عمون- بعد اختفائه لأكثر من 500 عام، ظهر قندس بري غامض في الريف الإنجليزي، مما أثار دهشة خبراء البيئة وتساؤلات عن مصدره وطريقة وصوله إلى المنطقة، وتم رصد القندس حديثا في محمية بينستهورب الطبيعية على ضفاف نهر وينسوم، وهو يجمع الأغصان ويبدأ في بناء عشه، وفق تسجيلات كاميرات المراقبة الأخيرة.

يعد هذا الظهور الأول للقنادس في نورفولك منذ القرن السادس عشر، وهو خارج أي برنامج رسمي لإعادة إدخال الأنواع البرية، ولا تزال السلطات المحلية غير قادرة على تفسير وصول القندس إلى المنطقة، وفقا لـ ديلي جالكسي.

ظهور القندس يأتي في وقت تتبنى فيه المملكة المتحدة سياسة حذرة لإعادة القنادس إلى البرية، منذ مارس من العام الحالي، بدأت Natural England إصدار تصاريح لمشاريع إعادة إدخال القنادس، لكن حتى الآن لم يتم إطلاق سوى مجموعة صغيرة مرخصة في Purbeck Heaths بمقاطعة دورست، حيث تم إدخال أربعة أفراد تحت ظروف مراقبة دقيقة.

وعلى الرغم من البطء الرسمي، شهدت مناطق أخرى نشاطا للقنادس البرية، بما في ذلك ديفون، كينت، هيريفوردشاير، هامبشاير، وسومرست، حيث تشكلت مجموعات مستقرة خارج إشراف السلطات، ويعتقد بعض الخبراء أن ظهور قندس نورفولك قد يكون نتيجة إطلاق غير رسمي من قبل نشطاء إعادة الحياة البرية، وهو ما يُعرف أحيانًا بـ "قذف القنادس".

ريتشارد سبواج، مدير محمية بينستهورب، قال إن القندس يعيش في منطقة منعزلة من الحديقة، مليئة بالأشجار وكأنها برية تماما، ويُعتقد أنه موجود هناك منذ نحو شهر قبل اكتشافه.

ويعتبر القندس نوعا مفتاحيا له تأثير كبير على النظام البيئي، حيث تسهم أنشطة بناء السدود في تعديل المناظر الطبيعية، وتحسين جودة المياه، وتوفير موائل للبرمائيات والطيور والحشرات، وتقليل مخاطر الفيضانات.

وتشير الملاحظات إلى أن القندس يتكيف جيدا مع بيئته، إذ شوهد وهو يجمع فروع الصفصاف ويخزنها استعدادا لفصل الشتاء، ويعد نهر وينسوم، أحد الأنهار الجيرية النادرة في المملكة المتحدة، موطنا مثاليا للقنادس، لما يوفره من تدفق مستقر وتنوع بيولوجي غني.

بغض النظر عن طريقة وصوله، فإن القندس الجديد في نورفولك يمثل علامة على قدرة الطبيعة على التعافي من دون تدخل مباشر، ويعيد النقاش حول دور الإنسان في حماية وإدارة الحياة البرية في إنجلترا.

يذكر أن القندس هو حيوان ثديي بري ينتمي إلى رتبة القوارض، ويشتهر بقدرته الفائقة على بناء السدود والأعشاش على الأنهار والجداول، يمتاز القندس بجسمه الضخم نسبيا، وفرائه الكثيف المقاوم للماء، وذيله المسطح الذي يساعده على السباحة وتخزين الغذاء.

يعتبر القندس من الحيوانات العاشبة، حيث يتغذى على لحاء الأشجار، الأغصان، والنباتات المائية. يعيش غالبا في المناطق المائية ويكون نشطا أثناء الليل، ويستخدم مهاراته في بناء السدود لتعديل مجرى الأنهار، ما يخلق بيئات مناسبة لأنواع عديدة من الحيوانات الأخرى.

للقندس دور بيئي مهم، فهو مهندس طبيعي يساهم في تحسين جودة المياه، خلق موائل للطيور والبرمائيات، وتقليل مخاطر الفيضانات، كما أن نشاطاته تساعد في زيادة التنوع البيولوجي في المناطق التي يعيش فيها.

ينقسم القندس إلى نوعين رئيسيين: القندس الأوراسي الموجود في أوروبا وآسيا، والقندس الأمريكي الموجود في أمريكا الشمالية وبعض مناطق أوروبا بعد إعادة إدخاله، يُعد القندس رمزا للحياة البرية وقدرة الطبيعة على التكيف وإعادة تشكيل بيئتها لصالح جميع الكائنات الحية.

البيان