facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القلق الدولي من النشاط الإسرائيلي في سوريا


خلدون ذيب النعيمي
29-12-2025 01:26 AM

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية مؤخراً تقريراً حول النشاط الإسرائيلي لتقويض جهود الحكومة السورية لتعزيز الاستقرار المحلي وذلك في فترة ما بعد سقوط النظام السابق في كانون الأول من العام الماضي ، التقرير الذي اعده مراسلي الصحيفة في مدينة القدس المحتلة يشير الى اجراءات تل ابيب المتمثلة بدعم القوى الانفصالية في السويداء واحتلال مناطق حدودية والقيام بضربات جوية ، وتعزى هذه اجراءات الى التاريخ السابق للرئيس السوري احمد الشرع مما يتطلب وضع استراتيجية سرية للتعامل مع حكومته ، وهنا يشير التقرير ان اسرائيل دعمت تدريب ميليشيا قسد لقوات درزية في مناطقها في الفترة التي سبقت سقوط نظام الاسد تمهيداً للتعامل مع أي مستجد في ظل وهن النظام في اخر ايامه .

وكان الاحتلال الاسرائيلي لقمة جبل الشيخ الاستراتيجية فضلاً عما يزيد عن 155 ميلاً مربعاً هي البداية للتعامل مع حكومة دمشق الجديدة فضلاً عن شن غارات كثيفة على مواقع الجيش السوري ، وتمثل ايضاً بدعم الزعامات الدرزية في مسعى الانفصال التي جهزت حسب التقرير خارطة عرضتها لقوى غربية وذلك لدولتها القادمة التي تمتد من الجولان السوري بالتوازي مع الحدود الاردنية الى مناطق قسد قرب الحدود مع العراق ، وهنا يشير التقرير الى خيبة أمل تل ابيب الموجودة جراء الخلافات والانشقاقات لدى الزعامات الدرزية مما دفعها للحديث عن نوع من الحكم الذاتي للسويداء مع الرئيس الشرع الذي يرفض مبدأ نزع السلاح في جنوب بلاده رغم استعداده للتباحث حول الية جديدة لخفض التصعيد الثنائي .

إجراءات تل ابيب جلب لها التوتر في علاقتها الوجودية مع واشنطن في ظل سعي الرئيس ترامب المتواصل دوما بنظيره الشرع لتعزيز الاستقرار في سورية وصولاً للاستقرار الاقليمي ذو المصلحة العليا الاميركية ، ويضاف الى للك ايضاً ضعف التعويل في خلق التنسيق مع القوى الدولية حول ذلك الملف في ظل انتقاد هذه القوى الدائم لتل ابيب وخاصة الاقليمية مثل الاردن وتركيا ، فهاتان الدولتان تمتلك مخاوف حقيقية من تل ابيب التي لم يجف بعد دماء اطفال غزة ونسائها عن ايدي حكومتها المتطرفة في عدوانها الاخير ، فنجاح المشروع الاسرائيلي يحمل مخاطر كبيرة ضد مصالح عمان وانقرة وامنهما الوطني فالأخيرة لم تتعافى بعد من حربها الطويلة ضد الانفصاليين الاكراد في جنوب شرق البلاد ، ومخاوفهما هنا تضاف الى القلق الاقليمي والدولي والذي تعزز مؤخراً باعتراف تل ابيب بما يسمى بجمهورية ارض الصومال ذات الموقع الاستراتيجي المتحكم بمضيق باب المندب بوابة البحر الاحمر .

أما القلق الاردني المشروع فيتمثل بامتداد الخطر الإسرائيلي اضافة لحدوده الغربية ليغطي كامل الحدود الشمالية وبخطر استراتيجي كبير جراء سيطرة اسرائيل وادواتها على الطريق الاقتصادي الذي يربط عمان بدمشق وسواحل البحر المتوسط واوروبا فضلاً عن السيطرة على الاحواض الجوفية المشتركة والمصادر المائية التي تغذي نهري اليرموك والاردن والاودية المائية الصحراوية في البادية الشمالية ، وهنا تكمن اهمية فضح النوايا الاسرائيلية امام القوى الدولية بالنظر للنجاح الدبلوماسي الاردني الكبير في ملف عدوان غزة ويضاف الى ذلك تعزيز التنسيق مع القوى العربية والاقليمية لمواجهة هذا الخطر المشترك والموجه للجميع ، ويبقى تكثيف دعم الحكومة السورية في بسط السيادة الوطنية من خلال دعم اجراءات السلم والمصالحة المجتمعية الداخلية الأجراء الأهم وهو الامر الذي لمست اثره عمان جيداً من خلال الانخفاض الأخير الملحوظ لعمليات التسلل وتهريب المخدرات اليها من الاراضي السورية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :