أمل جديد ينتصر: ممداني يُحدث التاريخ في نيويورك
مظفر عثمان ابداح
06-11-2025 01:20 PM
فوز زهران كوامي ممداني السياسي الاشتراكي الأمريكي، وهو مسلم من أصول هندية، الفائز عن الحزب الديموقراطي بمنصب عمدة نيويورك بعد مواجهة انتخابية محتدمة خاضها ممداني، والذي يعتبر فوزه هزيمة للرأسمالية الأمريكية في عقر دارها، حيث نجح ممداني بعد أن كانت كل استطلاعات الرأي تقول أن فرصة فوزه أشبه بالمستحيل، ببساطة لم يكن هناك أي جهة داعمة رغم أنه مرشح من الحزب الديموقراطي إلا أنه خاض تلك الحرب بمفرده مع دعم شخصيات سياسية مثل بيرني ساندرز.
إنَّ فوز شخصية اشتراكية معادية للرأسمالية وداعم للقضية الفلسطينية بل ومعادية للكيان الاسرائيلي لم يشكّل فوزه صدمة للشعب الأمريكي فحسب بل للعالم كله أيضًا، فكيف سمحت النخبة الأمريكية التي جعلت وسائل الإعلام تتحدث عن ممداني بكل الطرق غير الأخلاقية وإخراج شخصية ممداني على أنه شخصية أسيوية وأفريقية غير متحضرة، كل الطرق التي حاولت منع فوز ممداني قد استخدمت وذلك لما يشكله من تهديد على الرأسماليين واللوبي الصهيوني، إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور وتغيير الرأي العام الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، فحديث ممداني عن اعتقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتنياهو إذا زار مدينة نيويورك، حيث ندد بجرائم الاحتلال في غزة، بل لم يقف ممداني عن التنديد ضد الاحتلال بل دعم حركة المقاطعة أيضا، وقد أكد عدة مرات عن نيته فرض ضرائب على الأغنياء ودعم الفقراء، إلا أنه يعتبر برنامجه الانتخابي برنامجا يهدف إلى الإصلاح الشامل للبنى الاقتصادية وليس مواجهة صريحة مع الرأسمالية.
إن فوز ممداني قد لا يكون تغير في السياسة الأمريكية جمعاء، لكن تعبير عن الانقسام الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا نقطة تحول بنيوي في قطاع الشباب الأمريكي يكرس نهجا مُعاديا للرأسمالية الأمريكية، ليس عند ذلك الحد فحسب بل نشوء نخب سياسية يسارية تفهم أن وسائل الإعلام الأمريكية بيد القوى الرأسمالية فيها، بل أيضا نشوء وعي لدى الشباب الأمريكي نحو القضية الفلسطينية حيث انتشرت العديد من الحركات الطلابية المطالبة بوقف الإبادة الجماعية للكيان الاسرائيلي على غزة.