facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة تحليلية في الحرب على جبهتي غزة ولبنان بعد 736 يوما


د. صالح المعايطة
02-11-2025 02:53 PM

١.البعض يقول ان الحرب في غزة وجنوب لبنان قد انتهت وانا اقول لا لم تنتهي بعد ...ما حصل حتى الآن هو المرحلة الأولى من الصراع المركب والمتداخل ايدولوجيا وعقائديا وامنيا ، وهناك مراحل أخرى ستتبع بدأ التحضير لها محليا واقليميا ودوليا لإعادة هندسة الشرق الأوسط ورسم حدوده جيوسياسيا ،وعسكريا وامنيا واقتصاديا ، ومن هنا علينا التوقف عند نقاط الالتقاء ونقاط والتقاطع بين جبهة غزة وجبهة حزب الله، لأنهما مرتبطتان بمتغيرات البيئة المحلية والإقليمية والدولية، ومواقف الدول الكبرى ،وقدرات اطراف النزاع ،وتاليا اهم نقاط مسار العمليات العسكرية على كلتا الجبهتين :

*في الحرب على جبهة غزة تم التخطيط للحرب بسرعة وعلى قواعد الغضب والانتقام وسباق مع الزمن من منطلق الغطرسة التكنولوجية وفائض القوة العسكرية ، بينما التخطيط على جبهة حزب الله كان مدروسا اكثر وغير متسرع بسبب معرفة اكثر لطبيعة الأرض، فالوضع العملياتي في جنوب لبنان كان قائما على التصعيد المقيد المرتبط بمفهوم الردع المتبادل ووحدة الساحات،فحزب الله هو تنظيم عسكري وسياسي ، وهو احد مكونات الدولة اللبنانية ،بينما حماس فهي تنظيم مسلح منفرد خارج عن إدارة السلطة الفلسطينية ولايخضع لها ومعادي للسلطة الفلسطينية.

*على جبهة غزة لأول وجدنا ان الجبهة الداخلية والمعارضة الإسرائيلية تقفان ضد نتنياهو وتتهمه بالفشل سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستخباريا. ،ففي كل حروب اسرائيل التقليدية مع جيرانها العرب تقف الجبهة الداخلية دوما خلف القيادة السياسية والقيادة العسكرية والامنية.

*في بداية الحرب على غزة معظم رؤساء دول العالم ورؤساء حكوماتها زاروا إسرائيل دعما وتاييدا ،لكن تراجع هذا التأييد والدعم ،مما قاد إلى اعتراف اكثر من 145 دولة حول العالم بالدولة الفلسطينية ،مما اربك المشهد الإسرائيلي اقليميا ودوليا.

*مع سير العمليات العسكرية في غزة وتراجع التأييد الدولي والشعبي لإسرائيل بعد خروج الحرب عن أهدافها،وأصبحت القيادة السياسية والقيادة العسكرية والامنية في اسرائيل تستغل الدعم الامريكي في عهد بايدن وفائض القوة ،في مجال المعدات والتكنولوجيا، وإصرار نتنياهو على تحقيق النصر الكامل.بعكس القتال على جبهة حزب الله الذي مقيدا في البدايات لكنه تطور لاحقا .

*أظهرت الحرب على غزة ان مصطلح وحدة الساحات بين حماس وحزب الله،وجماعة الحوثي والتنظيمات الأخرى ،هو مجرد كلام، حيث بقيت هذه التنظيمات تستخدم قواعد الاشتباك والتصعيد المقيد ولم تدخل في حرب فعلية شاملة مع اسرائيل.

*على جبهة غزة تم إعلان الحرب منذ السابع من اكتوبر 2023 حيث تم دعوة اكثر من 80% من قوات الاحتياط . ولم يتم دعوة الاحتياط في الحرب مع حزب الله، ولكن عندما بدأ الاستعداد لاجتياح جنوب لبنان بعد سنة من الحرب على غزة تم دعوة عدد من الفرق الاحتياطية، وبعدها تم الانتقال إلى مرحلة الاغتيالات والتصفيات امتدت إلى قيادات الصف الأول والثاني في حماس وحزب الله وصولا إلى العمق الإيراني واستباحت إسرائيل الأجواء والأراضي الإيرانية.

*على جبهة غزة تم تحديد 3 اهداف هي :( القضاء على حماس ،ونزع سلاحها وتحرير الرهائن...ولم يتم التخلي عن هذه الأهداف حتى الآن...فالمحللون يقولون انه اذا لم يتم تحقيق الأهداف يتم تغيير الخطط ،لكن إسرائيل مصرة على عدم تغيير الخطط والبقاء على نفس الأهداف وهذا مخالف لكل قواعد الحروب .

*اكبر تحدي في جبهة غزة هو ان إسرائيل تواجه حيز جغرافي ضيق ومحدود جدا مقابل كثافة سكانية عالية جدا تصل الى26 الف نسمة في ال كم٢ الواحد،بعكس الحرب على جبهة حزب الله في لبنان،حيث لم تعاني اسرائيل من تحديات الكثافة السكانية في جنوب لبنان.

*إسرائيل عانت على جبهة غزة من فائض القوة في المعدات والدبابات والطائرات بكافة انواعها ،لكنها بالمقابل كانت تواجه عجز وتراجع في كفاءة العنصر البشري من حيث الكفاءة القتالية والجاهزية النفسية، وهناك تباين بين قدرات القوات النظامية وقوات الاحتياط ،وهذا احد اسباب كثرة الخسائر في صفوف ضباط الاحتياط خلال سير العمليات العسكرية في غزة.

*على جبهة غزة تم تحقيق اهداف غير معلنة مثل التهجير القسري والابادة والتجويع وتدمير 90% من مظاهر الحياة ولم تعد غزة صالحة للعيش وحسب تقارير الأمم المتحدة بعد تدمير اكثر 33 مستشفى من اصل 35 مستشفى موزعة على مساحة القطاع،وتدمير 90% من المنازل والمدارس ومراكز الايواء ..

*لأول مرة وخلال الحرب على غزة يتم إقامة دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وهذه اول مرة يتم مساءلة إسرائيل، علما ان إسرائيل شنت 5 حروب على غزة منذ عام 2008 ولم يتم مساءلتها امام محكمة العدل الدولية.

*في الحرب على غزة لأول مرة تخوض إسرائيل حربا طويلة مع تنظيمات شبه عسكرية، ولأول مرة تقاتل إسرائيل على خطوط داخلية وتتلقى خسائر غير متوقعة وتعاني كثيرا من تراجع الاقتصاد والهجرة العكسية .

2.اما على جبهة لبنان/ حزب فالوضع مختلف تماما من حيث المعطيات التالية:

*لأول مرة يتم اجلاء سكان المستوطنات الشمالية إلى داخل إسرائيل وعددهم يزيد عن ال 200 الف نسمة، بسبب تهديدات حزب الله ، ولازالت المنطقة الشمالية لإسرائيل خالية تقريبا من السكان وهذا اكبر ضغط على القيادة السياسية الاسرائيلية التي تريد الهدؤ على جبهة الشمال من اجل سرعة عودة المستوطنين الى بيوتهم .

*في البداية إسرائيل وحزب الله طبقا نظرية التصعيد المقيد ، اي البقاء في منطقة الاشتباكات لأن كلا الطرفين لا يرغبان بتوسيع الاشتباكات ، وذلك ان حزب الله ياخذ اوامره من إيران وإسرائيل تأخذ اوامرها من الولايات المتحدة،ولكن الأمور تغيرت مع سير العمليات ،حيث دخلت اسرائيل إلى جنوب لبنان وانتصرت على حزب الله ودفعته إلى شمال نهر الليطاني واحتلت 5 تلال مسيطرة في الأراضي اللبنانية ولا زالت تتواجد فيها حتى الآن كما هي الحال في سوريا

*أمريكا ترغب باحتواء الموقف في جنوب لبنان ونزع سلاح حزب ،بينما على جبهة غزة فالادارة الأمريكية تدعم إسرائيل في الاستمرار في الحرب والقضاء على حركة حماس،حتى لا تشكل تهديدا مستقبليا لإسرائيل.

*على جبهة حزب الله كانت أمريكا تخشى من تدخل إيران في الحرب ، لذا لم تكن متحمسة بفتح جبهة شمال إسرائيل في البداية، وإنما تريد الردع الإقليمي والاحتواء المنفرد لحزب الله،لكن الامور تدحرجت وتدخلت أمريكا عسكريا في إيران وقصفت المفاعلات النووية الإيرانية بقاذفات B1 الاستراتيجية.

*قدرات حزب الله لا تقارن مع قدرات حماس، لذا نجد ان إسرائيل تريد تدمير حماس واحتواء حزب الله في البداية لانها غير قادرة على فتح جبهتين في وقت لأن تدمير حزب الله يعني تدمير لبنان .

*إسرائيل تريد اتفاق مع حزب الله برعاية أمريكية لاجباره على التراجع إلى شمال الليطاني،بينما على جبهة غزة فإسرائيل تريد القضاء تماما على حماس وتفكيكها لأنها تعتقد ان حماس تهدد وجودها بعكس حزب لا يهدد وجود إسرائيل .

*- في نهاية هذه القراءة الخاصة استطيع القول انه لا توجد نوايا صادقة لحل الصراع من قبل القوى الكبرى رغم مطالبةالدول العربية والإسلامية والتي اكدت على حل الصراع الفلسطيني وحسب القرارات والشرعية الدولية .

*بالمفابل نجد ان دول كبرى واقليمية ترغب بادارة الصراع وليس حل الصراع المستمر والممتدة لعقود طويلة بما يخدم فقط مصالح وأهداف الأطراف الاقليمية والدولية التي تفضل ادارة الحرب والقتال والاشتباكات فقط دون تقديم حلول ترضي كل أطراف الصراع.
-
*حجم وتأثير حزب الله اكبر بسبب الموقع والبعد المذهبي والايدولوجي والتبعية المباشرة لإيران " ولاية الفقيه" بعكس حجم وتأثير حركة حماس المحاصرة منذ اكثر من 18 عاما ،ودعمها الاقليمي محدود جدا وحيزها الجغرافي ضيق جدا فمساحة قطاع غزة لا تتجاوز ال 365 كم٢.

-*حزب الله له حضور وتواصل مع دول الإقليم وغير محاصر ، وله مصالح تجارية ومالية في الخارج بعكس حركة حماس.
-
-*- موارد حزب الله كبيرة ومتنوعة ، وله وزراء ونواب في الدولة اللبنانية بعكس حركة حماس فلا يوجد لها تمثيل في السلطة الفلسطينية.

-* إسرائيل تريد اتفاقا سياسيا مع حزب الله ...ولا تريد اتفاقا مع حركة حماس.

*واخيرا اقول ان إسرائيل بعد الانتهاء من الحرب على غزة ستقوم بمراجعة استراتيجية تشمل:

- صياغة عقيدة أمنية
جديدة وعقيدة سياسية
جديدة ...

- اعادة صياغة سياسة ردع اقليمية ومحلية جديدة .

* إعادة هيكلة الأجهزة الاستخبارات العسكرية والمخابرات الداخلية والخارجية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :