facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشروع أردني في مواجهة المشروع الإسرائيلي


أحمد عبدالفتاح أبو هزيم
26-09-2025 09:54 AM

في ظل غلبة الدولة القُطرية على كامل مساحة الوطن العربي " 22 دولة " ضمن جامعة " ديكورية " و " قمم سنوية " بلا مردود ذو قيمة ، لأن الناتج الجمعي لقراراتها يعتمد على الحد الأدنى من توافق شكلي تفرضة المصالح الضيقة لكل دولة ، وإملاءات قوى خارجية " أحياناً " تُعطل أي فعل موحد ضد الكيان المحتل وممارساته العدوانية تجاه الدول الأعضاء ، تكتفي " القمم " في بياناتها النهائية " بكلشيهات " مليئة بعبارات " ثالوث " الشجب والاستنكار والإدانة ...

في نظر الكثيرين سقط "المشروع الوحدوي العربي" الذي عاشت على آمالة أجيال وتنفعت على "ظهره " دول وأحزاب كانت " تجلدنا " صباح ، مساء بعبارات الوحدة والقومية ، والمصير المشترك ، وفي آخر النهار تذبح شعوبها من الوريد إلى الوريد بحجة مقاومة الإمبريالية والرجعية والاستعمار ، وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر .

في أدبيات الزيف والخداع للتمسك بالسلطة الثورية " الدكتاتورية " والحكم المطلق ، الطريق إلى القدس في " قاموس التحرير " لدى الحزب الواحد وعسكر الانقلابات يمُر على رقاب وأجساد الأبرياء من الشعب المقهور ، والإعداد لمقاومة الأعداء يتطلب مصادرة الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمواطنين ، لأن طبيعة المعركة " المزعومة " لهذة الكيانات والاحزاب مع دول الاستكبار الإمبريالية يتطلب منهم رص الصفوف خلف الحاكم الأوحد الملهم !!! ، الذي أصبح بمثابة " إلٰه " للدولة وهو الدولة على خُطَىَ لويس الرابع عشر الذي قال عبارته المشهورة " الدولة أنا ، وأنا الدولة " .

وفي ظل تصارع دول إقليمية مؤثرة " غير عربية " تسعى إلى الهيمنةِ على دول الوطن العربي وعلى القرارات السيادية لكل دولة وحتى المجتمعات داخلها ، كمواطن " أردني ، عربي ، مسلم " متابع لما يجري عبر عقود من الزمن " منكوب " بكمية القهر والإحْبَاط التي تتسلل إلى أعماق ذاكرتة عند كل منعطف خطير تمر به الأمة ، يقفز إلى ذهني وذهن كل مواطن تساؤل مشروع برسم الإجابة " المكتومة " أين المشروع الأردني من كل ما يجري ؟ ، هل سنبقى نعتمد على ردات الفعل اللحظي ، وإصدار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار بأشد العبارات !!! في كافة المحافل المحلية والدولية ، واتّخاذ إجراءات التحوط الدبلوماسي بالهرولة تجاه عواصم القرار ، وأتباع سياسة النأي بالنفس " المعهودة " من خلال الانْحِنَاء حتى تمر العاصفة ؟ ، وهل لدينا خطط إستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لمقاومة مشروع المد الإسرائيلي الذي يطرُق أبوابنا بأشكال مختلفة كل يوم ؟ .

