facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في مقابلة جلالة الملك في "بانوراما" B.B.C


فيصل تايه
20-10-2025 09:27 AM

في هذه الأيام ، تتجه قلوب الأردنيين بالدعاء الصادق إلى مقام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، سائلين الله أن يمن عليه بموفور الصحة والعافية، وأن يحفظه ذخراً لهذا الوطن وقائداً لمسيرته ، حيث تبقى محبته راسخة في وجدان شعبه، كما يبادله هو الإخلاص والوفاء، قائداً ثابتاً في المواقف، حكيماً في الرؤية، مؤمناً برسالة الهاشميين في نصرة القيم والعدالة والسلام ، اذ ان جلالته وعلى الرغم من الظروف الصحية الطارئة التي يمر بها مؤخراً ، يواصل أداء رسالته بشجاعة واتزان، حاملاً لواء الحق والسلام في رحلاته ولقاءاته مع قادة أوروبا ودول العالم ، ناشراً رسالة الأردن الإنسانية والاستراتيجية بكل وضوح وثبات، ليبقى الأردن كما أراده دائماً : وطناً للكرامة ، والعدل ، والعزيمة التي لا تنكسر.

ومع هذ الوفاء والمسؤولية يواصل جلالته أداء رسالته في مواجهة الواقع الإقليمي المعقد ، ففي عالم تتشابك فيه المصالح وتتقاطع فيه الكلمات بالوعود الزائفة ، حيث يبرز جلالة الملك كقائد عربي نادر ، يجمع بين الحكمة والرصانة والضمير الإنساني ، ويضع السلام والعدالة في صميم قيادته ، اذ انه وفي مقابلته الأخيرة مع برنامج "بانوراما" على قناة بي بي سي ، أعلن بصراحة ووضوح : "لا أثق بأي كلمة يقولها"، مشيراًِ بدقة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ، حيث ان هذه العبارة "البسيطة" في لفظها "الثقيلة" في معناها ، تعكس تجربة طويلة وعميقة مليئة بالتحديات ، وتشير إلى عقلية قائد يرى الواقع كما هو ، بلا تجميل أو مواربة، ويسعى إلى تحويل الكلمات إلى أفعال ملموسة تحقق الأمن والاستقرار والعدالة لشعبه ولشعوب المنطقة كافة.

لم يكتف جلالته بالإشارة إلى عدم الثقة، بل شدد على أن التفاصيل هي التي تصنع الفارق الحقيقي في أي اتفاق، مؤكداً أن "الشيطان يكمن في التفاصيل"، ليبين أن الحلول السطحية والوعود المؤقتة لا يمكنها أن تحقق الاستقرار، وأن أي سلام مستدام يتطلب فهماً دقيقاً للتفاصيل، والتزاماً صارماً بالمبادئ والحقوق ، وهنا يتجلى بوضوح عمق الرؤية السياسية لجلالته، وحرصه على أن يكون السلام شاملاً وعادلاً، لا مجرد اتفاقيات شكلية، بل مساراً مستداماً يحمي حقوق الجميع ويصون كرامة الشعوب.

لغة جلالة الملك عبدالله الثاني في المقابلة تنطق بالحكمة والرصانة، وفي كل كلمة يظهر الحرص على المصداقية والشفافية والعدل ، فدعوته للقيادة المسؤولة والمفاوضات الصادقة ليست مجرد توصية سياسية، بل هي رسالة أخلاقية لكل من يحمل المسؤولية على عاتقه، ولكل من يسعى إلى تحقيق سلام شامل ومستدام يحمي الأمن، ويصون العدالة، ويكرم حقوق الشعوب ، حيث انه من القادة القلائل في العالم العربي الذين يسعون بجدية لتحويل السلام إلى واقع ملموس ، والى التزام حقيقي، والى نموذج حي يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي .

في كل عبارة يلفظها جلالته، يشعر المتلقي بقوة الشخصية ووضوح الرؤية وعمق الإدراك ، اذ يمكن لأي متابع أن يلمس التوازن بين الحزم والإنصاف، والحرص على حماية مصالح الوطن والمواطن ، وضمان حقوق الشعوب في العيش بسلام وكرامة ، وفي الوقت نفسه، يظهر التحدي الذي يواجهه جلالته : فرض هذه الرؤية على واقع إقليمي معقد مليء بالمصالح المتشابكة، ما يجعل التمسك بالمبادئ والمصداقية علامة على قوة القيادة وجلالها، ويعكس الحرص على أن تكون أي مبادرة سلام حقيقية ومستدامة، لا مجرد واجهة شكلية.

هذه المقابلة ليست مجرد حديث سياسي ، إنها درس في القيادة والمسؤولية، ونموذج حي لرؤية عربية أصيلة تجمع بين الواقعية والطموح الإنساني ، فكلام جلالة الملك يرفع من شأن الكلمات ويحولها إلى قوة دافعة للتفكير والعمل، ويجعل السلام هدفاً حقيقياً، لا مجرد شعار يختبئ خلف المؤتمرات والبيانات الرسمية ، اذ ان جلالته قائد يعرف أن الكلمة الصادقة تترك أثراً دائماً، وأن القيادة الحقيقية تظهر عندما تترجم الرؤية إلى أفعال ملموسة، وتجعل العالم ينظر إليها بإجلال واحترام، ليس فقط كزعيم عربي ، بل كمرجع عالمي للسلام والعدالة، وقائد يقدر على المستويين الإقليمي والدولي لمصداقيته وثباته وقوة رؤيته.

ما قدمه جلالة الملك عبدالله الثاني في المقابلة ونبراته نموذج نادر في العالم العربي، حيث يتلاقى الصدق والعدالة مع الحنكة السياسية، ويتمازج الطموح الواقعي مع الرؤية المستقبلية، ويصبح لكل كلمة وزناً يتجاوز حدود الوطن إلى العالمية ، ففي زمن يغلب عليه الانقسام والخلافات، يظل جلالته رمزاً للثقة ومرجعاً للسلام، وقائداً يضع الحقوق فوق كل اعتبار، ويحول رؤيته إلى رسالة للعالم بأن السلام الممكن والمستدام هو واجب ومسؤولية قبل أن يكون مجرد سياسة ، فحضوره وكلماته تجعل كل متابع يشعر بأن أمامه رجل سلام نادر، يحظى بالاحترام في مختلف دول العالم، ويشكل نموذجاً رفيعاً للقيادة الرصينة التي يحتذى بها على المستويين العربي والدولي، رجل يجمع بين الحكمة، والرؤية، والمصداقية، ويثبت أن السلام المستدام هو ثمرة القيادة الواعية والمسؤولة.

نسأل الله العلي القدير أن يمن على جلالة الملك بتمام الصحة والعافية، وأن يشفيه شفاء لا يغادر سقما، ويعيده إلى شعبه ووطنه سالماً معافى ، ليبقى رمزاً للعزة والقيادة الراشدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :