يدور جدل واسع حول مباراة الأردن والمغرب في كأس العرب، جدل لم تصنعه العاطفة وحدها، بل غذته آراء محللين وحكام سابقين أجمعوا على أن ظلما تحكيميا واضحاً لحق بفريق النشامى في أكثر من مشهد مفصلي من عمر اللقاء.
ومع ذلك، لم ينكسر الأردنيون، ولم تنحن القامة. واصل النشامى عطاهم بثبات الكبار، متجاوزين التحديات وكاسرين رهانات المشككين، يلعبون بروح الوطن حتى وإن كان طعم المرارة حاضراً في التفاصيل. خسر النشامى المباراة بقرار تحكيمي مجحف من الحكم السويدي غلين نيبيرغ، لكنهم ربحوا احترام الجماهير، وثقة المتابعين، وإيمان كل من يعرف معنى أن تقاتل بشرف حتى الدقيقة الأخيرة.
الحقيقة التي لا يمكن طمسها أن هذا الفريق يستحق كأس البطولة بجدارة، بما قدمه من أداء، وبما أظهره من شخصية، وبما حمله من رسالة مفادها أن الأردن لا يُقاس بنتيجة، بل بقيمة. هذه الخسارة لن تنال من عزيمتنا، ولن تُضعف الثقة بنشامانا، بل ستزيدنا إصراراً على مواصلة رحلة التميز والإبداع، لأن من يلعب بهذا القلب لا بد أن يصل.
ولا نقول اليوم إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من تآمر أو أساء، فالتاريخ لا يحفظ صافرة ظالمة، بل يخلد فرقا عظيمة.
والقادم… أجمل، لأن الأردن حين يُظلم، يعرف كيف يحول الألم إلى مجد.