عمون - نغار على الأردن لأن الغيرة ليست ترفًا عاطفيًا، بل وعيٌ بقيمة ما نملك، وخوفٌ نبيل على وطن اعتاد أن يدفع أكثر مما يُنصف. أغلب شعوب الأرض تنصر أوطانها بدافع الحب وحده، أمّا نحن فننصر الأردن بالحب، وبإحساسٍ عميقٍ بأنه يُظلم كثيرًا؛ يُساء إليه، تُنكر جهوده، يوضع دائمًا في موضع الشك، لا يُقدَّر في ساعات الرخاء، ولا يُستدعى اسمه إلا حين تشتدّ الازمات، وحينها يكون حاضرًا، ملبّيًا، ثابتًا.
نغار عليه لأننا نعرف قصته كاملة، لا تلك المختزلة في عناوين عابرة. نعرف مكانته الهادئة بين الأمم، ودوره الذي يُؤدَّى بصمت، ومسؤوليته التي تُحمل دون ضجيج. نعرف أنه وطنٌ قليل الإمكانات، كبير القلب، وأن ما يمنحه يفوق كثيرًا ما يملكه. لذلك تكون الغيرة عليه دفاعًا عن الحقيقة، لا انفعالًا عابرًا.
نغار عليه لأننا لمسنا حضنه الدافئ، ذلك الذي اتّسع للجميع دون تمييز، وفتح أبوابه لمن ضاقت بهم الأوطان. لأننا رأينا كيف يكون الوطن إنسانًا قبل أن يكون حدودًا، وكيف يكون الأمان موقفًا قبل أن يكون شعارًا. نغار عليه لأن حبّه لنا لم يكن مشروطًا، ولأن انتماءنا له لم يكن يومًا عبئًا.
نغار عليه لأننا نثق به. نخاف عليه نعم، لكننا مطمئنون إلى أنه يمرّ في النار ولا يحترق؛ بقوة قيادته، وبوعي شعبه، وبثبات بوصلته، وبإصرارٍ لا يلين. الأردن تعلّم كيف يصمد، لا بالصخب، بل بالحكمة، لا بالمزاودة، بل بالفعل.
لهذا نغار على الأردن. نغار لأننا نعرف قيمته، ونحميه لأننا نؤمن به، وننصره لأن الوفاء له ليس خيارًا، بل واجب حبٍّ ووعيٍ وكرامة.
فشكرا لمنتخب النشامى ، شكرا لهذا الاداء المشرّف ، و " الخير دايما بالجايات ".