facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوطن بني بشموخ الكبار .. نحن الرياح والبحر والسفن


أ.د. وائل عربيات
05-12-2025 05:25 PM

ايها الإخوة الأكارم أتحدث إليكم اليوم وانا بعيد عن اي منصب او موقع رسمي ومنذ سنوات عديدة، ولكنني أتحدث بقلب مواطن خائف على وطنه لا يرتجي شيئا سوى ديمومته واستقراره وقوته فالوطن عز وكرامة وحرية لا يعرفها إلا من فقدها.

لقد بني هذا الوطن بمشروع لا بنظام بمكوناته المعروفة من ارض وشعب وسلطة عليا حاكمة فحسب ولكنه بني بقصة كفاح عظيمة تروى على مر العصور لا لتكون قصة في كتاب ولا محاضرة في منتدى او قاعة تدريس بل لتكون نبراسا للاجيال ونهجا يقتدى به ورؤية ترسم خارطة طريق يحدوها الأمل بمستقبل زاهر قصة بدأت من ذلك الشعور بكرامة الأمة وحقها في استعادة مجدها على أسس صلبة في خضم تحديات لم تبق حجرا على حجر .

لقد بني هذا الوطن بشموخ الكبار وصدقهم لا على رقعته الجغرافية المعروفة ولكنه بني بأمل كبير وقر في قلوب أبناء عالمه ووطنه العربي ليعيش فكرة النهضة وفكرة الحرية، التي تبنى على فكر الكرامة والانتماء والاستقلال والحياة الفضلى … وكان شريفكم الهاشمي الحسين بن علي رحمه الله مفجرا للثورة وقائدا للكرامة والذي اتت الريح لا الرياح بما لا تشتهي سفنه..

لم ينقلب الشريف على الخلافة أقولها بملئ الفم ولم تكن الثورة خيانة للدولة، بل كانت تصحيحا لمسارها وحماية للعرب من ظلم قد لحقهم وأثبت كلامي بتاريخين الثورة العربية كانت عام ١٩١٦ وكان بإمكانه أن يعلن نفسه خليفة في ذلك الوقت ولكنه لم يقبل لانه يؤمن بالدولة والخلافة مع اختلافه معها ولم يعلن خليفة إلا بعد ان اعلن رسميا عن الغائها عام ١٩٢٤ والذي قال عنه الشريف انه خبر تتفطر له القلوب ولإصرار العالم العربي والإسلامي على خلافته فقد أذيع خبر موافقته على قبول الخلافة والذي ما قبله إلا مضطرا حتى لا يبقى العالم العربي بلا قائد .

أقول: هذا تاريخ مشرف وقيادة عظيمة تسلمها أبناء الشريف وبقيت شمعتها واضاءتها في الاردن العربي الهاشمي يحميها جيشه العربي و قيادته الوريثة لتاريخ العروبة والاسلام وبقيت القدس في الضمير وسالت دماء جيشه على ثراها وظل احفاد الشريف اوفياء لهذا العهد المجيد يقودهم الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين والذي نبت السيوف وحد سيفه ما نبى .

هذا المشروع الهاشمي لا ينبغي ان يتقلص او يضعف أقول (كمشروع هاشمي ) ولا ان يبقى بلا تجديد وتعزيز وبناء لانه فكرة والفكرة لا تموت بل تعزز وتنمو وتكبر لانه مرتبط بوطن وأمة لا بمكان معين ولا رقعة محدودة .

وإذا كنا نبحث عن مظلة جامعة للشتات لأمتنا فلا اعتقد ان هناك مظلة تلتقي عليها القلوب وتؤمن بها العقول وتحميها الأجيال افضل من المشروع الهاشمي وريث آل بيت رسول الله و وريث مجد العروبة والتاريخ.

ولا عجب ان ترمى السهام عليه فهو اكبر تهديد لكل عدو يسعى لفرقتنا و اضعافنا ،فالوعي ومعرفة الخطر الحقيقي والإدراك والعمل والإنجاز المستمر والرؤية الواضحة والصبر والاحتمال في طريق يحتاج إلى الفداء والتضحية يبقى هو الأساس وهذا هو قدر الهاشميين وهذا هو قدر الاردن ويبقى المشروع وينمو وتستمر المسيرة.. ولئن كانت الريح قد اتت بما لا يشتهي الشريف ولم يدرك الحسين كل ما تمناه .

فبإذن الله تبقى النواة وتكبر ويبقى الوطن ويستمر ويحمى المشروع وينمو وهو ما يقتضي منا ايضاً ان نحمي الوطن ومؤسساته بكافة أشكال الحماية والتطوير كما هو محمي بجيشه وامنه، وعندها سيعلم الجمع ان الرياح ستجرى كما تبغي سفينتنا …. وسيرى الجميع أنا نحن الرياح ونحن البحر والسفن …. والله من وراء القصد " .

حفظ الله الأردن وحمى الله قيادته وشعبه وأبعد عنا كل مكروه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :