الشارقة وعمّان شراكة تتعمّق في الدبلوماسية والتدريب المهني والتنمية السياحية
السفير الدكتور موفق العجلوني
01-12-2025 10:24 AM
ضمن جهود دعم التعاون الثنائي وتبادل الخبرات بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ، قام وفد رفيع المستوى من إمارة الشارقة يشاركً في ورشة عمل اقيمت في فندق Signia-Hilton بعمان بعنوان القيادة الدبلوماسية ، خصصت للاطلاع على التجربة الأردنية في مجالات القيادة الدبلوماسية والريادة الاعلامية و التدريب المهني والتنمية و السياحية، وتعزيز آفاق التعاون المستقبلية بين البلدين .وجاءت هذه الزيارة بتنظيمً من الدكتور عبد الفتاح العجلوني الرئيس التنفيذي والمدير العامً لمؤسسة بست براكتس للتدريب و التنمية الإماراتية ، بالتعاون مع غرفة تجارة و صناعة الشارقة. وقد تشرفت شخصياً بالمشاركة بورشة العمل ومرافقة الوفد الكريم طيلة الزيارة والتي تركت انطباعاً طيباً لدى وفد الشارقة وكافة المسؤولين والمحاضرين الأردنيين الذين التقى بهم الوفد.
بداية تم لقاء استراتيجي حول الريادة الاعلامية مع عطوفة الدكتور زيد النوايسة امين عام وزارة الاتصال الحكومي (مقالي بعنوان ما بين القيادة الدبلوماسية والريادة الاعلامية تاريخ 26/11/2025 المنشور بوكالة عمون الغراء) يمكن الرجوع اليه.
وفي اليوم التالي تم اللقاء مع عطوفة الدكتور أحمد الغرايبة المدير العامً لمؤسسة التدريب المهني. ومن الجدير بالذكر فان الدكتور الغرايبة معروف عنه انه قائد مرموق في مجال علاقات العمل، وقطاع التعليم والتدريب المهني، وتطوير القوى العاملة، وتولّى قيادة إصلاح قطاع التعليم والتدريب المهني شملت 35 معهد للتدريب المهني، ويتمتع بخبرة في التحول الرقمي والتخطيط الاستراتيجي والتطوير الاجتماعي في مختلف القطاعات. ساهم في تطوير استراتيجية التنمية المبكرة في دبي (2017 -2020) واستراتيجية القطاع الاجتماعي الاماراتي (2020- 2050)، وكُرّم من صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لمساهمته في هذا المجال.
قاد عملية تطوير استراتيجية ACTVET ، وتنفيذ منصة TAAM مما ساهم في إحداث ثورة في تقدم الخدمات الحكومية في أبو ظبي . وأسهمت منجزاته في التحول الرقمي وإصلاح القطاع العام والتنمية المجتمعية في وضع معايير جديدة للتميز في الحوكمة.
هذا وقد استُهل الدكتور الغرايبة حديثه بالترحيب بالوفد وقدم عرضًا تفصيليًا حول استراتيجية المؤسسة ودورها الحيوي في تطوير قطاع التدريب المهني في الأردن. وحرصها المستمر على التطوير الذي ينسجم مع استراتيجية المؤسسة في التحول الرقمي والمهارات الرقمية.
وقد أشار الدكتور الغرايبة بان مؤسسة التدريب المهني تعتبر أحد ركائز سوق العمل في المملكة، حيث سعت منذ تأسيسها عام 1976 لتأهيل الشباب والشابات لاكتساب المهارات المطلوبة في سوق العمل ولتكون الحاضنة الأولى للتدريب في الأردن.
ومن هنا صممت رؤية المؤسسة وفقًا للتوجيهات الملكية السامية وبمتابعة حثيثة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، بهدف إعداد الشباب والشابات لتلبية احتياجات سوق العمل. بالإضافة إلى تدريب العاملين الحاليين ورفع كفاءاتهم ومواكبة التطورات التكنولوجية، واستحداث البرامج التدريبية، وتحسين المنظومة التدريبية بشكل عام. حيث تضم المؤسسة 35 معهدًا تدريبيًا، و350 مشغلًا، و120 برنامجًا معتمدًا من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية، وتشمل طاقتها الاستيعابية 10 آلاف متدرب بالدفعة الواحدة خلال العام التدريبي الواحد، مع إمكانية مضاعفة هذا العدد. إضافةً إلى تخريج ما يزيد عن 420 ألف شاب وشابة منذ تأسيسها، ممن أصبح لهم بصمات معروفة بسوق العمل المحلي والإقليمي.
