تصريحات عموتة واحترافية السلامي
المحامي سلطان نايف العدوان
14-12-2025 08:45 AM
مبارك للمنتخب الأردني تأهله إلى دور نصف النهائي.
تأهل مستحق جاء نتيجة عمل جماعي واضح، وروح عالية، وإحساس بالمسؤولية ظهر داخل الملعب قبل أي حديث خارجه.
في هذه المرحلة، استمعنا إلى تصريحات المدرب السابق حسين عموتة عن تجربته مع المنتخب، حيث وصف المرحلة بأنها غير احترافية، وتحدث بنبرة سلبية عن طبيعة العمل والتحضير والقرارات التي كانت جزءًا من مهمته خلال تلك الفترة. هذا الطرح، الصادر عن وظيفة سابقة، تحوّل إلى رسالة عامة في توقيت يحتاج فيه المنتخب إلى دعم واستقرار.
وفي أي مسار مهني، يبقى الزمن مؤشرًا مهمًا. فإقالة عموتة من نادي الجزيرة بعد ثلاثة عشر شهرًا أعادت طرح سؤال الاستمرارية والانسجام في أي مشروع رياضي، حيث
تعكس مدة التجربة طبيعة العلاقة مع المنظومة بقدر ما تعكس النتائج.
الاحتراف لا يظهر فقط أثناء تولي المهمة، بل في طريقة مغادرتها. الخروج الهادئ يحفظ قيمة التجربة، ويصون ما تحقق، ويترك التقييم في مكانه الصحيح دون أن ينعكس على المرحلة التالية.
ومن زاوية تنظيمية، يفترض أن تتضمن العقود بنودًا واضحة لما بعد الإفصاح، ويُفعّل أي إجراء بحق من يخالفها. ومع ذلك، فإن الاحتراف الحقيقي، لمن يدّعيه، لا يحتاج دائمًا إلى عقد أو بند، بل إلى كلمة ومسؤولية واحترام للموقع الذي تم تمثيله.
في المقابل، ما يميّز منتخبنا اليوم واضح للجميع: الدافع هو حب الأردن. حب تحوّل إلى مسؤولية، والمسؤولية انعكست التزامًا داخل الملعب. اللاعبون يحملون القميص ويرفعون شعاره بعد كل مباراة كعهد.
ومن يتابع تصريحات اللاعبين بعد كل مباراة يسمع حديثًا عن الوفاء والالتزام وأداء الواجب تجاه الوطن، وهو خطاب بحد ذاته مصدر فخر لكل الأردنيين.
وبالأمس، شاهدنا صورة مختلفة للقيادة. دموع السلامي كانت صادقة، ودموعك يا سلامي غالية على كل الأردنيين، ورسمت بيننا عهد ثقة واحترام.
القيادة حين تكون إنسانية، تُرى في الموقف قبل الكلام.
أما البطل يزن النعيمات، ففي أصعب لحظاته ومع إصابته، كان يوصي الجمهور بالوقوف مع اللاعبين، ونزل إلى الملعب، وحضر المباراة، وساند زملاءه وهو يتألم. هذا السلوك يشرح معنى الانتماء أكثر من أي خطاب.
كل التمنيات ليزن نعيمات بالشفاء العاجل، فوجوده وطاقته الإيجابية لهما قيمة كبيرة داخل الملعب وخارجه.
في النهاية، المنتخب أكبر من أي مرحلة، وأبقى من أي تجربة فردية.
وما يصنع الفارق هو الصدق، والالتزام، واحترام التوقيت، وترك الأثر حيث يجب أن يبقى.