في زمن اعتاد فيه كثير من المسؤولين على متابعة الملفات من خلف المكاتب المغلقة وكتابة التقارير الورقية خرج وزير الإدارة المحلية إلى الميدان ليكتب قصة مختلفة عن الإدارة المحلية في المملكة الأردنية الهاشمية قصة تبدأ من الواقع تتغذى على الإرادة لا تعرف المجاملة ولا ترضى بالترهل وتهدف إلى إعادة هيكلة الوزارة لتستعيد دورها الطبيعي كقائد للعمل المحلي ومحرّك للتنمية في جميع أرجاء الوطن .

وزير الإدارة المحلية يجوب مراكز الإدارة المحلية من شمال المملكة إلى جنوبها بعزم وإصرار وروح إصلاحية صادقة هدفه الأول والأخير خدمة الله والوطن والمواطنين كل زيارة له ليست مجرد لقاء بروتوكولي أو جولة إعلامية لتسجيل حضور، بل هي مراقبة دقيقة وفعل يومي يعكس إدراكه التام بأن الإصلاح يبدأ من الميدان حيث تظهر الحقائق على طبيعتها وليس من خلال التقارير الورقية التي كثيرًا ما أخفت الصورة الحقيقية عن الواقع الإداري الذي خلفته الإدارات السابقة.

الوزير يواجه إرثًا ثقيلاً من التسيب الإداري واللامبالاة حيث اعتاد بعض موظفي الإدارة المحلية على الترهل وعدم الالتزام بالواجب الوظيفي حتى غابت روح الانتماء المهني والإحساس بالمسؤولية هذا الوضع لم يعد مقبولًا لقد بدأ الوزير بوضع كل موظف أمام مسؤولياته المباشرة وأطلق متابعة حثيثة لأعمال اللجان والموظفين مؤكّدًا أن المحاسبة والمساءلة هي الطريق الوحيد لتحقيق الانضباط والإنتاجية الحقيقية .

لقد أصبح الوزير نموذجًا للإرادة الصادقة فهو لا يكتفي بالكلام بل يعمل يوميًا على تصحيح المسار ويعيد بناء ثقافة الالتزام والانتماء في الإدارة المحلية يؤمن بأن الوزارة يجب أن تكون جهازًا حيًا يخدم المواطنين ويحقق التنمية المحلية لا مجرد مؤسسة تقليدية تعتمد على الروتين والمجاملات يعرف الوزير أن القسم الذي أداه أمام جلالة الملك ليس مجرد كلمات تُقال بل أمانة تُمارس يوميًا وأن النجاح في الإصلاح يحتاج إلى جهد متواصل ومواجهة مباشرة للخلل أينما وجد .

هذا الإصلاح لا يرحم التقصير فهو يعيد رسم ملامح العمل في الإدارة المحلية بشكل جديد ويجعل كل موظف مسؤولًا عن أداء واجبه المرحلة التي نعيشها اليوم هي مرحلة فاصلة في تاريخ الوزارة ولن يسمح بعد الآن لأي موظف بالتقصير أو الاستهتار بمهمته الانضباط أصبح قاعدة والمحاسبة واقعًا يوميًا لا يمكن تجاهله .

نحن اليوم بحاجة إلى وقفة صادقة وواثقة لدعم هذا النهج الإصلاحي الميدان هو الحقيقة الأولى والأخيرة والعمل في الإدارة المحلية ليس مجرد تقديم خدمات يومية بل مرآة لمدى التزامنا بالقيم الوطنية والمهنية وهو المقياس الحقيقي لمدى احترام الدولة لمواطنيها دعم هذا التوجه الإصلاحي واجب على كل غيور يسعى لوطن يسوده الانضباط والإنتاجية ويستعيد ثقة المواطن في مؤسساته .

ما يقوم به وزير الإدارة المحلية اليوم ليس مجرد جولات ميدانية بل رسالة واضحة أن زمن التراخي انتهى وأن الإصلاح بدأ فعليًا من الميدان هنا يبدأ العمل الحقيقي وهنا تُكتب فصول الحكاية الجديدة للوطن هذه النهضة الإدارية الجديدة تمثل نقطة انطلاق حقيقية لإعادة هيبة الوظيفة العامة ورفع مستوى الأداء في جميع مراكز الإدارة المحلية لتصبح المؤسسات الرسمية أكثر قدرة على خدمة الناس بضمير وإخلاص .

في النهاية العمل في الإدارة المحلية اليوم هو عنوان لنهضة وطنية شاملة ورسالة صادقة بأن الدولة قادرة على الإصلاح وأن المؤسسات يمكن أن تكون نموذجًا للتفاني والجدية بإرادة الوزير وحزم خطواته وبوقوف الموظفين والمواطنين معه ستتحول مراكز الإدارة المحلية من مجرد مؤسسات إدارية إلى محركات فعلية للتنمية وخدمة المجتمع لتصبح قدوة لكل مؤسسة رسمية تسعى لإعادة بناء نفسها وإعلاء قيم المسؤولية والانتماء.