ومن أجل تحقيق أهداف ورؤية المؤسسة، تم العمل على 5 محاور رئيسية لاستراتيجية المؤسسة وهي: تطوير البرامج الحالية، وتصميم وتطوير برامج جديدة، والتحول الرقمي للخدمات، واستحداث الشراكات، واستغلال الكفاءات وتطويرها.
ومن المعروف ان المؤسسة تحرص كل الحرص على العمل مع الشباب والشابات في كافة المحافظات، وتمكين الشراكة مع كافة المؤسسات في القطاعين العام والخاص، ومؤسّسات المجتمع المدني المحلية والدولية. واعداد برامج التقنية الحديثة والتخصصات المتقدمة. والتوسع في الشراكات مع القطاعين العام والخاص، والتعاون الدولي. ورفع كفاءة الخريجين وتعزيز قدرتهم على المنافسة في أسواق العمل العربية والخليجية.
وبمناسبة انعقاد ورشة العمل لوفد امارة الشارقة بعنوان القيادة الدبلوماسية، فقد استعرض الدكتور الغرايبة رؤية عميقة حول القيادة الدبلوماسية والفرق بين القائد (Leader) والمدير (Manager)، موضحًا أن المؤسسات الحديثة بحاجة إلى قيادة دبلوماسية وريادة وقيادة تبني الفرص ولا تكتفي بإدارة الواقع. وأشار إلى أن: "المدير يدير العمليات ويطبق الأنظمة ويهتم بالمنهجيات. وأما القائد، فهو الذي يستشرف المستقبل، ويبتكر، ويحفّز، ويبني شراكات، ويقود التغيير." وأكد أن نجاح مؤسسة التدريب المهني يعود إلى تبنّي مفهوم القيادة القادرة على خلق بيئة تطوير مستمر، وهو ما يعزز تنافسية البرامج والمخرجات، مع بذل الجهود الاستراتيجية لتحديث منظومة التدريب المهني الوطني وتعزيز مواءمتها مع سوق العمل المحلي والإقليمي.
بنفس الوقت ، تعمل المؤسسة على مبادرات استراتيجية مهمة، مثل مراكز التميز المهني، وأكاديميات السياحة والفندقة، والتدريب المنتهي بالتشاركية مع القطاع الخاص كأحد أركان تطوير التدريب المهني، واستحداث تخصصات حديثة تعكس الثورة الصناعية الرابعة (الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، إنترنت الأشياء) . حيث بلغ متوسط نسبة التشغيل لخريجي المؤسسة حوالي 62٪، ما يدل على نجاح برامجها في ربط المتدربين بسوق العمل. كما أن المؤسسة وقّعت اتفاقيات مع شركات فندقية وسياحية والملكية الأردنية لتأهيل وتشغيل المتدربين بعد إنهاء التدريب.
أما على الصعيد الدولي، تسعى المؤسسة لتوسيع علاقات المؤسسة في المجالات التالية:
الشراكات من أجل التنمية حيث يتم ارسال متدربين إلى ألمانيا ضمن نظام التلمذة
تأهيل آلاف الشباب سنويًا عبر برامج متطورة.
مؤشرات تشغيل عالية ( 62٪) تعكس نجاح الربط بين التدريب وسوق العمل.
مراكز التميّز الأكاديمية والتطبيقية (مثل أكاديمية السياحة والفندقة) نموذج للشراكة مع القطاع الخاص.
استحداث تخصصات مهنية مبتكرة تعكس التوجهات التقنية (الذكاء الاصطناعي، المهن الخضراء، المهن الرقمية).
تعزيز البنية التحتية للتدريب، مثل مراكز التميز، المشاغل المتخصصة، المعاهد التقنية.
تطوير مدربي المؤسسة من خلال تدريبهم سنوياً وتأهيلهم بحسب المعايير العالمية.
التوسع في الشراكات الإقليمية والدولية، خصوصًا مع القطاع الخاص في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليج ودول أخرى.
مذكرات تفاهم واتفاقيات تشغيل مع شركات من القطاع الخاص لتوظيف الخريجين.
استثمارات في التكنولوجيا: أتمتة الأنظمة، إدخال الواقع الافتراضي/المحاكاة ثلاثية الأبعاد في التدريب.
مؤشرات أداء لقياس نتائج المعاهد التدريبية، وربطها بمجالات التشغيل.
القيمة المشتركة للشراكة مع امارة الشارقة خاصة و دولة الامارات عامة .
إمكانية تبادل الخبرات في التدريب المهني بين الأردن والإمارات.
دعوة لتوسيع التعاون في مشاريع التدريب المنتهي بالتشغيل في امارة الشارقة أو عبر شركات إماراتية.
اقتراح برامج مشتركة: أكاديميات فندقة أو مراكز حرفية متخصصة باسم مشترك، أو مبادرات " التدريب من أجل التشغيل" بالتشارك مع القطاع الخاص الإماراتي.
