facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




النبلاء الجدد ورأس المال الاجتماعي الناشئ


إبراهيم غرايبة
08-12-2025 10:54 AM

ثمة حدثي متداول على نطاق واسع عن النزعة الأردنية للصداقة والضيافة مع الزوار والمقيمين واللاحئين. الظاهرة تعكس سلوكا اجتماعيا ثقافيا يعرفه غير الأردنيين (ربما) اكثر من الأردنيين.

الحال أنها ظاهرة يمكن توظيفها اقتصاديا، أو تحويلها إلى مكاسب اقتصادية وسياسية ودبلوماسية، ففي السياحة يمكن أن تنشئ إضافة إلى المعرفة الأردنية الواسعة باللغة الانكليزية في اقتصاد سياحي متقدم ومتميز. والواقع ان المطاعم الاردنية ومحلات الحلويات والتراثيات وقطاعات سياحية أخرى تقدمت كثيراً يسبب هذه النزعة الاردنية الاجتماعية وأصبحت عمان مدينة الطعام والحلويات الشرق متوسطية. لم يكن ممكنا تحقيق هذا النجاح لولا القبول الاردني بالتنوع والاختلاف

وأسمع وليس لدي معلومات كافية ان الإستضافة الإستثمارية في البيوت للزوار والطلاب تنمو جيدا. وتنمو اليوم في العالم السياحة الاجتماعية والثقافية، حيث يحب الزوار الأجانب الاطلاع والمشاركة على أسلوب الحياة والعادات والتقاليد والفنون الوطنية، وهو استثمار لا يمكن ان ينجح إلا في بيئة من الشعور بالأمان والدفء والكرم والمعرفة باللغة الانكليزية.

ويمكن أيضا توظيف الظاهرة في توسعة السياحة الخليجية و العراقية المحافظة، حيث تستطيع العائلات قضاء الإجازات الصيفية في الأردن وفي عمان في طقس صيفي معتدل وفي قضاء وقت يومي رائق، ومطاعم وليالي ملائمة للخروح والفسحة، وبيئة اجتماعية مضيافة تتقبل الزوار.

طبعا هذا لا يمنع من الإعتراف بوجود حالات ومظاهر خطيرة مناقضة وتلحق الضرر برأس المال الاجتماعي. مثل الاستغلال والغش والغرر والتسول.

أتوقع أن من أسباب فشل السياحة العلاجية هو السلوك غير الاجتماعي في القطاع الصحي الاستثماري، فقد سمعنا وجربنا شخصيا كمواطنين وليس فقط الزوار حالات من الجشع والنصب والشلفقة.

ونسمع أن من أسباب العزوف عن الدراسة في الجامعات الأردنية تراجع مستوى الثقة بها، وتفشي الاستغلال والسلوك غير الاجتماعي مع غير الاردنيين ومع الاردنيين أيضا. ويؤيد هذا التقدير ما نلاحظه اليوم اتجاهات أردنية واسعة للدراسة الجامعية حتى في مرحلة البكالوريوس في خارج الاردن. وبالتأكيد فان ذلك مرده إلى ضعف او فقدان الثقة بالجامعات الاردنية. سيبونا من قصص التصنيف والبطيخ. المسألة هي الثقة

الثقة رأس مال كبير بلا حدود ويفوق النفط والذهب باضعاف كثيرة

يمكن ملاحظة ذلك بوضوح في التجارة الالكترونية. اذا لا يمكن ان يعمل هذا القطاع إلا في بيئة من الثقة، والشركات المساهمة أيضا لا يمكن أن تعمل وتنجح الا في بيئة من الثقة القوية.

وبالمناسبة فإن قانون الجرائم الالكترونية يمكن أن يلحق ضررا كبيرا بمنظومة الثقة، وبطبيعة الحال منظومة الاستثمار والاستقرار. قانون الجرائم ينشئ حالة كراهية وعدائية، بل وينشئ نوعا من الفساد والاستقرار القائم وعلى التهديد والابتزاز واستغلال النفوذ والعلاقات. هناكَ استثمار وتحالف فاسد قائم على سولافة الجرايم الاكترونية.

يا جماعة الخير القطاع الخاص الطبي والتعليمي مضروب اجتماعيا وثقافيا.

طيب خلينا نغامر بالتساؤل والملاحظة لماذا ازدهر رأس المال الاجتماعي وتحول إلى منجزات اقتصادية في قطاع السياحة والضيافة والمطاعم والحلويات، ولماذا اصيب بالخلل والضرر في قطاع الصحة والتعليم والقانون والتجارة والأعمال؟ اليس المفروض أن يحدث العكس؟ فالقطاعات المفترض أن يعمل فيها أصحاب شهادات علمية وكفاءات مهنية "نبيلة" يفترض أن تكون بيئة صالحة اجتماعيا وثقافيا. في المقابل فإن قطاعات لا تحتاج إلى تعليم متقدم تنجح اجتماعيا. طبعا لا أريد أن استعجل بالاستنتاج والتعميم، فنحن نعلم جميعا ونوافق لدرجة الإجماع أن الهشاشة التعليمية والاقتصادية تنشئ هشاشة اجتماعية وأخلاقية. لكن يبدو وهذه فرضية تحتاج الى اختبار، ولدي أدلة ومشاهدات واقعية عليها أن هناك اتجاها واسعا للتعلم والتثقيف والنمو المعرفي والأخلاقي من غير جامعات ومدارس، وذلك بفضل الشبكية. وهاي سولافة كبيرة. التعليم والتثقيف والرقي الاجتماعي والأخلاقي لم يعد مصدره الوحيد أو الاحتكاري الجامعات والمدارس والأعمال النبيلة. هناك طبقة من "النبلاء الجدد" تنشأ من خلال الشبكية والعولمة بعيدا عن المدارس والجامعات والبنوك وشركات الاتصالات والتأمين والبورصة وجمعية رجال الأعمال والنقابات المهنية. وهذا يفتح المجال للتأمل والبحث، وكثير من الخوف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :