مع كل حدث سياسي أو اجتماعي، اقتصادي أو حتى رياضي، ثقافي أو افتراضي، يصرّ البعض على الإساءة لكل ما هو أردني. مواقف سياسية مشرفة تُقابل بردود أفعال مُزعجة، تحالفات اقتصادية متقدمة تواجه بانتقادات سلبية غير مقنعة؛ مباريات رياضية ممتعة تشوبها إساءات جماهيرية مخزية، إنجازات وطنية مفعمة تُجتزأ منها الحقيقة لتبدو وكأنها باهتة.
بعيداً عن مصدر هذا الضجيج، سواء أكان داخليًا أم خارجيًا، إعلاميًا أو رياضيًا، سياسيًا أو اقتصاديًا، يتساءل البعض: لماذا كل هذا الضجيج السلبي؟ ولماذا الانتقاص المستمر من كل إنجاز وطني؟ أهو حقد داخلي، أم نقص ذاتي، أم بحث عن مكسب شخصي؟
يرى البعض أن السلبية وعدم الموضوعية وسيلة لتحقيق مصالح شخصية، فيما يعتقد آخرون أن الهجومية المفرطة وغياب الواقعية تقود إلى نتائج غير منطقية، فتغدو الانتقامية نهجًا، والغوغائية فكرًا، والسلبية طريقًا.
لقد ساهم اتساع استخدام منصات التواصل الاجتماعي للبعض بالتعبير والتقرير غير المنضبط، ففقدت لديهم المصداقية والعقلانية، وتحولت الانجازات إلى إشاعات، والايجابيات إلى سلبيات، والمكتسبات إلى مؤامرات!
إن التطور الفكري الذي عرفته البشرية قام على الموضوعية والشفافية، والعدالة والنزاهة، فكان للجميع حق التعبير عن الرأي والموقف بوعي ومسؤولية. أما التراجع السلبي، فقد بُني على الإشاعات والاتهامات والإساءات والتجاوزات، فأتاح للبعض تحقيق أهداف شخصية، سلبية كانت أو غير أخلاقية، على حساب إنجازات وطنية أو مكتسبات دولية.
الأوطان لا تُبنى بالإساءات والمنازعات، المهاترات والمناكفات، ولكن بالإنجازات والإيجابيات، الأخلاقيات والأساسيات؛ على وعيٍ يوازن بين الضروريات والشكليات، وبين الإزدراء والانتماء، وحين نُحسن التمييز بينهما، نصون منجزاتنا، ونحفظ أوطاننا.