زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للجامعة الأردنية
د.مأمون الشتيوي العبادي
26-11-2025 11:58 AM
تُعد زيارة جلالة الملكة رانيا العبدالله للجامعة الأردنية حدثًا ذا أهمية مزدوجة، إذ يتجاوز الطابع الرمزي ليصبح تجربة تربوية واجتماعية لها آثار ملموسة على الطلاب والهيئة التدريسية. تحمل هذه الزيارة رسائل تعليمية وثقافية تتعلق بالانتماء الوطني، والتحفيز الأكاديمي، وتمكين الشباب والمرأة، كما كانت وما زالت تعكس العلاقة الوطيدة بين القيادة الهاشمية والمجتمع الأكاديمي.
من منظور تربوي، تُظهر زيارة جلالة الملكة أهمية التحفيز المعنوي للطلاب. فقد أظهرت الدراسات الحديثة في علوم التربية أن اللقاءات المباشرة مع شخصيات قيادية ومُلهمة تعمل على رفع مستوى الدافعية الذاتية لدى الطلبة، وتعزز شعورهم بالمسؤولية تجاه تطوير قدراتهم الأكاديمية والشخصية، كما أن هذه اللقاءات تشجع على التفكير النقدي والمبادرة الشخصية، إذ يشعر الطالب بأن صوته مسموع، وأن جهوده في التعلم والمبادرة لها تأثير إيجابي على المجتمع.
تعد زيارة جلالة الملكة رانيا ليست مجرد حدث رسمي، بل هي مناسبة لتعزيز الترابط الاجتماعي والانتماء الوطني. فقد لوحظ عبر وسائل الإعلام الاجتماعي تفاعل الطلبة بشكل عفوي، من خلال حمل الأعلام الوطنية، والهتافات الجماعية التي تحمل رسائل الولاء والمحبة. ان هذه التفاعلات الجماعية تُعزز الشعور بالانتماء الوطني، وتؤكد دور المؤسسات الأكاديمية في تنمية المواطنة الفاعلة.
وتمثل زيارة الملكة رانيا أيضًا نموذجًا ثقافيًا وإلهاميًا للشباب. إذ تمثل شخصيتها مزيجًا من القيم الإنسانية، مثل التواضع، والاهتمام بالتعليم، وتعزيز الحوار والانفتاح الثقافي. هذه القيم، عند تجسيدها أمام الطلبة في سياق مباشر، تعمل على ترسيخ السلوكيات الإيجابية وتشجيع الطلاب على ممارسة القيادة المجتمعية والمسؤولية الاجتماعية.
من وجهة نظر أكاديمية، تؤكد هذه الزيارة أهمية الربط بين القيادة الوطنية والبيئة التعليمية. فالتفاعل المباشر مع الطلبة يشجع على تطوير المشاريع البحثية والبرامج التعليمية، ويدفع الجامعات الأردنية إلى الاهتمام بالابتكار وريادة الأعمال، كما يسلط الضوء على أهمية دعم الشباب في مجالات التطوير الأكاديمي والمهني. ويشير ذلك إلى أن زيارات العائلة الملكية كانت دائما محفزًا لتطوير خطط استراتيجية تعليمية ترتكز على المواهب الطلابية والاستدامة الأكاديمية.
تمثل اليوم هذه الزيارة للجامعة الأردنية نموذجًا متكاملاً للتفاعل بين القيادة والشباب، بين التعليم والمجتمع. فهي تجمع بين البعد التربوي، الاجتماعي، والثقافي، وتشكل مناسبة فريدة لتعزيز الانتماء الوطني وتحفيز التفوق الأكاديمي. إن تأثير مثل هذه الزيارة يفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين القيادة الوطنية والبيئة الجامعية، وتبرز بشكل وأضح دور الهاشمين في توجيه الجيل الشاب نحو القيم الإيجابية والتميز الأكاديمي والاجتماعي، كما تعودنا عليه دائما.