السويداء .. خاصرة سوريا الضعيفة
جهاد العقيلي
18-11-2025 02:00 AM
منذ القدم عرفت السويداء بانها من اقليم حوران وتنقسم الى ثلاثة اجزاء ...صلخد...الشهباء...السويداء
مساحتها حوالي ٥٥٠٠ كيلو متر مربع وعدد سكانها نصف مليون نسمة غالبيتهم من الدروز الموحدين وهناك مسيحيين ومسلمين سنة...
امامها ومقابلها تقع هضبة الجولان مما جعلها مهمة ايضا لاسرائيل التي عملت وتعمل على اشاعة الفوضى فيها وتسعى لعدم استقرارها ومنها ايضا تمد اسرائيل عينها الى العراق لاعادة امجاد اليهود في العراق..
من السويداء انطلقت الثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥ ضد الفرنسيين بقيادة سلطان الاطرش وهذا يعطيها اهمية تاريخية على مدى الزمان..
وانضمت السويداء متأخرة الى الثورة السورية عام 2015 حيث انطلقت احتجاجا على حكم الاسد واستشهد في تلك الاحداث وحيد البلعوس لتبدأ الشرارة الاولى على حكم بشار الاسد...
من موقعها الاستراتيجي كنقطة مراقبة دخلت اسرائيل على خط المواجهة ودعمت الشيخ حكمت الهجري لاقامة حكم ذاتي وتعمل اسرائيل على إبقاء الفتنة في تلك المدينة حتى تتموضع وتأخذ دورها الاقليمي في جنوب سوريا وسوريا عامة.
حكمت الهجري ينادي علنا بالانفصال وبالحكم الذاتي وشكر امريكا واسرائيل على دعمها له ولتوجهه بإقامة حكم ذاتي للدروز في السويداء.
في اللغه العربية السويداء تصغير لكلمة سوداء وهذا اسمها الاصلي وهي قلب جبل العرب والذي كان يسمى جبل الدروز وتغير الى جبل العرب.
اذا تمكنت الدولة السورية الحديثة من بسط سيطرتها على السويداء فإنها ستنجح حتما في باقي المناطق والمحافظات لان السويداء هي مركز الاحداث الملتهبة في سوريا..
هي خاصرة في قلب سوريا وضعفها يشكل تحدي للحكومة الجديدة ...
تركيا تراقب من بعيد وكانت على استعداد للدخول الى السويداء عندما دخلتها قوات قسد اثناء الاحداث الاخيرة، ويهم تركيا استقرار السويداء مثل ما يهم ذلك الحكومة السورية ويعمل كلاهما على تحقيق الامن والاستقرار في تلك المحافظة ...
في التراث السوري هناك موال يتغنى به السوريين جميعا عن السويداء ويقولون:
نيال من له في سويداء قرابة
يفرش على ظهر سطوحها وينام..
وهذا من هوائها النقي واجوائها الجميلة.
في الختام نجاح الحكومة في دمشق من سيطرتها على السويداء يعد اولى خطواتها في الاستقرار السوري نحو دولة تضم كل سوريا بكافة اطيافها وهذا ما نتمناه في الاردن ونعمل على تحقيقة سويا مع الحكومة السورية ..