facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أُميّة الذكاء الاصطناعي


منذر الخوالدة
24-12-2025 11:36 PM

لا شك أن الذكاء الاصطناعي لم يعد محصوراً في أفلام الخيال العلمية أو في المختبرات التفنية التي كنّا نشاهدها في أواخر القرن الماضي بل صار جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية في الطب والتعليم والاقتصاد والإعلام وغيرها وحتى في أبسط قراراتنا الشخصية وهنا تبرز القضية الجوهرية التي لا تقل أهمية عن التطور التقني وهي أميّة الذكاء الاصطناعي، ذلك أن الخطر الحقيقي اليوم لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه بل في الجهل في كيفية التعامل معه، وأميّة الذكاء الاصطناعي لا تعني عدم قدرة البعض على استخدام التطبيقات الذكية فالأغلب يستطيع ذلك، لكن استخدام هذه التقنيات دون فهم لطبيعتها ولخوارزمياتها والاعتماد عليها في كثير من القرارات بثقة مطلقة دون نقد او تدقيق او حتى ادراك لحدود ضعفه وقوته هي الأميّة الرقمية بعينها، بل ويصل الأمر لدى البعض أن يسلّم العقل البشري مفاتيح التفكير دون تدقيق ومساءلة.

إن إعادة تشكيل سوق العمل في المستقبل واعتماده على الذكاء الاصطناعي لا يعني إلغاء الوظائف بل إقصاء غير القادرين على التكيف معه.

إنها أميّة جديدة أخطر من الأميّة التقليدية ذلك أنها مقنّعة بثوب الحداثة والتطوّر التقني، و مصطلح محو أميّة الذكاء الاصطناعي الذي قد يعتبره البعض غريباً ما هو إلا نظرة استشرافية للمستقبل يسعى لبناء فهم أساسي لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي والتعامل معه كأداة مساعدة لا كعقل بديل وضرورة تنمية التفكير النقدي عند التعامل مع مخرجاته لا التسليم بصحتها ودقتها ذلك أن مخرجاته تعتمد على خوارزميات محدودة القدرات لها نقاط قوة ونقاط ضعف وقد تكون متحيزة لفكرة ما أو لتوجه صانعيها.

إن التكنولوجيا لا أخلاق لها، بل تمثل تقدماً متسارعاً نحو فقدان السيطرة ومشروع محو الذكاء الاصطناعي ليس مشروعاً تقنياً فحسب بل مشروع حضاري وإنساني للدفاع عن العقل وتحصينه والحفاظ على القيمة الجوهرية للانسان في زمن الآلة، لذلك وجب علينا بناء مجتمع واعٍ للذكاء الاصطناعي من خلال ادماج مفاهيمه وتدريسها في المراحل المبكرة وتدريب المعلمين والموظفين وصنّاع القرار وتعزيز التفكير النقدي وثقافة السؤال في المجتمعات وإيجاد التشريعات التي تؤطر ذلك .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :