كيف نودّع عامًا ونستقبل آخر؟
أ. د. حسين الخزاعي
29-12-2025 12:55 AM
لا تتوقف عقارب الساعة عن الدوران، ولا تنتظر إذنًا من أحد كي تعلن انتقال الزمن من عام إلى آخر. إنها حقيقة ثابتة لا يختلف حولها اثنان: نهاية عام وبداية عام جديد. ومع ذلك، يظل هذا الانتقال محمّلًا بالمعاني والتوقعات والأسئلة التي تتجاوز مجرد تغيّر الأرقام.
مع اقتراب نهاية كل عام، تتجه أنظار الناس إلى ما مضى وما هو آتٍ؛ أفراح تحققت، إخفاقات لم تكتمل، آمال تأجلت، وأحلام ما زالت تبحث عن طريقها. بعض الأمنيات بقيت حبيسة الانتظار، وبعضها الآخر وجد طريقه إلى الواقع، فيما تتجدد طموحات جديدة مع كل بداية، فالإنسان بطبيعته كائن يتطلع إلى الأفضل، ويؤمن بأن الغد قد يحمل ما لم يحمله الأمس.
ليلة رأس السنة ليست مجرد لحظة زمنية، بل حالة إنسانية عامة، يتداخل فيها الفضول مع الترقب. يسعى الناس فيها لمعرفة ما تخبئه الأيام المقبلة، فتزدحم الشاشات والفضاءات الرقمية بالبرامج الخاصة، والتقارير، والتوقعات، والحوارات، وتُفتح أبواب الحديث عن المستقبل على مصراعيها. البعض يفتش عن المعرفة، وآخرون يبحثون عن التسلية، وغيرهم ينجذبون إلى كل ما هو غامض أو مثير.
في هذه الليلة، يتكرر السؤال ذاته: كيف وأين سنقضيها؟ سؤال بسيط في ظاهره، لكنه يعكس اختلاف الثقافات والعادات، وتباين طرق التعبير عن الفرح أو التأمل. فلكل مجتمع أسلوبه، ولكل شعب طقوسه، تتراوح بين الاحتفال الصاخب، والتجمعات العائلية، والفعاليات العامة، أو حتى العزلة الهادئة.
ورغم تنوع هذه المظاهر، يبقى المشترك الإنساني واحدًا: الرغبة في بداية جديدة، والإيمان بأن صفحة جديدة تُفتح، مهما اختلفت طرق قراءتها. فليلة رأس السنة، في جوهرها، ليست احتفالًا بالزمن بقدر ما هي وقفة مع الذات، ومحاولة لإعادة ترتيب العلاقة مع الحياة والمستقبل.
احلى الكلام ،،، امنياتي لكم بالصحة والعافية والسعادة بقدوم السنة الجديدة (2026)، وان شاء الله تكون سنة خير على اردننا الاعز والاغلى علينا جميعاً، ويحفظ لنا قائد الوطن مليكنا الحكيم الانموذج عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمير الشاب الطموح الحسين بن عبد الله الثاني حفظه الله ، وان شاء الله سيبقى الأردن وطن الخير والعزوة، وواحة الامن والاستقرار والثبات والطمأنينة والمحبة.