facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حسين ابن عبدالله 101: شارة السيف، صلابة القرار، قوة الميدان


بهاء الشنتير
29-11-2025 11:39 AM

حين قال سموّ ولي العهد:
«أنا بالجيش مش ولي عهد… أنا ضابط كباقي الضباط، وأنا حسين ابن عبدالله»
تبدّل شيء في الوعي العسكري الأردني.

كانت الكلمات كرصاصة انطلقت من بندقية الحق، تخترق جدار المفاهيم التقليدية لتعلن أن القيادة في الأردن تُصنع في الخندق لا في المكاتب، وفي الميدان لا في البروتوكول. جملة لم تُقل لتُسمع، بل قيلت لتُرسَم على صدر الهوية الوطنية كوسامٍ جديد من أوسمة الفخر.

فالمدرسة الهاشمية — مدرسة عبدالله الثاني — لم تعرف يوماً قيادة تتزيّن بالألقاب، بل قيادة تتدثر بالتراب، وتُختبَر بالعرق، وتُصان بالاقتراب من الجندي حتى لا يبقى بينهما سوى مسافة الاحترام. هناك، بين حفيف البزّة العسكرية ووقع الخطوات على الأرض، تنشأ قوة لا تزيفها الكلمات… قوة الميدان.

وكان المشهد الذي قلّد فيه جلالة الملك عبدالله الثاني سموّ ولي العهد شارة سيف القوات الخاصة لحظة تُشبه احتدام برقٍ يشق السماء.

شارة لا تُعطى… بل تُنتزع من قلب التدريب الشرس، ومن ليل المهمات الصامت، ومن الانضباط الذي لا يعرف المساومة.
قالها سموّه في تلك اللحظة:

«لحظة أعتز بها… تقليدي شارة سيف القوات الخاصة من جلالة سيدنا»

فلم يكن الاعتزاز احتفالاً، بل كان اعترافاً بأن الشارة عهدَ مسؤولية، ورسالة واضحة بأن الجندية شرف يُنال بالعمل لا بالوراثة، وبالكفاءة لا بالمكانة.

وهناك، في الكتيبة الخاصة 101 — كتيبة النخبة، بوابة النار، وساحة الامتحان الحقيقي — تشرّب ولي العهد معنى أن يكون القائد آخر من ينام وأول من يستيقظ، وأن يكون اسمه ثقلاً يحمله لا ترفاً يتباهى به، وأن ينصت لنبض رفاقه قبل أن يصدر أمراً يمسّ حياتهم وحياة الوطن.

إن البساطة الهاشمية التي يحملها سموّه ليست مظهر تواضع؛

إنها سلاح استراتيجي يجعل القائد قريباً من رجاله، يجعل الجندي يرى في قائده ظلاً يقف معه لا فوقه، ويجعل الضابط يشعر أن ولاءه ليس لرتبة بل لروح دولة تُترجمها أفعال قائدها الشاب.

وفي هذه المدرسة الميدانية، التي لا تُعلّم فقط كيف تُمسك بالبندقية، بل كيف تُمسك بقرار دولة، تشكلت رؤية ولي العهد للشباب الأردني:

رؤية تقول لهم إن الوطن ليس جغرافيا… بل مهمة.
وأن الراية ليست قطعة قماش… بل عهد.

وأن الأردن لا يحرسه الحظ… بل يحرسه رجال يعرفون أن السلاح امتداد للقلب، وأن الانتماء امتداد للدم.

وإلى رفاقه الضباط، حمل سموّه رسالة صلبة كالفولاذ:
أن القائد لا يُختبر في لحظات الاستعراض، بل في لحظة يكون قرارُه فيها خط دفاع أخير، وأن الرفاقية ليست كلمة تُقال، بل رباط يتقوّى تحت المطر والبرد والسهر والواجب.

وهكذا، تتحول جملة واحدة قالها ولي العهد — «أنا حسين ابن عبدالله» — إلى راية جديدة ترفرف فوق الميدان؛
راية تُذكّر أن القيادة تبدأ من الصفوف الأولى، وأن الشرف العسكري ليس زينة على الكتف، بل ثقل على الظهر.
وأن الأردن — هذا الوطن الذي يقف على كتفي جنديه — ينهض عندما ينهض شبابه، ويشتد عوده عندما يشتد ساعد رجاله، ويطمئن قلبه حين يقف القائد بينهم، لا خلفهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :