facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني "صمود وحق لا يموت"


فيصل تايه
29-11-2025 09:44 AM

في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام، يعود اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ليضع العالم أمام مرآة الحقيقة، ويذكره بأن فلسطين ليست مجرد أرض أو قضية سياسية، بل هي جرح حي وذاكرة شعب صامد، عانى أكثر من سبعين عاماً تحت الاحتلال والحروب والتشريد والحصار، وما زال يرفض الانكسار.

هذا العام، ٢٠٢٥ ، تأتي الذكرى بعد حرب هائلة أنهكت قطاع غزة وأثرت على كل جانب من حياة سكانه، تاركة وراءها دماراً شاملاً وآلاف الضحايا المدنيين، وركام يغطي المدن والبيوت ، في الوقت الذي لا تزال الضفة الغربية والقدس تواجهان قيوداً يومية صارمة، لتصبح المعاناة الفلسطينية جزءاً متجذراً في تفاصيل الحياة اليومية.

غزة اليوم ليست مجرد مدينة خرجت من الحرب، بل كيان حي يحاول النهوض من بين الركام، كل شارع فيها يروي قصة ألم، وكل بيت مهدم يحمل مأساة، وكل طفل يكابد فقدان طفولته الطبيعية، وكل عائلة تكافح لتأمين أبسط مقومات الحياة ، فالمدينة التي صمدت عقوداً خرجت من بين الأنقاض لتواجه واقعاً أكثر قسوة ومأساوية ، لتثبت للعالم أن الاحتلال مهما توحش لا يستطيع محو إرادة شعب يرفض الانكسار ، وما بعد الحرب هو زمن المحاسبة والتحرك الجاد، زمن أن يرى المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني يعيش حياة كريمة، وأن يتحرك لوقف الانتهاكات المستمرة منذ عقود.

وفي الضفة الغربية، يتواصل الاحتلال باستخدام أدوات أخرى للضغط على السكان، من حواجز تمنع الوصول إلى المدارس والمستشفيات والعمل، إلى اقتحامات واعتقالات يومية للأطفال والشباب والنساء ، ورغم هذا الواقع المؤلم، يبقى الصمود الفلسطيني حاضراً في كل بيت وفي كل شارع ، فالمقاومة هنا تعني ردة فعل على قدرة الإنسان على الاستمرار وتحويل الألم إلى قوة، والمأساة إلى شهادة على الحق في الحياة والكرامة ، اما في القدس، فتظل المدينة حية في وجدان أهلها، مؤمنة بأن الهوية والتاريخ لا يمكن محوهما مهما طال الزمن.

التضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم يتجاوز الكلمات، فهو يحتاج إلى فعل ملموس وإرادة جماعية تحول التعاطف إلى دعم حقيقي وفعال ، إنه يعني أن يرى العالم أن الاحتلال ليس قدراً محتوماً، وأن إنهاء الحصار، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات، ووقف الاستيطان، وإطلاق مسار سياسي حقيقي نحو دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس ليست خيارات، بل واجبات أخلاقية وسياسية ، فالتضامن هو دعم الشعب الفلسطيني في قدرته على الصمود، ومساندته في الدفاع عن حقه الطبيعي في الحياة، وتحويل التعاطف إلى أفعال واضحة وقابلة للقياس، من دعم المبادرات الإنسانية، إلى المشاركة في وصول الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، إلى الضغط السياسي ورفع الصوت ضد الانتهاكات القانونية والإنسانية.

اليوم ، التضامن يعني أن تتحرك الشعوب الحرة، والبرلمانات، والمؤسسات الدولية لضمان حماية المدنيين، ووقف الاعتداءات اليومية، وتأمين حياة كريمة للفلسطينيين، لتظل غزة والضفة والقدس أماكن حياة، لا مجرد مساحات معاناة ، فالفلسطينيون يقدمون درساً عالمياً في الصمود ، وغزة التي خرجت من الحرب ما زالت تنبض بالحياة رغم الركام، والضفة تصمد تحت القيود اليومية، والقدس تظل حية في وجدان أهلها ، فالنصر الحقيقي لا يُقاس بالمدى القصير، فالحرية تتجسد في القدرة على البقاء، والمقاومة اليومية للحياة، وتحويل الألم إلى قوة، والمأساة إلى شهادة على الحق الذي لا يسقط.

وفي هذا اليوم، يتحول التضامن إلى مسؤولية أخلاقية وإنسانية وسياسية، ليكون الصوت الفلسطيني مسموعاً، والعدالة ملموسة، والحرية وعداً مستحقاً يرفع الشعب الفلسطيني رايته نحوه مهما طال الطريق ، فكل فعل تضامني، مهما كان صغيراً ، يصبح جزءاً من مسار لإنقاذ حياة الفلسطينيين، وتعزيز كرامتهم، وإعادة بناء ما دمرته الحروب، وتثبيت وجودهم على أرضهم.

التضامن الحقيقي هو أن يرى المجتمع الدولي الشعب الفلسطيني يعيش بأمان وكرامة، وأن يكون حاضراً بفاعلية في حماية حقوقه، لتظل فلسطين رمزا للعدالة والحق الذي لا يموت.

والله ولي الصابرين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :