facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خيارات حماس بعد قرار مجلس الامن


السفير محمد الكايد
19-11-2025 12:47 PM

تبنى مجلس الامن الدولي قرارا بانشاء مجلس سلم عالمي سيرأسه الرئيس الامريكي دونالد ترامب للاشراف على تطبيق خطة السلام في غزة بما فيها اعادة الاعمار ، وكذلك انشاء قوة دولية للمحافظة على الاستقرار ومراقبة وقف اطلاق النار هناك كترجمة عملية لخطة الرئيس ترامب المكونة من عشرين بندا. وفي الوقت الذي حظي فيه القرار يتأييد اممي واقليمي ، اصدرت حركة حماس بيانا فوريا اعلنت فيه رفضها للقرار باعتباره قرار وصاية وانتداب جديد جاء لتحقيق ما عجزت اسرائيل عن تحقيقه بواسطة الحرب.

وبعيدا عن تفسيرات القرار وتأويلاته ، فان السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو ماذا بقي امام حماس من خيارات وجودية وسياسية بعد اقراره ؟ وما هي السناريوهات المتعددة التي ستعتمدها حماس كوجود تنظيمي وسياسي للتعامل مع تداعياته؟ وهل سيبقى لحماس اي تأثير على مجريات الاحداث في القطاع؟

مما لا شك فيه ان القرار يستهدف انهاء حماس كتنظيم سياسي وعسكري عبر حرمانها من اي دور سياسي مستقبلي وتجريدها من اسلحتها وبنيتها التحتية وورشات التصنيع العسكري. ولكن يجب عدم التقليل من قدرة حماس على المناورة السياسية والبقاء كرقم صعب في القطاع رغم القرار الدولي. فهناك عدة مواقف تستيطع حماس اتخاذها تمكنها من الاستمرار في الانخراط السياسي والتأثير الميداني.

إن اسهل طريق على حماس هو الاستمرار في اتخاذ المواقف الوسطية تجاه القرار عن طريق القبول بالاطار العام الذي رسمه القرار والتحفظ ورفض بعض البنود التي لا يمكن لحماس قبولها مثل نزع السلاح ومسار الدولة الموعودة. وقد جسد بيان حماس الاخير والذي رفض القرار بالتركيز على هاتين النقطتين الاساسيتين وعدم التعليق على البنود الاخرى. ويبدو ان حماس اتخذت نفس الموقف الذي اتخذته تجاه صفقة ترامب عند طرحها وهو القبول المبدئي والتحفظ الجزئي. وترى حماس ان هذا سيمكنها من الاستمرار في حالة التفاوض والاشتباك السياسي مع ادارة ترامب مما يضمن بقائها كطرف رئيس في تقرير شؤون القطاع المستقبلية. ولكن هذا الموقف يعتمد على تفهم كل من مصر وقطر وتركيا باعتبارهم الوسطاء لمواقف ومخاوف حماس ومدى تاثيرهم على الادارة الامريكية للاستمرار في هذا النهج الذي يبقي حماس في اللعبة.

اما في حال ساءت الامور التفاوضية وانسداد افق الحوار فيمكن لحماس عندها ان تحشد انصارها وانصار حلفاءها للقيام بالاحتجاجات السلمية والتظاهرات ضد ما تسميه بالانتداب الجديد واعتباره كقوة احتلال بديلة عن اسرائيل. ويمكن لحماس ان تستثمر التعاطف الشعبي العربي والدولي معها عبر افتعال مواجهات بين القوة الجديدة وبين اهالي القطاع واستغلال اي حادثة لتظهر عدم اختلاف الاساليب التي تتبعها القوات الجديدة والاساليب والممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلية. وفي حال تبنت حماس هذا النهج ، فسوف تؤول الاوضاع في غزة الى عدم الاستقرار وتظهر فشل القوة الاممية في مهمتها في استعادة الامن والاستقرار وتضع الشكوك حول جدوى استمراها.

من ناحية اخرى، تؤمن حماس ان صفقة ترامب وما تبعها من قرارات هي صفقة محكومة بعامل زمني الا وهو وجود ترامب في السلطة. ولا تعتقد حماس بان مبادرة ترامب ستستمر بعد انتهاء فترته الرئاسية الاخيرة مما يضطرها الى الاستمرار في اتخاذ مواقفها المبهمة القائمة على قبول المبدأ ورفض التفاصيل. وغدا واضحا ان حماس تجامل الادارة الامريكية عن طريق عدم الرفض المطلق وعدم القبول المطلق. ولا شك ان حماس تراقب الوضع الداخلي الامريكي واقتراب موعد انتخابات الكونجرس النصفية والمشاكل الداخلية التي يعاني منها ترامب واهمها تفسخ قاعدنه الانتخابية وملفات ايبستين وبعض الاراء التي تتحدث عن امكانية خسارة حزب ترامب للانتخابات النصفية. وتراهن حماس على ان مجريات الامور السياسية الداخلية في الولايات المتحدة قد تؤدي الى تخفيف الضغط عليها مما سيمنحها مجالا للبقاء السياسي بانتظار ما تؤول اليه الاوضاع الامريكية. وفي هذا الاحتمال ، ستستمر حماس باتباع نفس السياسة القائمة على "لغم" في تعاطيها مع ادارة ترامب.

ولكن يبقى عامل التدخل العسكري الاسرائيلي قائما في حال استمرار حماس في التلكؤ ولكن وفي حال اسرائيل استئناف الحرب فانها قد تؤذي الرئيس ترامب سياسيا وتؤدي الى انهيار المبادرة من اساسها وهو ما قد يرفع المسؤولية عن حماس باعتبارها سببا في افشال المشروع الامريكي.

من ناحية اخرى، فانه في حال انسداد الافق امام حماس واستمرار جدية وضغط الادارة الامريكية والمجتمع الدولي في تطبيق القرار بحذافيره ؛ فلن يبقى لحماس خيارات سياسية مجدية ومن الممكن ان تلجأ حماس الى خطوات اكثر خطورة ومتهورة. ويبقي نموذج طالبان قائما امام حماس والجناح العسكري فيها، فعندما احتلت الولايات المتحدة افغانستان واخرجت طالبان من الحكم قامت الحركة بللجوء الى باطن الارض واتبعت الاعمال السرية في نزاعها مع الامريكان. وبعد عشرون عاما من الاحتلال الامريكي اضطرت الولايات المتحدة الى تسليم الامور للحركة المختفية غير المنتهية التي استغلت اختفائها في التحضير للحكم من النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية.

اما الاحتمال الاكثر خطورة فهو ان تنتقل حماس من غزة الى الضفة الغربية مستغلة ضعف السلطة هناك ووجود مؤيدين لها هناك اضافة الى بعض الكوادر التابعة لحماس الذين اسسوا بنية تحتية لوجودها. وفي حال لو قررت حماس ان تنتقل الى الضفة الغربية فان وجودها سيشكل خطرا اكبر على اسرائيل نظرا لتشابك المناطق بين الضفة واسرائيل والكثافة السكانية والاهم من ذلك هو اقتراب الصراع من قلب اسرائيل. ولكن انتقال حماس الى الضفة سيؤدي الى عدم استقرار اقليمي اكبر من وجودها في غزة وقد تؤدي الى نزاع مع السلطة الوطنية الفلسطينية كما حدث عندما استولت حماس على السلطة في غزة. ولا اعتقد ان هذا الاحتمال واردا الان ولكنه غير مستبعد اذا وجدت حماس نفسها امام الانتحار السياسي المؤكد.

ان هذا الاحتمال الاخير هو الاشد خطورة على المنطقة برمتها وقد يؤدي الى نشوب حرب اقليمية جديدة نظرا للتحدي الامني الخطير الذي ستجد اسرائيل فيها نفسها مما قد يعيد القضية الفلسطينية الى المربع الاول.وسيكون لهذا الخيار تأثيرات اقليمية واسعة على الاخص لنا نحن في الاردن الامر الذي يحتاج الى دراسة شاملة اوسع من هذا المقال.

في ضوء ما سبق ، لا شك ان قرار مجلس الامن الدولي وضع حماس امام مأزق وجودي غير مسبوق تتشابك فيه السياسات والمصالح الدولية والاقليمية ؛ مما سيضطر حماس الى التفكير مليا بخطواتها القادمة وحساب خطواتها المستقبلية بكل دقة حتى لا تدفع المنطقة نحو حسابات شبيهة بحسابات السابع من اكتوبر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :