عرض الخطة الامريكية الخاصة بحل مشكلة غزة. وبحسب التسريبات الصحفية الاسرائيلية فان الخطة تتضمن انهاء شامل للحرب والاعمال العسكرية ، وانسحاب اسرائيل من كافة انحاء قطاع غزة ، واعادة جميع الرهائن ، ومرحلة ما بعد الحرب وما بعد حماس . وهذا البند الاخير يشكل خطورة بالغة حيث من المرجح ان يكون قد تم التشاور فيه مع نتنياهو. ومن غير المستبعد انه يكون تم وضع بعض المعطيات في هذا البند لاظهار انتصار نتنياهو وتحقيقه لاهداف الحرب التي اعلن عنها ، وتلميع صورته وتغطية اخفاقاته لتمكينه من التخلص سياسيا من اي تحديات داخلية اسرائيلية ودولية مثل التحدي الاخير الذي وضعته موجة الاعترافات امامه شخصيا وامام ودولة اسرائيل عامة.

وفي جهة متصلة، فان الدول العربية والاسلامية المدعوة للاجتماع تملك اوراق تفاوضية هامة جدا يمكن استعمالها بهدف دفع الرئيس ترامب الى تفهم وجهة النظر العربية والاسلامية خلال الاجتماع المنتظر. فمن قوة المال والاستثمارات الخليجية الموعودة وهو اكثر ما يهم ترامب ، والدور الاردني الفاعل ونظرته الحكيمة ، وحضور مصر القوي والمؤثر ، وانتهاء بالزعامات الاسلامية ذات الحضور الاقليمي فانه بمقدور الجانب العربي والاسلامي ان ينتزع من ترامب مواقف وضمانات سياسية تهدف الى اعادة الامن والاستقرار للمنطقة برمتها وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واسقاط فكرة الترحيل والتهجير بحيث تفوت الفرصة على نتنياهومن تحقيق مطالبه عبر تبني الجانب الامريكي للخطة وتقديمها على انها خطة امريكية خالصة.

يبدو واضحا لكل مراقب ، ان الظرف الدولي والتأييد التقليدي لاسرائيل قد تغير بشكل واضح وجذري. واثبتت الحرب الاسرائيلية على غزة بان اسرائيل قد تكون قادرة على الانتصار عسكريا ولكنها خسرت معظم الدعم السياسي والاخلاقي من الشعوب والحكومات في معظم دول العالم وحتى في داخل الولايات المتحدة. وقد عبر الرئيس ترامب بنفسه عن هذا التحول عندما صرح بان اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة قد خسر نفوذه السابق ولم يعد بمقدوره التاثير على السياسة الامريكية كما كان سابقا. وتراجع التاييد الشعبي الامريكي لاسرائيل بشكل كبير حيث اشار اخر استطلاع للرأي الى ان نسبة تأييد اسرائيل داخل الولايات المتحدة لا تتجاوز 33%. من جهة ثانية، جاءت الاعترافات الاوروبية الاخيرة لتثبت هذه التحولات ضمن المجتمعات الغربية وحكوماتها مما يضع القادة العرب والمسلمين المجتمعين مع ترامب امام فرصة تاريخية وحقيقية لاقناع الادارة الامريكية باتخاذ موقفا اكثر عدلا تجاه القضية الفلسطينية يؤدي في المحصلة الى طرح موقف امريكي يكون متوازنا وعادلا يفضي الى تسوية سياسية حقيقية وليس مجرد سياسية رمزية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :