نعاني في الأردن من تكرار مشكلة تجمعات مياه الأمطار كل عام رغم أن الهطولات ليست استثنائية في معظم المواسم، وذلك لأسباب متراكمة ومترابطة، يمكن تلخيصها بشكل واضح:

1. بنى تحتية قديمة لم تحدث
شبكات تصريف مياه الأمطار في معظم المدن بنيت قبل عقود، وكانت مصممة لظروف مناخية وسكانية مختلفة. اليوم ازدادت الكثافة العمرانية والطرقية دون أن ترفع كفاءة هذه الشبكات.
2. غياب الصيانة الدورية الفعلية
حتى لو كانت الشبكة جيدة، فإن عدم تنظيف مناهل التصريف وإزالة الطمي والأوساخ قبل الموسم يؤدي إلى انسدادها فور أول منخفض جوي. بعض البلديات تعتمد على صيانة لحظية بعد وقوع المشكلة بدل الصيانة الوقائية.
3. توسع عمراني غير مدروس
البناء العشوائي، وإغلاق مجاري السيول الطبيعية، وإنشاء طرق فوق مسارات مياه قديمة، كلها عوامل تجعل الأمطار تبحث عن مسارها الطبيعي داخل الشوارع.
4. ضعف التنسيق بين الجهات
هناك فصل بين مسؤوليات البلديات، والأشغال، والمياه، والدفاع المدني، دون وجود جهة مركزية تشرف على ملف تصريف مياه الأمطار بشكل شامل.
5. سوء تصميم بعض الطرق
بعض الطرق ليس فيها ميول هندسية صحيحة، أو أن المناهل موزعة بشكل خاطئ لا يسمح بتجميع المياه وتوجيهها.
وحين يتم إصلاح طريق، أحيانا لا يؤخذ بالحسبان ربطه هندسيا بشبكات التصريف.
6. نقص الاستثمار
ملف تصريف الأمطار ينظر إليه كتكلفة وليس كضرورة. بينما الاستثمار في بنية تصريف حديثة يقلل من الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي تتكرر سنويا.
7. تغير التغير المناخي
ازدادت الهطولات المفاجئة قصيرة المدة، وهي أمطار غزيرة تضرب خلال دقائق، فتغرق الشوارع لأن الشبكات غير قادرة على استيعابها حتى لو كانت نظيفة.

في النهاية نحن لا نعاني بسبب المطر، نحن نعاني بسبب الترقيع بدل التخطيط، والصيانة بعد الغرق بدل الصيانة قبل الغرق.

وحتى تتوقف المشكلة، نحتاج إلى خطة وطنية واحدة تلزم كل الجهات بـ:
تحديث الشبكات القديمة
تنظيف المناهل وقنوات التصريف قبل الشتاء
الحفاظ على مجاري السيول الطبيعية
وضع خرائط مائية لكل مدينة
دمج المسؤوليات في جهة واحدة

وإلا، ستعود نفس الصور كل شتاء: شوارع تغرق، مركبات تتعطل، ووعود تتكرر.