عمون - جعفر الدقس - حذرت لجنة حماية المستهلكين الاميريكية المواطنين الامريكيين ، من شراء لعب اطفال صينية عليها طلاء قد يكون يحتوي على نسبة من الرصاص تفوق المعايير المسموح بها ، وطلبت من المستهلكين ان يسحبوا الالعاب على الفور من الاولاد ، وقد بدأت شركة الالعاب الامريكية العملاقة "فيشر برايس" على اثر هذا التحذير بسحب 967 الف لعبة بيعت في الولايات المتحدة بين مايو واغسطس من هذه السنة ، ومن بينها العاب "سيسامي ستريت" التي تلقى رواجا كبيرا لدى الاطفال ، والدمية المستكشفة "نورا" ، ويشمل هذا الاجراء ايضاً حوالي ثمانين لعبة يرتبط العديد منها بشبكة "نيكلوديون" التلفزيونية الخاصة بالاطفال ، منها سيارات صغيرة وادوات موسيقية .وانتقلت حمى سحب الالعاب الصينية بعد ذلك من الاسواق الامريكية لبقية دول العالم . ومنها الاردن حيث بادرت مؤسسة المواصفات والمقاييس بسحب الالعاب الصينية من الاسواق الاردنية ، والتي عمم عليها على مستوى العالم .
الدستور وادراكاً منها بحساسية هذه القضية التي تمس سلامة اطفالنا تسلط الضوء على مختلف جوانب هذه القضية.
مخاوف
فاتن علي سيدة وأم لثلاثة اطفال ، عبرت عن قلقها من الخطورة التي يمكن ان تشكلها الالعاب الصينية وقالت: اني اشعر ان الامر غير واضح للمواطنين بصورة كافية ، حيث ان اغلب الالعاب المعروضة في الاسواق هي العاب صينية ، وبالتالي ما الذي يضمن لنا كمواطنين ان هذه الالعاب العاب امينة ولا تشكل خطورة على اطفالنا ، لذا انا اعتقد انه يجب ان يتم نشر كودات هذه الالعاب لكي يستطيع المواطن ان يتابع بنفسه هذا الموضوع مع الجهات المختصة التي يجب ان تكثف نشاطها الرقابي على الالعاب الصينية.
مخلد عبد العزيز والد لطفلتين ، طالب بأن تسحب الجهات المختصة هذه الالعاب من الاسواق بأقصى سرعة لما يمكن ان تسببه من اخطار على الاطفال ، وقال انه كان يجب ان تتوفر آليات الفحص الذاتية في الاردن لفحص مخاطر هذه الالعاب ، التي اكتشفت الولايات المتحدة الامريكية مخاطرها على الاطفال ، كما طالب عبد العزيز بتشديد الرقابة على محلات ومعارض بيع العاب الاطفال لضمان التزامها وتقيدها بالشروط التي تضمن سلامة هذه الالعاب .
الدكتور محمد عبيدات رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك ، حذر من خطورة هذه الالعاب خاصة بعد قيام الولايات المتحدة الامريكية بسحب كميات كبيرة تقدر بملايين الدولارات من اسواقها ، نظرا لخطورة مادة الرصاص على صغار السن ، ودعا عبيدات المواطنين الى ضرورة عدم شراء العاب الاطفال ذات المنشأ الصيني كخطوة احترازية بعد قيام مؤسسة المواصفات والمقاييس بسحب ومصادرة بعض ماركات الالعاب المشهورة نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من مادة الرصاص السامة ، الى حين ظهور نتائج الفحوصات ، كما طالب عبيدات كافة الجهات الرقابية ذات العلاقة وفي مقدمتها مؤسسة المواصفات والمقاييس الى تنفيذ حملة مكثفة على الاسواق والمحال التجارية الكبرى المتخصصة ببيع العاب الاطفال ، للتأكد من خلوها من ماركات الالعاب التي ثبت احتواؤها على مادة الرصاص بمعدلات كبيرة وضارة ، والعمل على وقف بيعها وسحبها من الاسواق ، كما دعا المسؤولين في دائرة الجمارك العامة الى ضرورة وقف المستوردات من الالعاب الصينية بكافة انواعها ، وعدم التخليص على الكميات التي تم استيرادها الا بعد اجراء كافة الفحوصات اللازمة حفاظا على حياة ابنائنا ، كما طالب عبيدات الجهات المختصة بوقف استيراد بعض انواع الالعاب التي تشكل خطرا كبيرا على حياة الاطفال الصغار وتحتوي على قطع بلاستيكية ومعدنية صغيرة سهلة البلع .
