facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نتنياهو في ظل الإمبراطور ترامب


حسين بني هاني
18-10-2025 11:43 AM

يصعب على أي محلل ، قراءة ما يدور في خاطر رئيس ، تتغيّر مواقفه وفق مقتضى الحال مثل ترامب ، خاصةً بعد عرضه الإمبراطوري ، الذي تداخلت فيه فوضى المعاني بالتلميحات ، هنا وهناك أمام الكنيست . الجميع يعرف أن واشنطن مستعدة للدفاع عن إسرائيل ، هذه فرضيةٌ مفروغ من صحّتها في وجدان أهل الشرق الأوسط ، ويعرفها حكّام المنطقة جيداً ، ولكن وفق البيت الابيض ، هذا لا يعني إطلاق يد تل أبيب تماماً ، دون أي رادع أو بعض حساب .

لكن نتنياهو تجاهل ، هذه المعادلة في حربه على غزة ، عندما تمادى بتوسيع مداها ، حتى وصلت أركان الخليج العربي . لقد حاول ترامب، تصحيح مسار إسرائيل المنفلت ، بعد أن سادها فيضٌ من النشوة ، بفضل الدعم الأمريكي ، إذ أعتقد بعضهم أنها خاليةٌ من الضوابط ، ظنّ نتنياهو وفقها أن ليس لها حدود ، طوال مرحلة الحرب التي امتدّت نحو عامين .

مجازر غزة لم تُثر اهتمام ترامب ، ولكن الهجوم على قطر ، كان بالنسبة له تجاوزٌ إسرائيليٌ لهوامش الحركة الممنوحة لنتنياهو ، لم يكن هذا الاخير بافضل أحواله ، وهو يقبل إيقاف الحرب التي أوغل فيها بالأكاذيب ، فقد كانت رسالة ترامب واضحة للكنيست ، قال فيها أن واشنطن ومصالحها أولاً ومصالح إسرائيل في المرتبة الثانية ، وبدا لأعضاء الكنيست المبتهجين بإطراءات ترامب ، أن إسرائيل ليست اكثرمن محمية أمريكية بنظر الاخير ، إذ نَقَلَ مسؤول بارز في البيت الأبيض ، عن ترامب قوله " إسرائيل بدون الولايات المتحدة لن تكون موجودة أصلا ، وأنا لست مضطراً لقول هذا " .

رغم كل الدعم الذي قدمه ترامب ، فإن الفجوة بين ادارته وإسرائيل من جهة ، وبقية العالم العربي ، بشأن القضايا طويلة الأمد ، ستبقى موجودة ، في ظل هكذا حكومة متطرفة، خاصة مسألة الطريق نحو حل الدولتين ، وهي المسألة التي لاتزال بحاجة ملحة لقيادة أمريكية واعية .

لقد شكّل خطاب ترامب رافعة سياسية لنتنياهو ، بل غسيل سمعه له ، حاول ترامب من خلاله إعادة الاعتبار له ، ليس أمام العالم وحسب ، وانما داخل إئتلاف حكومته الهش أيضاً ، ولكن ثبات هذا الأطراء ، يبقى في دائرة الشك ، على المدى البعيد مع زعيم مثل ترامب ، وربما يكون له ثمن عند رجل يصعب رصد ردود أفعاله ، وهو ما جعل الاتفاق الموقّع ، مجرد بيان يعبّر عن رؤية أكثر من كونه أي شيء آخر ، إذ بدا واضحاً تجاهل ترامب ، لكل المعايير السياسية التي تحكم علاقات واشنطن بدول المنطقة ، هذا الانحياز الامريكي المطلق والمعروف عربياً لصالح إسرائيل ، ربما هو الذي دفع زعماء السعودية والإمارات ، لمقاطعة قمة شرم الشيخ ، كونهم يعلمون جيداً، أن الإعمار والرفاه الاقتصادي المزعوم في غزة ، والمفترض أن يأتي على حساب خزائنهم بنظر ترامب ، لا يُغني عن الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني .

لقد أوضح ترامب بهذا السلوك الإمبراطوري الأبوي ، الذي أغدقه على نتنياهو ، أن الأخير لن يتمكن ، من المناورة ، والوقوف طويلا بين تحالفين ، ذاك الذي يقيمه مع ترامب ، والآخر الذي يقوده ويتحكّم به سيموتريتش وبن غفير .

لا أظن أن نتنياهو بعد اتفاق غزة ، قادرٌ على مواصلة تجسير الهوة بين التحالفين ، والرضوخ طويلا لغلاة اليمين في حكومته ، وإرضاء الرئيس ترامب في آن واحد ، وهو الأمر الذي باتت الإدارة الأمريكية ، تخشى من عواقبه على مصالحها الطويلة المدى في المنطقة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :