لن اقف كثيرا عبر هذا المقال عند الأمور التكتيكية أو الفنية والخططية، وحتى الإدارية التي يقدمها نموذج المنتخب الوطنى بأدائه النوعي وهالته الفريدة، التى باتت تشكل حالة ابهار لكل مشاهد لتناسق الطابع مع حسن المضمون، وهو يقدم عبر مونديال العرب نموذج فريد بات محط اهتمام واسع وعنوان كل حديث يتناول الإنجاز حتى غدى المنتخب الوطني يجسد المجتمع الأردني بصفاته عبر "منطلقات سبعة المثاني، وهندام بياض إرادة، وسمات اتزان نهجه، وقوة جبال عزيمته، وحسن مَلكية أداءه"، وكما لن أغرق القارىء عبر هذه المداخلة بالتفاصيل الكروية التى تشهد تغطية نوعية عبر محطات التلفزة ومن جلسات التحليل التي تأتي قبل وبعد وأثناء المقابلات فى مونديال العرب واسع المتابعة، وهو يقدم محتوى غنى يحظى باهتمام عربي واسع عند فئة الشباب على وجه الخصوص، كما عند الكثير من المهتمين على مستوى الرصد الرياضي وعلى محتوى البيان العام.
واجد من حسن البيان أهمية بيان أن نموذج المواطنة المستند للكفاءة البعيد عن الأهواء الندوية، أخذ يرسم عبارة النجاح مع كل تحدى يخوضه منتخبنا الاردني، وهذا ما يسجل الأمير الحسين ولي العهد كما للاتحاد الاردني مما يجعل ميزان الثقه يرتفع لسقوف لم نشهدها بالسابق عبر تصاعدية بيانية ترتقي بعد كل مباراة، مع ارتفاع حجم الإحساس بالمسؤولية بين اللاعبين مع ازدياد حجم التجانس بين الجهاز الفني والإداري، الأمر الذي جعل من الأردنيين يشكلون الحيز الأكبر فى مقاعد المتفرجين والأهازيج الاردنيه تغطى سماء الملاعب القطرية بنكهة مميزة تعبر عن مكنون الحضارة التي تقف عليها الأردن منذ قيامه نوح، وستبقى رسالتها تحمل عناوين الضاد نهجا وممارسة حتى قيامة المسيح، وهى تعبر عن ارادة العرب وتحفظ رسالتهم فى ظل قيادتهم ذات الرسالة الهاشمية الممتدة التى تحمل لواء المجد، كما يشكل الاردن دوحة العرب الذي يحرص على صيانة مجدهم.
وهو المضمون الذى راح لينعكس على الفريق وعلى الجهاز الإداري كما على المجتمع الأردني بأسره، والذي باتت شوارعة خالية أثناء انعقاد مباريات النشامى من المارة متابعة للصورة المنقوله للمباراة، وهى الصورة التى أخذت تعبر عن هوية وطن أراد الانجاز، وهو يحمل رسالة يبين فيها وطنية محتوى بحواضرة القومية المحبة لعروبتها و المتمسكة بانسانيتها، والذى جسده الأردن عندما شكل واحة أمان لكل مجتمعات المنطقة، وهو ذات المحتوى الذى يؤكد على عمق ترابط نسيجنا الواحد الموحد خلف مجد رأيته وهى تعلو بعلو رسالة الإنجاز التي يحملها النشامى من اجل كاس العرب.
تلك هى الصورة التى أخذ يعبر عنها منتخب النشامى بكل لقاء يخوضه، وتبينها جماهيرنا الوفية بكل منازله تلتف بها حول فريقها الواعد ليرسم الجميع لوحة وطنية مضمونها غائر يحمل قصة انجاز اردني تجاوز عطاءه كل المستويات، وهو المتسلح بـإرادة شعب أراد الانجاز وأراد وضع بصمة بالمحتوى الإنساني عبر كل محفل يخوضه سياسي كان أو دبلوماسي او مهني او امني او رياضي حتى كان للنشامى ما أراد عبر نموذج مونديال العرب في قطر، لاسيما وان المنتخب الاردني يحظى بدولة قطر بملاعب فريدة وطابع لوجستي مميز ومقاعد جماهيرية لم يكن ليحظى بها بالاردن، لان الحضور الأردني في أول مباراة تجاوز الـ 30 الف متفرج أغلبهم من الجالية الأردنية هناك أي ضعف مقاعد ستاد عمان الدولي، وسيحظى بالمزيد في المقابلات القادمة عندما يصل للنهائي ويتوج فى كاس العرب عن استحقاق متميز كونه يرسم قصة نجاح عنوانها ... النشامى.