facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ترامب صانع السلام في الشرق الأوسط


حسين بني هاني
14-10-2025 09:57 AM

فصل سياسي جديد يوشك أن يبدأ في المنطقة ، بعد توقيع اتفاق غزة ، ومع ذلك فقد ذكّرني خطاب ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي ، بذاك الذي ألقاه السادات ، قبل خمسة عقود تقريبا ، حين ساد الاعتقاد بعده لدى الجميع ، بأن حرب تشرين ربما تكون هي آخر الحروب ، وهو الأمر الذي لم يحدث قط ، نظراً لأن إسرائيل ، لم يكن بنيتها أصلا معالجة المسألة الأساسية التي سببت كل تلك الحروب ، ولا أظن أنها ستفعلها هذه المرة ، حيث اثبتت حرب غزة

الاخيره ، مرورا بغيرها من انتفاضات الشعب الفلسطيني ،وحروب إسرائيل الاخرى في المنطقة ، أن القوة العسكرية الاسرائيلية، تمنح تل أبيب نشوة مؤقتة، لكنها لاتصنع نصرا كاملا ، ولا تنهي الحروب ، ولا تصنع سلاماً دائماً .

هذا المشهد المفعم بالتفاؤل بتحقيق السلام، الذي اشاعه حضور ترامب للمنطقة ، يخشى أن تتكرر معه المراوغة الاسرائيلية مرة أخرى ، تلك التي تعودت عليها دول المنطقة، إذ لم يذكر ترامب في خطابه ، أي شيء يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، أو أية ذكرٍ للدولة الفلسطينية ، بعد أن محى ترامب بخطابه ومعه نتنياهو ايضا من جديد ، تاريخا كاملا من نضال الشعب الفلسطيني، على امتداد عقود طويلة ، وتاريخ آخر من الإفلات الاسرائيلي من العقاب ، وتاريخ من التطهير العرقي المتكرر في الفكر الصهيونى ، مارست فيه إسرائيل في حربها على غزة ، كل الحيل السياسية لتنفيذه ، لولا الموقف الحاسم الأردني والمصري ، الذي حال دون دفع سكان غزة نحو الهجرة القسرية .

ترامب الذي سمع تأكيد نتنياهو في خطابه ، بأن الضفة الغربية هي جزء من أرض إسرائيل ، ولم يعلق عليه ، بدا وكأنه موافق على ما ورد ، إذ لم يشر مثلا إلى قرارات الأمم المتحدة ، المتعلقة بفلسطين أو المبادرة العربية بهذا الخصوص ، وغيرها من المحاولات التي هدفت للتوصل إلى تسوية ، توقف الحروب بشكل أو بآخر في هذه المنطقة .

بدا ترامب امام الكنيست ، وكأنه يخاطب ممثلي ولاية أمريكيه ، وبلغ منسوب الثقة لديه ، أن حشر نفسه في شأن إسرائيلي داخلي ، حين طلب من الرئيس الاسرائيلي ، العفو عن نتنياهو من التهم الموجهة إليه ، لقد وصل نتنياهو في حرب غزة ، بنظر ترامب ، إلى نقطة كادت أن تغضبه ، وتطيح بمصالح الولايات المتحدة، خاصة عندما شعر الاخير ، أن القضية الفلسطينية وغزة تحديداً ، باتت حاضرة في صناديق الاقتراع في انتخابات حلفائه في أوروبا ، وربما خشي أن تصل هذه الظاهرة ، إلى انتخابات الكونغرس النصفية ، بعد تلك الاحتجاجات التي حدثت في الجامعات الأمريكية .

هي لحظة فارقة في تاريخ المنطقة ، ومع أن دلائلها ونهايتها معروفة تماماً ، في ظل وجود هذه الحكومة المتطرفة، إلا أنها كشفت بشكل واضح ، أن مفاتيح الحرب والسلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، كانت وستبقى بيد واشنطن وحدها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :