ردّ ودعم لما كتبه الباحث نبيل عماري
على موقع أمانة عمان الكبرى
ليس سهلًا أن تكتب عن شعبٍ دون أن تقع في فخّ التعميم أو الشعارات،
وليس سهلًا أن تدافع عن روح وطن دون أن ترفع صوتك.
لكن نبيل عماري فعل الأصعب:
كتب بهدوء، فصرخ المعنى.
ما كتبه نبيل لم يكن مقالًا عن الابتسامة،
بل شهادة وطنية على طبيعة الإنسان الأردني،
هذا الإنسان الذي أُسيء فهمه طويلًا،
ووُصِف ظلمًا بأنه “مكشّر”،
وهو في الحقيقة ابن كرامةٍ لا تُفرِط بالضحك،
وابن وجعٍ لا يستجدي الشفقة.
الأردني لا يبتسم لأن الدنيا سهلة،
بل لأنه تعلّم أن يبتسم كي لا تنكسر روحه.
نبتسم ونحن نعرف معنى الفقد،
ومعنى الشدّة،
ومعنى أن تحمي بلدك بالقليل الذي تملك.
نبتسم لأننا أبناء مجتمع بدوي وفلاحي،
يعرف أن الفرح رزق،
وأن الضحكة ليست صراخًا بل سكينة.
ضحكتنا لا تُعلّق على الواجهات،
لكنها محفورة في القلوب
كما تُحفَر أسماء الآباء على الصخر.
من لا يرى ابتسامة الأردني
لم يجلس في ديوان،
ولم يشهد كيف يضحك الرجال
حين تضيق الأحوال،
ولم يسمع نكتة تُقال
على فنجان قهوة سادة
في عزّ الهم.
نحن نبتسم لعرس ابن الجيران
كأنه عرس الوطن،
ونفرح للمطر لأنه حياة،
وللحصيدة لأنها كرامة،
وللخبز الساخن لأنه أمان.
نبتسم لشقائق النعمان
حين تشقّ الصخر،
لأنها تشبهنا:
لا تولد في السهل،
ولا تعيش بلا ثمن.
نبيل عماري لم يكتب حنينًا فقط،
بل كتب دفاعًا هادئًا عن هوية،
وتذكيرًا وطنيًا بأن الأردني
ليس شعب ضجيج،
بل شعب ثبات.
نعم،
جباهنا صلبة،
لكن من يعرف هذا البلد
يعرف أن تحت الصخر ماء،
وتحت الصمت حكمة،
وتحت الوقار ابتسامة
لا تنكسر.
هذا المقال ليس مجاملة لكاتب،
بل وقفة احترام لكلمة صادقة،
ولشعبٍ ما زال،
رغم كل ما مرّ به،
يبتسم…
لأنه يعرف أن الأردن
يستحق.