الإعلانات الدعائية للأطباء والألقاب الطبية والمضاربات ؛ من المسؤول عن تنظيم هذا القطاع؟
بالرغم من جدية الجهود التي تبذلها وزارة الصحة ونقابة الأطباء الأردنية والمجلس الطبي الاردني في العمل ليل نهار لتنظيم القطاع الطبي لزيادة رضى متلقي الخدمة ورفع مستوى مهنة الطب ؛ إلا أننا مازلنا نواجه أزمة شديدة وتزداد حدتها بمرور الايام في تنظيم أستخدام الألقاب والمسميات الطبية والدرجات الفنية والاختصاصات الرئيسية والفرعية التي يتداولها الزملاء الأطباء ؛ أو فيما يتعلق بأسعار الخدمات المقدمة من خلال الإعلانات الطبية سواء على صفحاتهم الشخصية أو الجوجل أو الياهو أو من خلال الشركات الدعائية الخاصة .
إن المُتابِع لما يجري الآن على الصفحات الشخصية والجوجل يلاحظ بأن هناك شكل من أشكال التجاوزات والمبالغة في أستخدام الألقاب والدرجات الفنية الرسمية والاختصاصات والتضخيم الذي يلامس الحقيقة أحيانًا ، وغالبًا ما يبتعد عنها بكثير .
ناهيك عن المضاربات وبتفاوت واضح ، يتنافى مع روح مهنة الطب .
فعلى سبيل المثال تقديم خدمة برسوم أقل بكثير من المتعارف عليها من قبل الجهات الرسمية تعتبر مخالفة ; مثل الذي يقدم الخدمة بأسعار تتجاوز المألوف . وإدعاء إختصاص أو إختصاص فرعي أو درجة فنية غير مسجلة تعتبر مخالفة أكبر . والنتيجة زعزعة الثقة بالطبيب والقطاع الصحي.
ويقابل ذلك فإن أسماء الأطباء وألقابهم واختصاصاتهم الرئيسية والفرعية وصفات واختصاصات باشكال مختلفة موجودة فقط على صفحات الشركات الدعائية والإعلانية الخاصة والجوجل والصفحات الخاصة ، أصبحت المرجع الأساسي للزائر أو المواطن الذي يبحث عن طبيب باختصاص معين ؛ ناهيك عن استعمال مسميات غامضة تقبل الصح او الخطأ .
فتجد أن الأمور يكتنفها الغموض والضبابية، والمعلومات متناقضة تعزز الخلافات والاختلافات بين الأطباء.
والمثير للدهشة وفي ظل هذه الظروف والتي نحن بأمس الحاجة فيها لتنظيم المهنة ، نجد بأنه لا توجد قوإئم رسمية بأسماء الأطباء واختصاصاتهم ودرجاتهم الفنية والمسجلين في نقابة الأطباء ووزارة الصحة والمجلس الطبي على شبكات الإتصال ( الإنترنت) بحيث اذا أراد الزائر البحث عن طبيب في إختصاص معين يظهر اسم الطبيب واختصاصه واختصاصه الفرعي ودرجته الفنية على الشبكة ( الجوجل وغيرها)بحيث تكون المرجعية الاولى من خلال الصفحات الرسمية (وزارة الصحة، نقابة الاطباء ، المجلس الطبي الاردني ) والتي فعلياً - اذا وجدت -فأنها تحل كافة التناقضات والإشكاليات التي قد يواجهها الزائر اثناء عملية البحث وتعزز ثقة المواطن المحلي والزائر الأجنبي .
لا أعرف بالضبط من المسؤول الأول عن استحداث مثل هذه الصفحة الرسمية وربطها بالجوجل او الياهو او الذكاء الاصطناعي ؛ علمًا بأن ومن خلال محاولات تواصلي شخصيًا أو من خلال استدعاءات لأكثر من جهة رسمية لم أتلق أي جواب رسمي أو حتى إجابة واضحة ، وبعضهم اختلف عمن المسؤول عن تنظيم هذه القوائم الوزارة ام النقابة !!!!
الاستجابة للاستدعاء احيانا شفهية أو عدم الاستجابة قطعيا أو بالوعود بانها ستحول الى الجمعيات المعنية أو أن ذلك مسؤولية وزارة الصحة وليس النقابة أو هذا الموضوع ليس أولوية لأن موظفي الكمبيوتر لديهم أشغال أهم بالوقت الحاضر ؛ والموضوع ليس من أولويات أحدى المؤسسات الطبية الثلاث الرئيسية التي تواصلت معها حسب ما قيل لي من أحد المسؤولين .
من وجهة نظري الشخصية أن توفّر أسماء الأطباء واختصاصاتهم الرئيسة والفرعية ومسمياتهم الفنية الرسمية على صفحات جهات رسمية بحيث أن نقر الزائر للبحث عن إختصاص معين أو للتأكيد بان الطبيب مسجل ويحمل الاختصاص فعلياً تساعد المواطن المحلي والزائر لحل كافة التناقضات والأهم من ذلك توفر الأسماء بشكل رسمي تُجبر أو تحث الجميع على سرعة التسجيل بالنقابة ودفع الرسوم ولتثبيت الدرجة الفنية ، بدل من أن يمنح الطبيب نفسه لقب فني او اختصاص غير مسجل رسميا بالمجلس الطبي او النقابة او وزارة الصحة ، وأكثر من ذلك فإن مثل هذا الإجراء يدفع الكثيرين للحصول عل تصاريح مزاولة مهنة من وزارة الصحة لكافة الاختصاصات تضع النقاط على الحروف .
ما نريده الآن هو ان تتوفر قوائم رسمية وصادرة عن جهات رسمية بأسماء الأطباء واختصاصاتهم الرئيسة والفرعية ومؤهلاتهم العلمية الموجودة في السجلات الرسمية لتكون المرجع الاول للزائر عندما تظهر الأسماء والاختصاصات على الجوجل أو الياهو، أو على الاقل ان تظهر مع باقي الاعلانات على الجوجل أو الياهو أو الذكاء الاصطناعي مع باقي الشركات او الصفحات الشخصية وبالطبع الخيار الاول الاخير للزائر بعد المقارنة بنتائج زيارته للصفحات المختلفة .
أعتقد أن مثل هذا الاجراء لن يترتب عليه تكلفة مادية أو جهود ضخمة ؛ سواء على وزارة الصحة أو نقابة الأطباء أو المجلس الطبي ، وما نحتاجه هو إدخال المعلومات المتوفرة بأسماء الأطباء المسجلين واختصاصهم الرئيسية والفرعية الرسمية والدرجة الفنية ، إضافة الى رسوم الإجراءات الطبية والكشفية ، بحيث تكون المرجع الرسمي للمواطن او احدها ، وتزيد من ثقة المواطن بالقطاع الطبي والأطباء والمؤسسات الطبية المختلفة.
بالطبع الشركات الإعلانية تبذل جهود طيبة وتُشكر على ما تقوم به لتسويق مهنة الطب والمراكز الطبية ودعم السياحة العلاجية ، وتقدم هذه الشركات الطبيب والمركز الطبي بناء على يقدمه الطبيب والمركز من معلومات ؛ وقانونيًا الطبيب هو المسؤول الأول والأخير عن المادة المقدمة أو المؤهلات التي يعرضها من خلال الشركات الخاصة أو ما يظهر على صفحات التواصل والجوجل ….
* مستشار أول الطب النفسي - إختصاص فرعي طب نفسي أطفال