facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين ارتفع اسم الأردن .. ارتفع القلب معه


صالح الشرّاب العبادي
06-12-2025 11:26 AM

ليست كل اللحظات سواء. هناك لحظة واحدة فقط تستطيع أن تعيد ترتيب الانتماء في صدرك، وتوقظ في القلب ما ظننتَ أنه نام، وتعيدك طفلًا صغيرًا يقف أمام شاشة العالم يردد: هذا وطني… وهذا اسمي… وهذه رايتي.

عندما ظهر اسم الأردن في قرعة كأس العالم، لم يكن مجرد ورقة تُفتح أمام عدسات الكاميرات، ولا مشهدًا عابرًا في بث مباشر. كان ذلك — بكل بساطة — تجسيدًا لرحلة أمة، وتصديقًا على أنّ الإرادة الأردنية قادرة على أن تشق طريقها بين عمالقة الكرة والجهات المنظمة والتيارات السياسية والاقتصادية التي تتقاطع داخل هذه التظاهرة الكونية.

في تلك اللحظة تحديدًا…
ارتفع الاسم، فارتفع معه نبض شعب.
وارتفع الصوت، فارتفع معه تاريخ بلد.

وارتفعت النظرة، فارتفعت معها كرامة وطن طالما كان أكبر من مساحته، وأعمق من جغرافيته، وأقرب إلى العالم من خارطته.

كأس العالم لم يعد مجرد بطولة رياضية؛ هو اليوم فضاء تختلط فيه السياسة بالرياضة، والثقافة بالمكانة الدولية، وحضور الدولة بقوة جماهيرها ونبضها الحقيقي. أن يظهر الأردن في هذا السياق الواسع يعني أن الجهد الذي بُذل — من اللاعبين، والمدربين، والإدارة، والجمهور — كان أكبر من معجزة، وأصدق من شعار.

نحن بلدٌ علّم الأمم معنى الثبات.

بلدٌ لم يملك الثراء النفطي ولا الإمكانات الخيالية، لكنه امتلك شيئًا أهم: الرجال… والنية الصادقة… والطموح الذي لا يُكسر.

لهذا كان مشهد رفع اسم الأردن أشبه برفع علم على قمة لا يصلها إلا من دفع ثمنها عرقًا وإيمانًا وصبرًا طويلًا.

يا لروعة تلك اللحظة…
كأنها تقول لكل من يشاهدها:
هنا وطنٌ صغير بحجمه، كبير بأبنائه…
هنا بلدٌ يدخل تظاهرة العالم لا بصدفة، بل باستحقاق…
هنا الأردن، الذي حين يقرر أن يكتب وجوده، يكتبه بحبرٍ لا يُمحى.

وإن كان الرياضيون النشامى هم من حملوا هذا الحلم إلى المنصة، فإن الشعب كله كان يقف خلفهم…
يقف خلف ذلك الشاب الذي يسهر في البرد القارص ليتمرن.
وخلف ذلك المدرب الذي يربي جيلاً من المقاتلين قبل أن يربي لاعبين.
وخلف ذلك الجمهور الذي لا يخون، ولا يتراجع، ولا ينسى أن الفخر يبدأ من أول هتاف وينتهي على منصات التاريخ.

هذا المشهد ليس مجرد صورة…
إنه وعد.
وعدٌ بأن الأردن قادر أن يكون حيث يجب أن يكون.
وعدٌ بأن القادم بهمة الرجال الأوفياء الصادقين المؤتمنين على الوطن وترابه سيكون أفضل حالاً ، وأننا حين نؤمن بأنفسنا، تتسع لنا كل المنصات، ويُرفع اسمنا في كل المحافل.

اليوم…
نكتب هذه اللحظة لتبقى.
وليدرك العالم — مرّة أخرى — أن الأردن ليس دولة عابرة في سجلات الرياضة، بل قصة وطن يصنع طريقه رغم كل العواصف.

ومهما اختلفت الظروف… سيبقى صوت القلب يقول:
هذا الأردن… وهذه رايتنا… وهذا فخرنا الذي لا ينتهي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :