عمون - في الجزء الغربي من المحيط الهادئ بين اليابان والفلبين يمتد سحر جزر تايوان على مساحة اجمالية تبلغ 36 ألفا و197 كيلومترا مربعا، تضم أكثر من نصيبها العادل من الروعة الطبيعية في العالم، فتصل ارتفاعات قمم العديد من سلاسل الجبال لأكثر من 3 آلاف متر، بينها أعلى جبل في شرق آسيا "جبل جيد" وتغطى سفوح الجبال بالغبات لتعطي مشهدا يوصل السماء بالأرض، في أكثر من نصف مساحة البلاد، اما النصف الاخر فمليئ بالجبال البركانية والهضاب والسهول الساحلية والأحواض..

طبيعة المناخ والموقع في مسار تيارات المحيط الدافئة قبالة الساحل شرقي القارة الأسية يجعل تايوان تنعم بمجموعة واسعة من المناطق المناخية من الاستوائية الى المعتدلة، فيجعل ذلك من الجزيرة أرض العجائب، ففي فصل الشتاء يمكن للزائر أن يشاهد تساقط الثلوج على سفوح جبل هيهوان في مقاطعة نانتو، وعلى بعد 200 كيلومتر في مقاطعة بينجتونج يستمتع بالغوص بين الشعاب المرجانية على طول الطرف الجنوبي للجزيرة، وفي ذات الوقت زيارة اليانبيع البحرية الساخنة على طول شواطئ الجزيرة الخضراء وجزيرة قويشان.

في تايوان ليست الطبيعة وحدها خلابة فهي غنية بالمشاهد الثقافية الناتجة عن تاريخ عريق وشعب متنوع يضم 16 قبيلة من السكان الأصليين معترف بها رسميا، ومجموعات عرقية متنوعة ذات اللغات الخاصة بهم، والعادات المختلفة، وتشتهر بمزيج رائع من الثقافة التقليدية والحديثة لعرض تاريخ الأمة وتنوعها الثقافي الذي تعرضه المتاحف المنتشرة في جميع انحاء البلاد.

فإلى جانب متحف القصر الوطني في مدينة تايبيه الذي يضم واحدة من أكبر مجموعات التحف الصينية القديمة في العالم، تشتهر متاحف تايوان الوطني، والمتحف الوطني للتاريخ، والمتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ، والمتحف الوطني للأدب التايواني، ومتحف تايوان الوطني للفنون الجميلة، خاصة أن تايوان هي مركز صناعة موسيقى البوب الماندرين.

ويستمتع السائح خلال زيارة الجزر بأماكن الاستعراض المنتشرة في جميع انحاء البلاد، بما في ذلك المسرح الوطني وقاعة الحفلات الموسيقية، ومسرح تايتشونغ الوطني، ومركز كاوشيونغ الوطني للفنون، ومركز مسرح تايوان التقليدي، والتي جعلت من تايوان مركزا للفنون في آسيا حيث تستضيف فعاليات مهرجان تايوان الدولي للفنون ومهرجان تايبيه للفنون.

ويجذب انظار الزائر لتايوان الطراز الهندسي التقليدي في العمارة، والذي لا ينطبق على المعالم الأثرية الرائعة من معابد ومساكن رسمية فقط، بل في العديد من الهياكل القديمة التي تم ترميمها لاستخدامها كمراكز مجتمعية ومقاه ومتاجر وغيرها من الأماكن العامة.

وفي ذات الوقت، يجد الزائر مدن كبرى وعواصم مزدهرة توفر خيارات الترفيه 24 ساعة طوال أيام الاسبوع، مثل فرق الرقص المرموقة، ومشاهد الموسيقى النابضة بالحياة، إضافة إلى المهرجانات الشعبية والاجواء المفعمة بالحياة في الاسواق الليلية، فتتشابك تقاليد تايوان مع الحياة اليومية.

وبفضل هذا المزيج الفريد من الثقافات والمناظر الطبيعية الخلابة، والمأكولات المتنوعة، وحياة المدينة المثيرة، وصناعة الضيافة المتطورة، تعد تايوان وجهة مثالية للمسافرين، فيما يمكن لمواطني أكثر من 66 دولة الدخول للبلاد دون تأشيرة لمدة 30 - 90 يوما.

وتسخر تايوان لزائريها 1100 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية التقليدية، ونظاما للسكك الحديدية فائقة السرعة بطول 350 كيلومترا يمتد على طول ساحلها الغربي، والتي يتمح بالسفر بين تايبيه وكاوشيونغ في 94 دقيقة.

وتنظم في تايوان على مدار العام معارضا تغطي مجموعة كاملة من الصناعات تشمل الأماكن الرئيسية قاعة المعارض بمركز التجارة العالمي في تايبيه، وقاعة معارض نانغانغ، بالاضافة إلى مركز معارض كاوشيونغ في جنوب تايوان.

وتقام المهرجانات والفعاليات الكبرى على مدار العام، تبدأ باحتفالات رأس السنة في يناير، مرورا بمهرجان تايوان للفوانيس، ومعرض الأوركيد الدولي، ومهرجان "الحج الديني" ومهرجان خليج دابنغ البحري، ومهرجان بينغو الدولي للألعاب النارية، ونهرجان فنون أرض الساحل الشرقي لتايوان وحفل ضوء القمر البحري، ومهرجان تايوان الدولي للبالونات، ومعرض فن طهي تايوان، وكرنفال بحيرة الشمس والقمر الدولي للسباحة، ومهرجان تايوان للدراجات، وماراثون بينغو عبر البحر، وأرض عيد الميلاد في مدينة تايبيه الجديدة.