عقل الدولة ومراكز صناعة القرار والمؤسسات الرسمية والشعبية المؤثرة في الدولة الأردنية تُدرك طبيعة الصراع التاريخي " الوجودي "مع العدو منذ إنشاء إمارة شرق الأردن وحتى اليوم ، وما هي أطماعة اللامحدودة في الهيمنة والسيطرة والتوسع شرقاً ، حيث سعت الدولة " الوليدة " ابتداءً إلى إخراج شرق الأردن من وعد بلفور ، وحصر الصراع العسكري والسياسي مع دولة الإنتداب والعصابات الإسرائيلية داخل فلسطين ، وقدم الأردنيون التضحيات الجسام منذ بداية القرن الماضي وحتى اليوم في كافة مدن وقرى فلسطين ، في سبيل الدفاع عن الأراضي الفلسطينية وإيقاف التوسع لدولة الإحتلال ، ولكن الصراع مع العدو في بداية الألفية الثالثة أخذ منحى تصعيدي خطير حيث كشف الكيان المحتل عن وجهه الأكثر قباحة ، وأصبح أكثر جرأة في إيضاح أهدافه داخل فلسطين وخارجها ، وها هو اليوم يقتل ويدمر ويهجر ويُهود داخل فلسطين التاريخية ، وفي عدد من الدول العربية المجاورة وحتى البعيدة ، ولا يكتفي باستخدام ألآلة الحربية في ضرب المواقع العسكرية والمدنية والبنى التحتية للدفاع عن حدود دولة الإحتلال " المصطنعة " بدافع الردع كما يزعم ، بل تعداه للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة من منطلق " أخوي " حماية للأقليات الطائفية والعرقية !!!،

يرى البعض أن من الخطأ أن نطالب الدولة الأردنية في هذه المرحلة بأكثر من استطاعتها في مواجهة العدو الإسرائيلي منفردة ، واتخاذ إجراءات أحادية مثل إلغاء معاهدة السلام مع الكيان المحتل أو إيقاف العمل بها ، وطرد السفير وإغلاق السفارة ، ووقف كل أشكال التعاون والتنسيق الأمني والاقتصادي وغيرها ، ومن يطالبها بالتدخل فيما بجري في فلسطين أو فتح الحدود هو إنتحار " دولة " ، وتقديم خدمة مجانية لليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم في دولة الاحتلال لتسريع تنفيذ أجنداتهم التوسعية في المنطقة ، وعلى المطالبين بإشعال الحدود أيضاً أن يعوا تماماً أن موازين القوى الحالية بين الدولتين يميل بشكل صارخ للعدو نتيجة الدعم اللامحدود بأحدث الأسلحة من الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن هذا لا يمنع من مناقشة أمر ردع العدوان والدفاع عن الوطن على كافة المستويات ومن كافة الاطياف لوضع الخطط المناسبة ضمن ما أشرت له في مقالة سابقة " عسكرة دولة الإنتاج " .

ما حدث من عدوان إسرائيلي همجي غادر على دولة قطر " الوسيط " في إيقاف الحرب على غزة ، ومحاولة قتل الوفد المفاوض من حركة حماس يُبرهن بشكل قاطع أن الكيان المحتل لا يلتزم بعهود أو مواثيق ، وصفة الغدر والخيانة هي الطابع السائد في سياسته القذرة ، والأردن في مخططاتهم ليس استثناء .

الأردن على كافة المستويات كان صاحب الرسالة الأبلغ في إدانة العدوان والوقوف إلى جانب دولة قطر الشقيقة ، وليس سراً أن نبوح بحقيقة أن الأردن على مدى عقود كان الأكثر إنفتاحاً على جميع خيارات الحل السلمي للقضية الفلسطينية مع الكيان المحتل " قبل إتفاقية وادي عربة" ، وفي نفس الوقت لم يُسقط خيار البندقية من قاموس عقيدة جيشه القتالية . ولم يفرض خيار التطبيع على أي مواطن ، وهذا ما يدعونا للتفاؤل بأن مسار السلم والحرب يسيران بخطين متوازيين ، ولكن تبقى الحيطة والحذر والإعداد لردع العدوان ضرورة قصوى ، ومصلحة عُليا للدولة الأردنية إحقاقاً لقول رب العزة -( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )- صدق الله العظيم .

نأخذ بالأسباب ، نتمسك بالتفاؤل ، نترفع عن الصغائر ، لأننا نُحب الأردن، حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، وعلى أرضه ما يستحق الحياة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :