استخدام البكتيريا في علاج السرطان
د. محمود سمور
07-12-2025 11:24 AM
مقدمة:
يعتبر موضوع مرض السرطان من أكثر المواضيع المهمة جدا لان هذا المرض انتشر انتشارا واسع في ارجاء العالم فهو لا يعرف صغيرا ولا كبيرا الا اصيب به , والإصابة به تكون بشكل مفاجيء وبدون سابق إنذار,وتعددت انواعه بحيث انه أصبح يصيب جميع أعضاء الجسم والى الان لم يعرف الأسباب الجذرية و الأساسية ولكن عرف من خلال الإصابة والسيرة المريضة لكل حالة من حالات الإصابات بأن المرض يتفاقم ويزداد عن طريق بعض المواد الغذائية مثل السكر والحليب واللحوم الحمراء هذه الحقائق ليست مثبتة ولكن تزامن مع ظهور الأعراض مع تناولها من قبل مصابين السرطان وبما ان مرضى السرطان يواجهون التعب الهزل والمضاعفات عن طريق العلاجات التقليدية والادوية الكيميائية لذلك فأن الخوض في علاجه عن طريق استخدام البكتيريا أصبح من الضرورة العلمية الطبية.
مرض السرطان ما زال كذلك بعد المقدمة السابقة واحد من أهم أسباب الوفاة في العالم، ومع كل التقدم الذي حدث في العلاجات التقليدية مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، بالرغم من ذلك ما زالت الناس بحاجة لطرق جديدة لكي تتعامل مع المرض من زوايا مختلفة. في السنوات الأخيرة، بدأ الباحثون يفكرون في دمج علم الأحياء الدقيقة مع المناعة والهندسة الحيوية من اجل ايجاد حلول مبتكرة. هنا يأتي دور البكتيريا – لكن هذه البكتيريا يجب ان تكون متخصصة ذات صفات تناسب مع هذه الطرق العلاجية ، بل يوجد هناك بعض السلالات البكتيرية يستطيع العلماء احداث التعديل بها بحيث تكون أكثر أمانًا وفعالية، وان تكون هذه السلالات قادرة باحداث الفاعلية والتأثير في وسط الورم نفسه.
الخلفية العلمية للعلاج بالبكتيريا:
الفكرة ببساطة تعتمد على خصائص موجودة أصلًا في بعض أنواع البكتيريا. هذه البكتيريا لها القدرة على ان تعيش وتتكاثر داخل الأورام الصلبة، خاصةً في المناطق التي يوجد بها أكسجين قليل وجهاز مناعة ضعيف. الباحثون اصبحوا يطورون هذه السلالات، بتعديلها جينياً، وجعلها أكثر أمانًا وأكثر قدرة على استهداف الورم.
حيث يوجد ثلاث نقاط تميزالبكتيريا بقدرتها العلاجية للسرطان:
1- استهداف المناطق منخفضة الأكسجين
الأورام تكثر فيها مناطق اسمها "مناطق نقص التروية" – أماكن تقريبًا لا يوجد فيها أكسجين. هذه الأماكن تناسب بعض أنواع البكتيريا اللاهوائية اللي تستطيع ان تعيش هناك بسهولة، بينما الخلايا الطبيعية لا تتحمل ذلك, هذه ميزة توجيه طبيعية للبكتيريا، وصعب ان تجدها في العلاجات الكيميائية.
2- تحفيز الجهاز المناعي:
وجود البكتيريا داخل الورم يحث جهاز المناعة بالعمل بقوة، فيهاجم الخلايا السرطانية التي كانت تتخفي عنه في العادة.
3- سهولة التعديل الوراثي:
الباحثون يستطيعون برمجة البكتيريا من اجل ان تفرز مواد مضادة للسرطان أو تعزز استجابة المناعة في مكان الورم بالضبط.
آليات العلاج البكتيري للسرطان :
1- إفراز مواد مضادة للسرطان:
البكتيريا المعدلة تستطيع ان تنتج بروتينات أو مركبات تقتل الخلايا السرطانية فقط ولا تقتل الخلايا المحيطة بهذه الطريقة، التركيز يكون عالي داخل الورم، والتأثير الجانبي على الأنسجة السليمة أقل بكثير.
2- تنشيط المناعة:
البكتيريا تحفز الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية والبلعميات، فتقوى قدرة الجسم على ملاحقة ومهاجمة السرطان.
3- استخدام مكونات بكتيرية طبيعية:
بعض مكونات البكتيريا نفسها – عندما تُعالج وتُعزل – تستطيع ان تؤثر على الخلايا السرطانية، وهذا يفتح باب تطوير أدوية جديدة مستخلصة من البكتيريا.
أمثلة ونماذج على البكتيريا المستخدمة في الأبحاث:
Mycobacterium bovis BCG1- استخدام من العلاجات هذه سلالة معروفة وتستخدم لعلاج سرطان المثانة السطحي من سنين، ويعتبر من أول الأمثلة الناجحة التي جمعت بين البكتيريا والمناعة في علاج السرطان.
Clostridium2- استخدام بكتيريا كوليستيريديم :
هذه السلالة تتكاثر في المناطق اللاهوائية داخل الورم، وتم تطوير نسخ معدلة منها لاستخدامها في أبحاث واعدة .
Salmonella 3- استخدام السلالة المعدلة من السالمونيلا
في تجارب كثيرة، العلماء عدلوا هذه السلالة وفقدت قدرتها على إحداث المرض، وصارت ناقل آمن للعوامل العلاجية.
التحديات المستقبلية لعلاج السرطان بالبكتيريا :
مع كل التقدم، يوجد تحديات ما زالت قائمة في هذا الموضوع نذكر منها :
1- الأمان البيولوجي:
يجب التأكد من أن البكتيريا لا تسبب التهابات غير مرغوبة، ويجب ان تكون فيها آليات دقيقة للسيطرة عليها.
2- الدقة في الاستهداف:
مطلوب تحسين قدرة البكتيريا العلاجية على مهاجمة الورم فقط، بدون ان تضر الأنسجة السليمة.
3- تفاوت الاستجابة بين المرضى:
كما هو في أغلب العلاجات المناعية، المرضى يختلفون في استجابتهم، يجب ان تكون فيها بروتوكولات علاجية مرنة وفردية.
خاتمة:
هذا المجال غيّر تفكير الأطباء تجاه علاج السرطان. صحيح أنه ما زالت فيه صعوبات، لكن البكتيريا العلاجية تفتح فرص كبيرة لعلاجات أدق وأكثر أمانًا وفعالية. ومع تطور الهندسة الحيوية والتقنيات الجينية، البكتيريا العلاجية ممكن ان تكون جزء أساسي في علاج السرطان مستقبلاً. كل خطوة جديدة في هذا المجال تعني أمل أكثر للمرضى، وخيارات أوسع للأطباء.
كما اننا نأمل من علماء العالم في مجال الاحياء الدقيقة وعلماء التكلوجيا الحيوية والهندسة الوراثية بان يكون نظرتهم ايجابية للبحث في هذا الموضوع منسق من قبيل الهيئات الدولية والمنظمات الصحية العالمية بعيدا عن السياسه العمياء والتكاثف والتعاون من اجل انقاذ البشرية في العالم بغض النظرعن الجنس والعرق والطائفيات واستخدام العلم من اجل الجميع .
حلم الكاتب بان يكون هناك بدايات في الوطن بالاهتمام بهذا الموضوع ليس فقط على نطاق حكومي بل اشراك المؤسسات العلمية الخاصة وانشاء مختبرات في ثلاث مجالات وهي علم الاحياء الدقيقة وعلم التقنية الحيوية والهندسة الوراثية ودعهما المادي والمعنوي.