خطة ترامب لإنهاء حرب غزة: الفرصة الأخيرة أمام حماس
م. وائل سامي السماعين
30-09-2025 07:26 PM
الحقيقة اليوم صارخة ولا تحتمل المجاملات: أمام حماس خياران لا ثالث لهما — القبول الكامل بالخطة أو مواجهة مصيرها المحتوم .
الخطة التي طرحتها الإدارة الأميركية، والمؤلفة من عشرين بندًا، ترسم خارطة طريق واضحة لإنهاء الحرب:
1. الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين أحياءً وأمواتًا، مقابل إطلاق دفعات من الأسرى الفلسطينيين.
2. الاستسلام الكامل لحماس عبر التخلي عن السلاح، مع توفير ممر آمن لخروج من يرغب.
3. إعادة إعمار غزة بإشراف مجلس سلام دولي يرأسه الرئيس ترامب، بما يضمن استعادة الحياة إلى القطاع.
4. عدم التهجير القسري، ولكن بقي الباب مفتوح امام الهجرة الطوعية لمن يختار
هذه المبادرة لا تقتصر على الشروط العسكرية فقط، بل تحمل برنامجًا شاملًا لإعمار غزة وإنهاء حكم السلاح، مع تشكيل مجلس قيادة جديد لإدارة المرحلة المقبلة. ومن أبرز أركانه توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق والرئيس التنفيذي لمؤسسة Tony Blair Institute for Global Change، ومقرها الإمارات، ما يمنح الخطة بعدًا دوليًا سياسيًا وتقنيًا، والذي ساهم في صياغة الخطة الامريكية التي تسمى خطة ترامب للسلام .
الرسالة إلى حماس واضحة وصادمة: الجيش الإسرائيلي يقف على أبواب غزة مستعدًا لاقتحامها، وترامب أعلن أن المهلة قصيرة، وأن رفض الخطة لن يعني سوى مواجهة مفتوحة وباهظة الثمن.
الدعم الخارجي واسع؛ السلطة الفلسطينية ومعها دول عربية فاعلة — الأردن، السعودية، مصر، قطر، والإمارات — أعربت عن تأييدها، ورأت في المبادرة مخرجًا واقعيًا لوقف نزيف الدم وإعادة بناء غزة على أسس جديدة.
اليوم تدفع حماس ثمن حساباتها الخاطئة؛ قرارات أحادية وارتباطات خارجية جرّت على الشعب الفلسطيني أكثر من 65 ألف قتيل، 150 ألف جريح، ومئات آلاف المهجرين. حين تُرتهن الشعوب لحكم لا يضع مصلحتها في صدارة الأولويات، تكون النتيجة مآسي بحجم وطن.
إنها الفرصة الأخيرة، والباب ما زال مفتوحًا، لكن للحظة قصيرة جدًا. إما الانصياع الكامل، أو مواجهة انهيار شامل.
فهل يمتلك عقلاء حماس القدرة على ترجيح كفّة القرار داخل الحركة لإنهاء مأساة الشعب الغزّي؟.
waelsamain@gmail.com