facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المرة الأولي التي نزل فيها مبارك إلي الشارع السياسي‏!‏ * محمود معوض


01-09-2011 11:53 AM

في اشارة الي أنه سيكون أول رئيس لأول حكومة للحزب الوطني الجديد‏,‏ أعلن السادات انضمام الدكتور مصطفي خليل للحزب‏,‏ وقد كان آخر أمين للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي تولي مهمة تصفية الاتحاد الاشتراكي‏,‏ ونقل ممتلكاته ومقاره الي المنابر التي تحولت بقرار الي أحزاب‏..‏

ولم يكن مفاجئا ان يتم استبعاد الدكتور فؤاد محيي الدين وزير شئون مجلس الشعب والسكرتير السابق لحزب مصر من الحكومة بسبب الواقعة الشهيرة الذي تهجم فيها الدكتور فؤاد محيي الدين علي شخص الدكتور مصطفي خليل بعبارة صارت مثلا غير معقول يامصطفي لأنه رفض أن يخصص المقر الفاخر للإتحار الاشتراكي في ميدان القبة لحزب مصر وقام بتسليمه لحزب الأحرار.

في أول جولة للحزب مع المشاكل المتفجرة في الشارع نكأت المعارضة الدمل الشعبي المهين لادمية وكرامة المصريين وهم سكان الخيام والقبور الذين يتضاعف عددهم في ظل تصاعد انهيارات المباني القديمة.. لدرجة أنه أصبح لدينا ماتم تسميته في الخطة الاسكان المشوه الذي يحتاج الي اعتمادات مالية ليس للقضاء عليه, ولكن للإبقاء عليه محسنا, ثم دخلت علي الخط قضية الغلاء والأسعار واستيراد اللحوم الفاسدة لترفع من لهيب الصدمة الشعبية التي حطمت الآمال الوهمية في الحزب الذي يرأسه رئيس الجمهورية, والذي سبق أن أفرط قادته في كيل الوعود بتحقيق الرخاء في ظل السلام مع إسرائيل.. قاد حملة المعارضة المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل المعارض الذي شكل هو الآخر صدمة للسادات لأنه تضامن مع أحمد الخواجة وهو النقيب الذهبي للمحامين الذي كان أول من قض مضاجع السادات وفرض عليه التراجع حتي عن الديمقراطية الشكلية التي كان يفاخر بها.. والتاريخ سيسجل أنه كانت في مصر في هذا الزمن نقابة للحريات تحمل اسم نقابة المحامين..

خلال هذه الفترة الحرجة في تاريخ الحزب فأجأنا السادات باصدار أوامره الي نائبه حسني مبارك بأن ينزل الي الشارع السياسي, ولأول مرة يتوجه مبارك الي شارع الشيخ ريحان المقر الجديد للحزب الجديد ليرأس اجتماعا مهما للجنة الإسكان.. وكل مافعله حسني مبارك ـ وقد كنت بين من صافحهم ـ أنه قام بمصافحة جميع الحاضرين بمن فيهم السعاة والفراشون قبل وبعد الاجتماع.. ولم ينطق بكلمة واحدة سوي أنه قال همسا في أذن فكري مكرم عبيد علي المنصة خدوا راحتكم وسأكتفي بالاستماع إليكم.. وقتها تساءل قادة الحزب: هل يعقل أن يمارس حزب الرئيس نشاطه السياسي من مبني صغير في شارع الشيخ ريحان.. وقد كانت الديباجة المؤسسية للحزب الوطني تقول أن الحزب لن يمارس نشاطه من مقر الاتحاد الاشتراكي الذي أصبح رمزا للرجعية السياسية.. لكن السادات ملك المفاجآت استدعي الوزير الناصري الشهير سابقا عبد اللطيف بلطية وقرر تعيينه أمينا عاما مساعدا للحزب وقال له سوف أقابلك غدا في مقر الاتحاد الاشتراكي.. ثم بعد فترة قصيرة أوقف الرئيس الاتصال مع بلطية ورفض الحزب الاستماع الي نصائحه.. واتجهت الأنظار الي عثمان أحمد عثمان المقاول العالمي الشهير الذي يمتلك المفاتيح التي تفتح الأبواب أمام أي قرار ليس داخل الحزب فقط وانما داخل كل المؤسسات.. فقد اختاره النظام نسبا وصهرا ليشكلا معا نموذج الزواج الكاثوليكي الوثيق بين قمة السلطة وقمة رأس المال.. تجلت موهبة الاستثمار العثمانية في استغلال شعار التنمية الشعبية البراق الذي يقوم نظريا علي اشراك الجماهير من خلال مدخراتهم, في تكوين شركات لا تعتمد علي الحكومة لينتعش المواطن وصولا الي الرخاء.. هذا هو الشعار كما قدمه صاحبه ماهر محمد علي عضو مجلس نقابة المحامين الذي اختاره السادات ليكون عضوا قياديا بالأمانة العامة.. أولا لكسر الاجماع داخل نقابة المحامين, ثانيا وهو الأهم أن ماهر محمد علي كان عضو الحزب الوطني القديم حزب مصطفي كامل وهو صاحب شعار التنمية الشعبية وقد كان السادات يريد أن تكون العودة للقديم ليست شعارا فقط فقد كان السادات حريصا جدا علي الاهتمام بالتراث التاريخي المصري قبل ثورة يوليو لأنه يريد أن يثبت عمليا للشعب المصري أن الثورة قد خدعتهم, وزرعت في نفوسهم الأباطيل التي روج لها زعماء الثورة والذين تصوروا في يوم من الأيام أنهم هم وحدهم العمالقة في تاريخ مصر كله... هذا الهدف الساداتي الدفين هو الذي صنع من عثمان أحمد عثمان كاتبا ومؤلفا وتحت عنوان حياتي ألف عثمان كتابا هاجم فيه جمال عبدالناصر وثورة يوليو واثار جدلا سياسيا أجبر السادات علي تشكيل لجنة تقصي حقائق برلمانية..

القرار الخطير الذي اتخذه عثمان هو إفساح الطريق واسعا أمام مجموعة المقاولين والمستثمرين الكبار الذين سيطروا بالفعل علي سلطة إصدار القرار تحت لافتة التنمية الشعبية.. وأصبح علي كل مستثمر أن يبدأ رحلة المليون من كورنيش النيل وتحديدا من لجنة التنمية الشعبية الذي تحول شعارها البراق الي واقع عثماني رأسمالي يدر الشركات كما البقرة الحلوب, وكانت النواة هي شركة المليونير الهارب توفيق عبدالحي, وهو أول مستورد مصري يعطي مايشبه الشرعية لاستيراد اللحوم والفراخ الفاسدة.

وللتاريخ فإن السادات كان يتميز بأنه يستشعر دائما وفي كل الأحوال حقيقة القبول والرفض له في الشارع, وكان يتمتع بميزة المعرفة لحقيقة الأوضاع داخل المجتمع.. ولم يكن عنيدا مثل خلفه.. من هنا كان قراره الأخير وهو يواجه حالة الغضب والسخط في الشارع علي الحزب.. أنه لن يعتمد علي أحد.. وقرر أن ينزل بنفسه, وكان قراره هو الجلوس مباشرة والي جواره الوزراء مع قيادات الحزب الوطني في اجتماع وضع عليه لافتة النادي السياسي للحزب الوطني الذي يعقد كل يوم خميس في الدور العاشر في مبني الاتحاد الاشتراكي.

كان النادي السياسي ينعقد في شكل جلستين عائليتين الأولي تضم الرئيس والشلة من المقربين, والثانية تضم بواقي القيادات التي تلتف حول حسني مبارك نائب الرئيس وبعضهم راهن عليه وكسب الرهان في مقدمتهم فؤاد محيي الدين وكمال الشاذلي.

ومن نوادر النادي السياسي الساداتي ما يلي:
> وصل السادات الي باب الأسانسير ونظر حوله فلم يجد حسني مبارك... فسأل فوزي عبدالحافظ الذي كان يتميز بغلظة في الملامح وفي اللغة.. فين حسني.. تحرك فوزي عبدالحافظ ليجد حسني مبارك منغمسا مع بعض أصدقائه في الحديث.. فقال له في عبارات قاسية مهينة.. الرئيس في انتظارك يا أستاذ فانطلق حسني مبارك كما الحصان. دخل السادات الأسانسير ثم دلف من بعده حسني مبارك ثم فوزي عبدالحافظ.

> رغم أن النادي السياسي كان أيضا منبرا للنفاق إلا أن اعضاءه قد أصيبوا بالدهشة والذهول عندما قاطع الرئيس السادات النائب الشاعر وليم نجيب سيفين وقال له اسكت كفاية اجلس رغم أن النائب كان يلقي قصيدة شعرية عنوانها الزعيم أنور السادات.

وقد أصيب النائب الشاعر بسكتة سياسية وبعد5 أشهر تحولت الي سكتة قلبية غادر بعدها دنيانا.
> فوجيء الدكتور حمدي السيد النائب المعارض في الحزب وهو يهاجم نظام الانتخابات بالقائمة بأن السادات يوقفه عن الكلام ويقول له بالبلدي مش هجيبك وزير اجلس.

ملحوظة
> ماذا لو صدر الحكم ببراءة حسني مبارك.. وهي ليست من المستحيلات هل يصبح من حقه العودة الي منصبه حتي يكمل مدته أم يكتفي باعتذار الشعب كله له بعد أن أظهر القضاء النزيه أن الثورة قامت علي باطل, وأن الظالم هذه المرة هو الشعب وليس الحاكم!

> كان لسان حال أحد الوزراء المتهمين وهو في القفص يقول دون أن ينطق: يا سيدي القاضي: اذا كانت تهمتي هي الاستهانة بواجبات وظيفتي فما أنا إلا مقلد لرؤسائي وحكامي الذين استهانوا بواجبات وظائفهم وخانوا الدستور والأمة.

> للتاريخ فقط.. قال الزعيم جمال عبدالناصر في لقاء جري بمنزله عام56: احنا مستعجلين علي إيه؟ احنا قاعدين في الحكم عشرين سنة.. ولما الثورة تثبت أقدامها وتنتهي من خصومها نبقي نعمل الديمقراطية اللي انتوا عاوزينها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :