facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصعوب .. فن ورسالة


د. محمود الشغنوبي
03-12-2025 07:53 PM

حين نتحدث عن الفن، فإننا نتحدث عن تلك اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة، عن تلك النافذة التي يرى الإنسان من خلالها نفسه والعالم، عن اللمسة التي قد تغيّر شعورًا، أو توقظ ذاكرة، أو تصنع دهشة. واليوم، نقف أمام تجربة فنان آمن بأن الفن ليس مجرد لونٍ على ورق، بل رسالة تُحمل بالقلب، وتُصاغ بالروح، وتُقدَّم للناس في أجمل صورها.

محمد الصعوب… اسمٌ نشأ في مدينة الكرك، تلك المدينة التي تحفظ عبق التاريخ، وتُخرّج رجالًا يحملون صلابة الجبال وروح الصحراء وطمأنينة السهول. هناك، في حارات الكرك وبيوتها الدافئة، وُلد الطفل الذي كان يرى العالم بطريقة مختلفة، يرى في الظل لوحة، وفي الضوء فرصة، وفي الأشياء البسيطة جمالًا يستحق أن يُخلّد.

كبر محمد، وكبرت معه موهبته، حتى وجد بيئته الطبيعية في نادي إبداع الكرك، ذلك المكان الذي احتضن أولى خطواته الجريئة. هناك لمع اسمه، وبدأت ريشته تُعرَف، ليس فقط بإتقانها، بل بقدرتها على رواية الحكاية. لم يكن مجرد فتى يرسم… كان يحاول أن يفتح نافذة جديدة للعالم، نافذة يطل منها على ذاته، وعلى مجتمعه، وعلى أحلامه التي لم تكن تعرف الحدود.

ورغم ما حمله الطريق من صعوبات… صعوبات مادية، ومعنوية، واجتماعية… إلا أن محمد الصعوب لم يتوقف. كان يؤمن أن الفنان لا يُهزم، وأن كل عثرة هي خطوة جديدة نحو النضج.

عاند الظروف، تحدّى الإحباط، وواجه الكثير من العوائق التي كانت كفيلة بأن توقفه، لكنّه اختار الطريق الأصعب… طريق الاستمرار.

وحين ضاقت المساحات، واشتدّت الحاجة إلى أفقٍ أوسع، حمل محمد حقيبته، ورحل. لم يرحل هربًا، بل رحل بحثًا عن فرصة يفتح فيها بابًا جديدًا أمام حلمه. إلى أن وصلت خطواته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مدينةٍ تعرف كيف تحتضن الطموح… دبي، المدينة التي تتقاطع فيها ثقافات العالم، وتلتقي فيها الأحلام على أرض واحدة.

وهناك… في دبي… بدأ مشوار الكفاح الجديد. لم يصل إليها كفنان مشهور، ولا كصاحب اسم معروف، بل وصل مثل كثيرين… مفعمًا بالأمل، محمّلًا بالخبرة، ومتمسكًا بإيمانه بأن الفن الحقيقي لا يحتاج سوى إلى فرصة ليتكلم. وبجهده وصبره استطاع أن يثبت نفسه، وأن يجعل من خطوطه وبصمته الفنية علامة يُشار إليها، وأن يبني حضورًا يحترمه كل من يراه ويقترب من أعماله.

محمد الصعوب اليوم ليس مجرد رسام… بل هو قصة إصرار، قصة مدينة صنعت فنانًا، ونادٍ احتضن موهبة، ودولة تبنّت إنسانًا مكافحًا ووفرت له المساحة ليجدد نفسه، وليعيد تعريف رحلته كل يوم من جديد.

إنها الحكاية التي نرويها اليوم… حكاية فنان أردني حمل الكرك في قلبه، وحمل حلمه في يده، ووضع بصمته في الإمارات، لتكون رحلته مثالًا حيًا على أن الموهبة حين تمتزج بالصبر، تصنع ما يشبه المعجزة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :