رؤية الكويت 2035 وانعكاساتها على مستقبل العلاقات الأردنية – الكويتية
السفير الدكتور موفق العجلوني
27-09-2025 12:27 PM
تمضي دولة الكويت الشقيقة بخطى واثقة نحو تحقيق رؤيتها الوطنية الطموحة "كويت جديدة 2035"، التي تهدف إلى إعادة رسم ملامح الدولة اقتصادياً، وتنموياً، وإدارياً، وصولًا إلى مركز مالي وتجاري إقليمي متقدم. ولأن هذه الرؤية تتجاوز حدود الداخل الكويتي، فإنها تحمل فرصًا كبيرة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية، التي تربطها بالكويت علاقات تاريخية اخوية متينة ومتميزة على كافة المستويات .
ترتكز الرؤية الكويتية على سبعة ركائز رئيسية أبرزها:
تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
تطوير البنية التحتية الذكية والمستدامة.
تعزيز التحول الرقمي وتحديث نظم التعليم والصحة.
تحفيز القطاع الخاص وبناء اقتصاد قائم على الابتكار.
توسيع الشراكات الإقليمية والدولية.
تسعى دولة الكويت الشقيقة من خلال هذه الرؤية إلى بناء دولة حديثة تتفاعل بإيجابية مع متغيرات العالم، وتعتمد على كفاءاتها الوطنية، وتستثمر في العلاقات الاستراتيجية.
ترتبط دولة الكويت والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات تاريخية متميزة قائمة على الأخوّة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وقد ترسّخت هذه العلاقات عبر عقود من التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
فعلى الجانب السياسي، هنالك تطابق في المواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية، والحلول السلمية للنزاعات في المنطقة.
أما اقتصاديًا، فإن الاستثمارات الكويتية في الأردن تُعد من الأكبر عربيًا، وتشمل قطاعات حيوية كالبنوك والطاقة والاتصالات والعقارات. في المقابل، تحظى الكفاءات الأردنية من أبناء الجالية الأردنية المتواجدين في الكويت بتقدير واحترام كبيرين، وتلعب الجالية دورًا مهمًا في دعم مسيرة التنمية الكويتية.
و لا بد هنا من الاشادة بالدور الرائد لسعادة السفير الكويتي في الأردن السيد حمد راشد المري، في متابعته للبناء على ما قام به زملائه اصحاب المعالي و السعادة سفراء دولة الكويت المعتمدين سابقاً بالاردن في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين. فسعادته يواصل الليل بالنهار لتقديم نموذجًا متميزًا في الدبلوماسية الفاعلة والواقعية التي ترتكز على التواصل، وبناء الجسور، وتوسيع آفاق التعاون من خلال اللقاءات الرسمية والشعبية، و من خلال تنظيم الزيارات والمبادرات المشتركة، من اجل دعم العلاقات الاستثمارية والتعليمية، وتسهيل التبادل بين المؤسسات الأكاديمية والاقتصادية بهدف تمثيل الكويت بصورة مشرّفة في المناسبات الوطنية الأردنية، ما يعكس عمق الاحترام المتبادل. وفي تفعيل التواصل مع الجالية الأردنية في الكويت، والجالية الكويتية في الأردن، بما يعكس اهتمامًا بالعنصر الإنساني والاجتماعي للعلاقات.
إنّ حضور سعادة السفير المري الدائم والفاعل ساهم في تطوير العلاقات الثنائية بما يتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة، وخاصة في ضوء الرؤية الكويتية الطموحة.
أما انعكاسات رؤية 2035 على العلاقات الأردنية – الكويتية، فتتثمل في المعطيات التالية:
فرص استثمارية متبادلة: تفتح الرؤية الباب أمام شراكات جديدة في قطاعات البنية التحتية، و الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي، والتعليم، مما يُتيح فرصًا للشركات الأردنية للعمل في السوق الكويتي، ولرؤوس الأموال الكويتية للاستثمار في الأردن .
التكامل في الموارد البشرية: مع حاجة الكويت إلى الكفاءات في مجالات الصحة، التعليم، والهندسة، يمكن للأردن أن يكون مصدرًا رئيسيًا لهذه الخبرات، في إطار منظم يحقق الفائدة للطرفين.
شراكات لوجستية وتجارية: يمكن تطوير شراكة استراتيجية تربط بين ميناء العقبة الأردني وميناء مبارك الكبير الكويتي، بما يعزز حركة التجارة البينية ويوفر منافذ إضافية للأسواق العالمية.
التعاون في التحول الرقمي والابتكار: الأردن يملك بنية معرفية متطورة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ويمكن أن يكون شريكًا تقنيًا للكويت في تنفيذ برامج الحكومة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي.
وبالتالي تمثل رؤية الكويت 2035” فرصة تاريخية ليس فقط للكويت، بل أيضًا لشركائها في الوطن العربي وخاصة لتعميق التعاون، وبناء نماذج جديدة من التكامل التنموي والاستراتيجي. ويُعد الأردن، بما يمتلكه من موارد بشرية وقدرات اقتصادية وموقع جغرافي، شريكًا مثاليًا في تحقيق أهداف هذه الرؤية.
وإلى جانب توجيهات القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين، فإن الجهود الدبلوماسية المخلصة التي يبذلها سعادة السفير حمد راشد المري تُمثّل دعامة أساسية في بناء هذا المستقبل المشترك، وتعكس حرص الكويت الدائم على الاستثمار في علاقاتها الأخوية، وبناء نموذج عربي ناجح في الشراكة والتعاون.
كل التوفيق والرعاية الالهية لدولة الكويت الشقيقة في تحقيق هذه الرؤيا في ظل القيادة الحكيمة لسمو امير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله. ولان الكويت تستحق كل التقدم والازدهار من خلال علاقاتها الطيبة من دول العالم وخاصة الدول الشقيقة والصديقة وعلى رأسها الأردن.
* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me