الدكتور محمود الزعبي مساعد المدير العام لمؤسسة المواصفات والمقاييس للشؤون الادارية والرقابية ، قال ان دور مؤسسة المواصفات والمقاييس هو مراقبة جميع السلع الداخلة للاسواق الاردنية سواء كانت مستوردة او مصنعة محليا لمطابقتها للقواعد الفنية الاردنية ، وبنفس الوقت فانه توجد للمؤسسة فرق تجوب الاسواق لمراقبة مطابقة السلع والمنتجات للقواعد الفنية الاردنية ، اي ان السلعة تفحص عند دخولها للمملكة ، وتفحص عند الجولات الرقابية في الاسواق من فرق المراقبة ، اما بالنسبة للالعاب الصينية فلقد تابعت مؤسسة المواصفات والمقاييس هذه القضية منذ ان اثيرت في وسائل الاعلام ، ثم من باب وقائي واحترازي حركت فرقها الرقابية الى الاسواق للتفتيش على محلات ومعارض الالعاب ، ومصادرة الالعاب التي تطابق ارقام كوداتها لارقام الكودات التي تم التعميم عليهم عالميا ، ومن ثم ارسال هذه الالعاب الى مختبرات الجمعية العلمية الملكية للتحقق من مطابقتها للقواعد الفنية الاردنية واذا ثبت عدم مطابقتها فسيتم اتلافها فورا .

ضمانات صينية
السيد وانغ شين بي المتحدث الإعلامي باسم وزارة التجارة الصينية قال يوم الخميس (16 أغسطس) ببكين أن مستوى سلامة الألعاب الصينية الصنع ككل يستحق الثقة ، رغم أن هناك بعض المشكلات في الجودة لبعض الألعاب الصينية المصدرة. وتأمل الصين في تعزيز التبادل والتعاون مع الدوائر الحكومية الصينية وأوساط صناعة الألعاب في الدول المعنية بشأن تحسين منظومة التحكم في جودة الألعاب وحماية سلامة المستهلكين ودفع التنمية التجارية.
وأضاف المتحدث أن سلامة جودة الألعاب تتعلق بصحة وحياة المستهلكين وخاصة الأطفال ، ولذا تولي الحكومة والمؤسسات الصينية اهتماما بالغا للجودة ، رغم أن هناك احتمالا ضئيلا لحدوث مشاكل .
وقال المتحدث: "لا بد أن نعالج تلك المنتجات ذات العيوب والمشاكل ، ومنذ مارس العام الحالي وبعد أن اُكتشفت مشاكل في بعض منتجاتنا بواسطة هيئات تفتيش الجودة الأجنبية أو ذُكرت في وسائل الإعلام الأجنبية ، قمنا بالفحص الجدي كما طالبنا مختلف القطاعات بتعزيز الفحص الذاتي والإدارة وتعزيز التدريبات للمؤسسات".
واضاف إن الصين أصبحت حاليا أكبر دولة منتجة ومصدرة لألعاب الأطفال في العالم ، وتجاوزت قيمة صادرات الألعاب الصينية الصنع سبعة مليارات دولار أمريكي ، وبيعت في أكثر من 160 دولة ومنطقة عام 2006 ، وتحتل الألعاب الصينية الصنع مكانة هامة في الأسواق الرئيسية بدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وهونغ كونغ واليابان.
وقال المتحدث وانغ شين بي إن مستوى سلامة الألعاب الصينية الصنع يستحق الثقة. "فقد صدرت الصين 300 ألف جُملة من الألعاب إلى الولايات المتحدة عام 2006 ، واسترد منها 29 جملة ممثلة واحدا من عشرة آلاف فقط." وفي السنوات الأخيرة ولضمان ملاءمة الألعاب المصدرة مع متطلبات الأسواق استمرت الحكومة الصينية العمل على استكمال نظام التصديق على الجودة الخاصة لتصدير الألعاب ، وفي نفس الوقت استمرت المؤسسات المنتجة للألعاب برفع جودة المنتجات ومستوى الإدارة ، وحتى الآن حصل حوالي 3000 مؤسسة صينية لانتاج الألعاب بالصين على رخصة جودة التصدير.
واضاف إن الصين بصفتها دولة كبرى في انتاج وتصدير الألعاب ستستمر في العمل على استكمال منظومة التحكم في السلامة والجودة ابتداء من المواد الخام حتى المنتجات الجاهزة ، وسترفع مستوى السلامة والجودة للألعاب في المستقبل. وذكر المتحدث أن الصين تأمل في تعزيز التبادل والتعاون مع الدوائر الحكومية وأوساط صناعة الألعاب في الدول المعنية ، في سعي مشترك لاستكمال منظومة التحكم في جودة الألعاب وحماية أمن المستهلكين ودفع التنمية التجارية...عن (الدستور).