facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمان المتعطشة للمطر تغرق شوارعها


د. أسامة غزال
25-11-2025 08:18 PM

اتفقنا أم اختلفنا بالموضوع الأكثر جدلية بالعالم حاليا ومنذ عقود وهو ظاهرة التغير المناخي والذي بدأ الحديث عنه بأواخر القرن الماضي وكان بالأغلب الحديث عن ظاهرة الاحترار الحراري وغرق شواطئ وجزر محيطية كاملة و نماذج إحصائية معقدة تتنبأ بذلك، لكن خفت النبرة العالمية ليصبح الحديث حاليا ليس الاحترار الحراري وذوبان الثلوج، لكن أصبح الحديث أن أمر ملموس للعامة والجميع وهو موضوع ظواهر التطرف المناخي سواء بدرجات حرارة عالية أعلى من المعتاد أو أدنى مما اعتدنا عليه و أيضا ظواهر الأمطار الفيضية ذات الشدة المطرية العالية بفترات زمنية قصيرة وما يتطلب من ردة فعل تشمل رفع كفاءة المنشئات والبنى التحتية للتأقلم للصمود بوجه هذه التحديات.

ولكن لا نبرر أي فشل بإدارتنا على التطرف المناخي رغم أنه واقع ولا نختلف بأنه تحدي كبير خاصه لدولة ضعيفة الإمكانيات و نحن نعلم أن التأقلم و رفع الكفاءة للصمود يحتاج لدراسات هندسية قابله للتطبيق مترافقة مع حسابات للتكلفة تزداد بزيادة الاحترازات و متطلبات رفع المنعة والصمود...

فالأمطار الفيضية مؤخرا فقامت موضوع إظهار الضعف بمنشآتنا و احترازاتنا و المنعة للبنية التحتية و أن الهدر الموجود يزداد وتتفاقم مشكلة الحاجة لبنية تحتية أكثر استدامة وبالتالي ربنا تكلفة عالية بالإنشاء لكن ديمومة أعلى و هدر أقل.. فالبنية التحتية بالأردن تفتقر للدراسات الهندسية عامة و المتعلقة بأمور البيئية والمناخية خاصة.. فدراسات الهندسة التطبيقية لملائمة المنشئات و مدى تحملها للمخاطر تكاد تكون شبه معدومة إلا بالمنشآت الكبرى كالسدود الرئيسية و القليل جدا من المنشآت الحساسة أو..

لذلك بأبسط مثال تجد الشوارع تتجمع بها مياه الأمطار و تجد كثير من البنى التحتية تتهالك بفترات الأمطار.. فكيف إذا كانت الأمطار بسبب التغيرات المناخية تأخذ طابع الشدة المطرية العالية وبفترات قصيرة! بالعادة بدول أوروبا تكاد أغلب المشاريع جاهزة لتقاوم وتتحدى المخاطر طبعا ليس بنسبة ٩٠٪ لكن بنسبة عادة ٧٠-٨٠٪ لأنه كلما زادت النسبة زادت التكلفة... لكن في الأردن هذا الأمر للأسف معدوم... وللأسف كلها فزعات و مشاريع دراسات ورقية لقياس الحجم الفيضي الممكن من شدة مطرية ما وليس هناك أي دراسة تطبيقية فعلية تخرج بنتائج يستطيع صاحب القرار الأخذ بها و استيعابها بسهولة ويسر...

وسيستمر الحال هكذا بعاصمتنا الحبيبة وبكل المناطق لغياب دراسات ممكن الأخذ بها و اعتماد مواصفات بحسب قدرة البلد أو البلديات والسلطات المعنية... فلو سألنا أي صاحب قرار أو مسؤول كم هي نسبة الجاهزية للأمطار الفيضية لتلعثم... لأنه لا يوجد أي شيء من ذلك.. فهو لن يقدر أن يقول إن بنيتنا بدرجة ٨٠٪ ستصمد أمام عاصفة تبلغ بها الأمطار كذا وكذا... لا يوجد شيء من ذلك بالأردن!!!

نأمل أن تراعي الجهات المختصة الهندسية ضرورة التأقلم مع ظواهر التطرف المناخي و ضرورة إشراك أصحاب الاختصاص لإيجاد حلول مستدامة و ندعو الله أن يكون هذا الموسم المطري موسم خير و تزيد معدلات الهطول المطري بكل محافظاتنا من أقصى الشمال للجنوب عن المعدل العام طويل الأمد. وحفظ الله الأردن قيادة وشعبا و نسأل الله العلي القدير ان يكرم أردننا الهاشمي الابي كما يريد جلالة الملك المفدى بنهضة بكل الميادين وأن لا تفتر العزائم وتبقى الهمة عالية

د. أسامة غزال / مستشار بيئي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :