facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فـايز الطراونة


أحمد الحوراني
15-12-2025 12:19 PM

تصادف اليوم الذكرى السنوية الرابعة لرحيل دولة الدكتور فايز الطراونة، رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي وأحد رجالات الدولة ممن نالوا ثقة القيادة الحكيمة في مراحل مهمة من تاريخ الدولة، فكان على قدر المسؤوليات التي أنيطت به وفق مقتضيات وظروف كل مرحلة، ولعلّ خير من تحدّث عن أبي زيد هو الفقيد نفسه عندما وضع ملخصًا لسيرة حياته الشخصية في جوانبها الشخصية والعملية بشكل أوسع في كتابه "في خدمة العهدين" الذي استحضر فيه سنوات عمله جندًيًا وفيًّا في خدمة العرش الهاشمي بكل ما عُرف عنه من ولاء وانتماء وما كان يمتلكه ويؤمن به من رؤى وأفكار عمل على إنفاذها بالوجهة التي كان يرى أنها تصبّ في الصالح العام للدولة الأردنية.

فايز الطراونة وكي ننصفه ونعطيه بعض حقه يجب أن نشير إلى أنه كان لكل مجتمعه ووطنه إذ لم يكن طائفيًا ولا إقليميًا بل أردنيًا ووطنيًا وعربيًا قوميًا وإنسانًا، والمعيار للتمييز بين هذا وذاك كان عنده مرتبط بالأداء المتقن لكل عمل مطلوب من الشخص القيم به على أكمل وجه، وهكذا فعندما يرحل الكبار أمثال أبو زيد نشعر وكأننا فقدنا جزءًا لا يعوّض لا سيما إذا كانت السيرة للفقيد مقترنة بالانتاج والعطاء والصدق والإخلاص في مسيرة البناء والعمل العام، والدكتور الطراونة الذي دخل معترك الحياة السياسية في فترة مبكرة من عمره كان مثالًا لرجل سيظل حاضرًا في ضمائرنا أهزوجة ومدعاة فخر لإنسان حافظ على ما حباه الله من سمات أبرزها كان الاعتدال والمثابرة والانجاز والوفاء.

كانت أبجديات الدكتور فايز الطراونة تتمثل في الإخلاص للعرش والتفاني في حب الوطن وخدمة نصرة فلسطين بالتوازي مع الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة التي تبذلها القيادة الهاشمية في هذا الملف الحيوي الهام، وأما الحفاظ على الوحدة الوطنية فكانت مسألة مقدسة بنظر أبي زيد إذ كان يعتبرها الجسر المتين الذي يمكن الأردن من عبور التحديات التي تواجهه مهما بلغت حدّتها، وزد على ذلك كان الطراونة رجلًا مهيب السمة وجاد الملامح في الوقت الذي كان فيه من أخفّ الناس ظلًا وأعذبهم فكاهة، وأكثرهم مروءة واستعدادًا لتقديم رأيه ليكون بذلك الناصح الأمين في كل الشؤون.

في ذكرى رحيل الدكتور فايز الطراونة نعود ونتساءل من يحيي ذكراه وامثاله ممن فقدهم الوطن بعدما كانت لهم مع العمل العام رحلة سنوات طويلة، ومن غير شك أن حفظ تجارب كوكبة من رجالات الدولة الذين يعتبر أبو زيد أحدهم، يصبح حاجة ملحة إذا ما أردنا حفظ تراث وطننا وتاريخه الناصع بالشرف والإباء، ولعلي أعمدُ إلى التركيز على إبقاء سيرة هؤلاء حاضرة فينا وفي ذاكرة بناتنا وأبنائنا الشباب بشكل أكبر وبصورة أوسع باعتبار أن تاريخ رجالات الوطن هو جزء من تاريخ الدولة وعليه فإن سيرتهم وحياتهم ليست ملكهم بقدر ما هي حق للأجيال الجديدة لتعرف كيف كان هذا البلد وكيف صار بعزيمة قيادته وهمة رجالاته الشرفاء.

رحم الله فايز الطراونة الذي كان يؤمن بالحق ويتواصى بالصبر، مستذكرين حياته العريضة التي كانت كتابًا انطوت دفتاه على تجربة إنسانية وعملية غنية، كانت فيها الغلبة للعام على الخاص.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :