عمون - كتب حمزة عبد المطلب المحيسن:

مع اقتراب موعد بطولة كأس العالم القادمة، يترقب الأردنيون بشغف مشاركة منتخبهم الوطني “النشامى” في هذا المحفل الكروي العالمي، في إنجاز وطني غير مسبوق يعكس حجم التطور الرياضي في الأردن.

لكن هذه المشاركة لا تمثل حدثًا رياضيًا فحسب، بل تُعد فرصة ذهبية لتسويق الأردن عالميًا كوجهة سياحية آمنة وغنية بالتنوع الطبيعي والثقافي.

فملايين المشاهدين حول العالم سيتابعون مباريات المنتخب الأردني، ما يعني أن اسم “الأردن” سيُذكر على الشاشات، وفي التحليلات الرياضية، وعلى منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي تقريبًا. وهنا تكمن أهمية استثمار هذا الظهور العالمي بشكل منظم ومدروس للترويج للسياحة الوطنية، بالتعاون بين الاتحاد الأردني لكرة القدم وهيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة والآثار.

"هوية موحدة ورسالة وطنية"
يمكن إطلاق حملة وطنية تحت شعار“النشامى من أرض الجمال – Visit Jordan”
لتكون الهوية البصرية الموحدة خلال البطولة، بحيث تُستخدم في الزي الرسمي للمنتخب، وفي المحتوى الرقمي، والمواد الترويجية المصاحبة للمشاركة. كما يمكن أن يظهر شعار “Visit Jordan” إلى جانب علم المملكة على قمصان المنتخب أو في الفعاليات الرسمية، بما يعكس صورة الأردن الحديثة والمتجددة.

"المنتخب كسفير للسياحة"
يمتلك لاعبو المنتخب الأردني شعبية واسعة، تجعل منهم سفراء مثاليين للترويج السياحي. فبإمكان كل لاعب أن يسهم في حملة رقمية بعنوان
“الأردن بعيون النشامى”
من خلال فيديوهات قصيرة من مواقع سياحية مختلفة — من البتراء، إحدى عجائب الدنيا السبع، إلى وادي رم الذي يجمع بين جمال الصحراء وسحر السماء، وصولًا إلى العقبة، حيث الشعاب المرجانية النادرة وآخر موائلها الطبيعية في العالم، التي تجذب عشّاق الغوص والسياحة البيئية من مختلف الدول.

تنوّع هذه المواقع يعكس وجه الأردن المتكامل: بلد يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والضيافة الأصيلة.
"حضور أردني في الدولة المستضيفة "
يمكن للأردن أن يترك بصمته في مواقع البطولة من خلال جناح أو ركن أردني تفاعلي في مناطق المشجعين في الدولة المستضيفة، يعرض عبر شاشات رقمية ضخمة تجارب افتراضية (VR) أو جولات بانورامية ثلاثية الأبعاد لأجمل الوجهات الأردنية.

بهذه الطريقة، يستطيع الزوار “زيارة” البتراء أو الغوص افتراضيًا في خليج العقبة، أو التحليق فوق وادي رم من خلال تجربة رقمية غامرة تثير الفضول والرغبة في زيارة الأردن فعليًا.

كما يمكن عرض منتجات فنية وحرفية بطريقة حديثة من خلال التعاون مع رواد أعمال أردنيين في مجالات التراث والإبداع.

"ربط الرياضة بالسياحة"
داخليًا، يمكن استثمار مشاركة المنتخب في المونديال عبر حملات إعلامية وترويجية داخل الأردن تسلّط الضوء على الوجهات السياحية في مختلف المحافظات، من الشمال إلى الجنوب، عبر الشاشات الإعلانية والمطارات والمواقع السياحية.

كما يمكن إطلاق عروض خاصة بالتعاون مع شركات السياحة والفنادق بعنوان“شجّع النشامى… واكتشف الأردن”
لتشجيع الزوار العرب والأجانب على زيارة البلاد خلال فترة البطولة وما بعدها.

"الإعلام الرقمي والترويج العالمي"
وجود المنتخب في المونديال يجب أن يترافق مع حملة إعلامية رقمية موجهة عالميًا، تتضمن محتوى تفاعليًا باللغتين العربية والإنجليزية، يربط بين الحدث الرياضي وروح الضيافة الأردنية.

ومن خلال المنصات الرسمية والمؤثرين العالميين، يمكن إيصال رسالة مفادها:
“النشامى يمثلون الأردن... والأردن يدعو العالم لاكتشافه”
مشاركة منتخب النشامى في كأس العالم ليست نهاية طريق، بل بداية مرحلة جديدة يمكن أن تُسهم في تعزيز صورة الأردن عالميًا كدولة آمنة، غنية بالتاريخ، عامرة بالطبيعة، ومليئة بالحياة.

إنها فرصة وطنية تستحق التخطيط والتكامل بين المؤسسات الرياضية والسياحية والإعلامية لتحقيق أقصى فائدة ممكنة،لأن كل هدف يسجله النشامى في المونديال يمكن أن يكون أيضًا هدفًا لصالح السياحة الأردنية.