وفي ختام اللقاء، أوصى الدكتور الغرايبة الوفد بزيارة معهد التدريب المهني في محافظة السلط لما يقدمه من برامج متقدمة وتخصصات نوعية فريدة. للاطلاع على تجربة المعهد و الأقسام التي يتم التدريب فيها و الاستفادة من تجربة المعهد والتي تستوعب متدربين بمختلف التخصصات من كافة ارجاء المملكة .
من جهتها عبرت سعادة رئيسة مركز التدريب والتنمية في غرفة تجارة وصناعة الشارقة أمل ال علي عن شكرها وتقديرها على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وهذا العرض غير المسبوق عن دور مؤسسة التدريب المهني وخاصة ان الدكتور الغرايبة جمع بين مؤهلاته العلمية وخبراته العملية في الامارات ليخرج بهذا الابداع في الأردن متطلعين لتعزيز التعاون بين امارة الشارقة ومؤسسة التدريب المهني. من جهته شكر الدكتور عبد الفتاح العجلوني الرئيس التنفيذي والمدير العام لمؤسسة بيست براكتس للتدريب والتطوير الدكتور الغرايبة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وهذا العرض الشافي والوافي لدور المؤسسة واستعداده على بناء شراكة مع امارة الشارقة في مجال التدريب المهني.
وبالفعل تم في اليومً التالي زيارة معهد التدريب المهني في السلط والاطلاع على برامجه النوعية تنفيذًا لتوصية الدكتور الغرايبة، حيث توجّه الوفد إلى معهد التدريب المهني في محافظة البلقاء/السلط، حيث كنت في شرف مرافقة الوفد نظراً لمشاركتي بورشة العمل بعنوان القيادة الدبلوماسية، وكذلك مندوب عن مؤسسة بست براكتس للتطوير والتنمية الشاب حمزة العجلوني حيث كان في الاستقبال عطوفة السيدة اعتزاز بسام شنيكات مدير مديرية اقليم الوسط في مؤسسة التدريب المهني وفريق الإدارة والكادر التدريبي.
بعد الترحيب بالوفد، تم تقديم عرض من عن دور المعهد، ثم تم القيام بجولة ميدانية شملت الاطلاع على برامج تقنية ومهنية ذات مستوى متطور، بعضها غير متوفر في معاهد أخرى في المنطقة. وأبدى الوفد إعجابه بما يتمتع به المعهد من تجهيزات حديثة، وأساليب تدريب تطبيقية، وكوادر مؤهلة تعكس رؤية تطويرية واضحة. وأكد أعضاء الوفد أن ما شاهدوه في معهد السلط يعكس نموذجًا متقدمًا يمكن البناء عليه في تصميم مشاريع مشتركة مستقبلية.
وبعد هذه الجولة تقدمت الأستاذة امل ال علي رئيسة مؤسسة التدريب و التنمية في غرفة تجارة و صناعة الشارقة باسمها و الوفد المرافق من امارة الشارقة و من العراق. بتقديم كل الشكر و التقدير على هذه الجولة و الشرح التفصيلي لدور االمعهد في تخريج العديد من الدورات المهنية والتي تستقطب متدربين من كل انحاء المملكة و بمختلف المستويات الاكاديمية من التوجيهية حتى الدكتوراه .
وأعرب وفد الشارقة عن تقديره الكبير لمؤسسة التدريب المهني ومعاهدها المنتشرة في محافظات المملكة، مثمنين الجهود الوطنية المبذولة لتمكين الشباب الأردني وتأهيله بأعلى المعايير المهنية.
واستكمالًا لبرنامج، قام الوفد بجولة تعريفية في مدينة السلط، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث كان في الاستقبال الوفد عطوفة مدير عام مديرية السياحة في السلط السيد محمود عربيات و عطوفة السيد خلدون خريسات رئيس مؤسسة اعمار السلط، حيث قام عدد من الادلاء السياحين باصطحاب الوفد بجولة في بيت او جابر، و شارع الحمام و شارع الخضر ، حيث تعرّفوا على معالم مدينة التراثية وهويتها العمرانية الفريدة.
واستمع الوفد إلى شرح حول الجهود المبذولة لتعزيز مكانة السلط كوجهة سياحية بارزة، والمشاريع التي تدمج بين البعد التراثي والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى فرص التكامل بين المسار السياحي والتدريب المهني في دعم فرص العمل.
كما أشاد الوفد بدور مديرية سياحة محافظة البلقاء في صون الإرث الحضاري لمدينة السلط والترويج لها، مؤكدين أن المدينة تمثل نموذجًا يجمع بين الأصالة والتطور، ويستحق أن يكون محور تعاون مستقبلي في مجالات السياحة والتدريب.