facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل ستحاول إسرائيل نزع سلاح حزب الله بالقوة؟!


أ.د أحمد بطَّاح
24-11-2025 10:48 AM

بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، طبقاً لقرار (1701) بدأت إسرائيل تضغط، وبالمشاركة مع الولايات المتحدة على لبنان لتنفيذ نزع سلاح حزب الله، ويُقال أن الولايات المتحدة أعطت لبنان مهلة حتى نهاية العام الحالي 2025 لإتمام نزع سلاح حزب الله، فهل سوف تستغل إسرائيل انتهاء المهلة للشروع في هجوم كبير كاسح للتجريد حزب الله من قوته العسكرية غير آبهة بالوضع اللبناني الهش، وغير مبالية بخطوات الحكومة اللبنانية التي اتخذت قراراً بالفعل بحصر السلاح بيد الدولة الأمر الذي يعني حكماً نزع سلاح حزب الله؟

إنّ من المُستبعد في الواقع أن تقوم إسرائيل بهذه المحاولة بالنظر إلى عدد من الاعتبارات ولعلّ أهمها:
أولاً: أنّ من غير المؤكد أن تحقق إسرائيل هدف الحرب (نزع سلاح حزب الله) فالعملية لن تكون سهلة، وربما تطول وتتعقد، وكما يُقال فإنّ من السهولة بمكان أن تبدأ الحرب ولكن من الصعب أن تنهيها، والواقع أن إسرائيل واجهت هذه المشكلة في قطاع غزة فقد وضعت أهدافاً للحرب ولكنها لم تستطع تحقيقها جميعاً كنزع سلاح حماس الذي من المُنتظر أن يتم وفق خطة ترامب للسلام وليس كمحصلة للحرب الشرسة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

ثانياً: إنّ بدء إسرائيل لمثل هذه المعركة الكبرى قد تؤدي إلى عودة سكان مستوطنات شمال إسرائيل إلى ترك مساكنهم مرةً أخرى والذهاب إلى أماكن أكثر أمناً داخل إسرائيل بكل ما يمثله ذلك ليس فقط من معاناةً لهم ولكن من كلفة تأمين مساكن وخدمات جديدة لهم من قبل الحكومة.

ثالثاً: إنّ مثل هذه العملية العسكرية الكبرى التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل ضد لبنان بدعوى نزع سلاح حزب الله تحتاج إلى ضوء أخضر أمريكي وذلك بالنظر إلى ما تنطوي عليه من تعقيدات على مستوى الإقليم الذي تحاول الولايات المتحدة تهدئته وترتيب أوراقه. إنّ من المُنتظر أن تستمر الولايات المتحدة في الضغط على لبنان لتجريد حزب الله من السلاح ولكن من غير أن تصل الأمور إلى حد السماح لإسرائيل بشن هجوم كبير على لبنان يعيد خلط الأرواق في منطقة الشرق الأوسط المتوترة والمأزومة.

رابعاً: الكلفة الكبيرة التي سوف تترتب على إسرائيل عسكرياً واقتصادياً بسبب الهجوم الذي يمكن أن تشنه على لبنان، وبخاصة إذا تذكرنا أن هناك نقصاً في الجنود يعاني منه الجيش الإسرائيلي، وأنّ هناك وضعاً اقتصادياً صعباً في إسرائيل بسبب تجنيد المزيد من الاحتياط نتيجة تكاليف الحرب الباهضة، وتباطؤ نمو الاقتصاد الإسرائيلي.

خامساً: الخشية من تضرر سمعة إسرائيل أكثر مما تضررت بالفعل حيث أصبحت دولة منبوذة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي قامت بها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبخاصة على مستوى القطاعات الشبابية والتقدمية في جميع دول العالم تقريباً. إنّ حرباً جديدة تشنها إسرائيل على لبنان بكل ما سوف يترتب عليها من دمار ومآسٍ سوف تعمق "سواد" صورة إسرائيل أمام العالم، وهذه خسارة معنوية واستراتيجية كبيرة للدولة العبرية.

سادساً: عدم الحاجة إلى مثل هذه الحرب الكبرى في ضوء حقيقة أن إسرائيل تمارس حربها على حزب الله، ولبنان في وضع "مثالي" لها فهي تحتل نقاطاً خمساً استراتيجية على الحدود اللبنانية وتضرب وتغتال في كل يوم ليس فقط جنوب الليطاني بل شماله وفي كل الأراضي اللبنانية. إنّ حرب "الاستنزاف" هذه التي تشنها إسرائيل في كل يوم تقريباً قد لا تمكنها من نزع سلاح حزب الله تماماً، ولكنها بالقطع تؤذيه، وتأخذ من رصيده الشعبي والمعنوي، حيث لم يرُد الحزب على الهجمات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار، وحيث تعاني الحكومة اللبنانية التي أعلنت أن قرر السلم والحرب أصبح بيدها وأنها بصدد نزع سلاح جميع المنظمات المسلحة ولكنها على أرض الواقع لا تستطيع أن تفعل شيئاً.

سابعاً: من المرجح أن تكون هذه السنة سنة انتخابات في إسرائيل (هي مقررة في 2026)، وليس من المستبعد أن تكون هناك انتخابات مبكرة في ضوء متغيرات المشهد الإسرائيلي، الأمر الذي يفرض استبعاد الحرب في فترة الانتخابات بالنظر إلى ما يمكن أن تتمخض عنه من أحوال ومخرجات غير متوقعة.

هل معنى التحليل السابق أن إسرائيل لن تقوم بهجوم كبير لنزع سلاح حزب الله مع نهاية هذا العام؟ بالطبع لا أحد يستطيع أن "يقطع" بذلك، فقد تحدُث متغيرات جديدة قبل نهاية العام، وقد تتجاوز إسرائيل كل الظروف التي أشرنا إليها أنفاً وما علينا إلا أن ننتظر ونرصد ما سيحدث.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :