facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف تمرّ الملفات قبل أن يزورها الرئيس؟


المحامي سلطان نايف العدوان
24-11-2025 10:46 AM

*من الميدان إلى المكاتب

جولة رئيس الوزراء في الزرقاء بالأمس استوقفتني، تمامًا كما استوقفتني جولاته السابقة، لأنها تكشف الطريق الذي تعبره بعض الملفات قبل أن تصل إلى أعلى مستوى في الدولة.

ففي أي منظومة حكومية، يبدأ كل ملف من المدير، ثم الأمين العام، ثم الوزير، ومعهم البلديات والمجالس، كلٌ حسب اختصاصه، ولكن بالتأكيد كل هذا قبل أن يصل إلى مكتب الرئيس.

وحين يقف الرئيس أمام مدرسة قديمة، أو مرفق ينتظر التطوير، أو شارع مهمل، يظهر سؤال جوهري حول كيف مرّ هذا الملف عبر هذه السلسلة، وهو حق لسكان المنطقة وجزء من التنمية السنوية، من دون أن يتحول إلى مشروع مُنجز في وقته؟

المنطق ان الجولة الميدانية ليست لحظة يولد فيها القرار، بل مساحة تُقاس فيها جاهزية المؤسسات.
فالمشاريع تُبنى على خطة سنوية، وموازنة معلنة، وبرامج واضحة. وعندما يصل الرئيس إلى الميدان، يتوقع المواطن رؤية أثر هذه الخطط أمامه تبدأ من مراحل تنفيذ إلى جداول زمنية، والاهم مسؤول يعرف تمامًا أين وصل المشروع.

ومشهد الزرقاء اليوم أعاد طرح أسئلة منطقية: أين كان الملف عند المدير؟ ماذا جرى خلال مرحلة الأمين العام؟ ما المسار الذي اتخذه عند الوزير؟ وكيف وصل إلى الرئيس قبل أن تظهر علاماته على الأرض؟ وكم إيعاز أصدره الدكتور جعفر لأن المسؤولين لم يقدموا واجبهم كما يجب؟

وهنا، كمثال، يمكن فهم كيف وصلت بعض البلديات إلى حلّ مجالسها كأسرع حل، بدل البحث في جذور الإخفاق.

هذه الأسئلة ترتبط مباشرة ببرنامج تحديث القطاع العام. فإذا كان تحديد الاحتياج، وترتيب الأولويات، ورفع الجاهزية جزءًا من البرنامج التنفيذي، أين يلتقي هذا كله مع ما نراه في الميدان؟ وكيف يُقاس أثر التحديث إذا كان الرئيس ما يزال يكتشف فجوات يفترض أن تُرصد داخل الوزارات؟ ومتى سنرى أجهزة تسبق الرئيس إلى الاحتياج بدل أن تنتظره ليذكّرها به؟

وعندما يعلن الدكتور جعفر عن مرحلة جديدة لمشروع موجود أصلًا في الخطة، تتشكل رسالة واضحة: المشروع مُعَد مسبقًا، ومخصصاته مرصودة، والرئيس يتأكد من أن التنفيذ يسير كما يجب.
وهنا تصبح الجولة مرآة تكشف نضج الإدارة، وترتيب الأدوار داخل الوزارات، والتزام المؤسسات بالبرنامج التنفيذي.

وجود رئيس الوزراء في الميدان مبادرة مباركة افتقدناها لسنوات طويلة.
لكن خلف الجولة واقع مؤلم لنوعين من مسؤولين الاول خائف والآخر اخفق في صنع قرار، فالأصل أن يجد الرئيس أن المدير رفع احتياجه، والأمين العام تابع، والوزير جهّز مخصصاته، وأن المشروع سبق الموكب لا أن ينتظره.

وبهذه الصورة تتحرك الدولة بثقة برئيس حكومة يقترب من الناس، منظومة إدارية تعمل قبله، ومشاريع تُعلن في وقتها الطبيعي. وكل الجولات والمشاريع التي أطلقت ارتجاليًا تحتاج لتذكير بأن الدولة الحديثة تُدار بخطة لا تفاجئها الزيارات، وبجاهزية تظهر قبل وصول الرئيس، وبرؤية تمتد للاحتياجات الفعلية.

وأخطر ما تكشفه الجولات الميدانية ليس ضعف الخدمات… بل غياب العين المؤسسية التي يفترض أن ترى الفجوة قبل أن يراها الرئيس؛ لأن الدولة التي لا ترصد احتياجاتها مبكرًا لا تستطيع أيضًا أن ترصد فرصها الاستثمارية في الوقت الصحيح.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :