في اجتماع عمل مهْني مع الوزيرة، كان طرفه جمعية القرى الأردنية SOS. قدمت وفاء بني مصطفى دروسًا متقدمة في العمل الاجتماعي بوصفه عملًا استثماريا إنتاجيّا، وليس مجرد خِدمات استهلاكية. فالعمل الاجتماعي عملية، أو سلسلة من العمليات البنائية، وليس حدثًا، أو فعلًا منتهيًا! وهذه بعض الدروس:

(١)
بين الاعتماد والاستقلال

لا يمكن أن يكون العمل الاجتماعي إرضاعًا دائمًا تقوم به الدولة، أو المؤسسات المجتمعية، بل ولا يستطيع أحد أن يمارس عملية إرضاع مدى الحياة! فالأصل في العمل الاجتماعي أن يكون دعمًا مؤقتًا يمكّن المتلقي من اكتساب القدرة على حل مشكلاته، والعمل باستقلالية نتيجة هذا الدعم!

وهذا ما يجعل العمل الاجتماعي عملًا بنائيّا حتى لو كان متلقيه عاجزًا أو ذا إعاقة! فالدعم هنا حل لأزمة، ومنعها من الاستمرار.

وبهذا المعنى يكون العمل الاجتماعي تمكينًا؟ لا إرضاعًا!!

(٢)
الروتين الحكومي!

إذا كان العمل الاجتماعي حلّا لأزمة، فإن هذا الحل يجب أن يكون ابتكاريّا، وإبداعيّا بعيدًا عن الشكلية والروتين البيروقراطي!

صحيح أن العمل الاجتماعي يتطلب تنظيمًا علميّا وخططًا هادفة، لكن لا يجوز أن تتدخل الاجراءات الروتينية لتكون عائقًا أمام أي عمل، سواءٌ أكان العمل اجتماعيّا، أم غير اجتماعي.

(٣)
القانون هو القيمة العليا

قد تكون الحوافز الأخلاقية، والحوافز الدينية عوامل مُهمّة في إثارة دوافع العمل الاجتماعي، لكن القانون هو الذي يجب أن يحكم هذا العمل! وهو الذي يحفز، ويدفع، ويحمي، ويطور، وينتقل بالعمل الاجتماعي من الهبّة والفزعة؛ ليكون عملًا علميّا قانونيّا واجبًا. وهذا يتفق وفلسفة العمل الخيري من واجب أخلاقي، إلى واجب أخلاقي وقانوني. فالعمل الخيري ليس اختيارًا شخصيّا، بل التزام مِهني قانوني يكافأ فاعله ويعاقب تاركه!

(٤)
العمل الاجتماعي شراكة

لا تستطيع دولة بإمكاناتها أن تكون وحدها مسؤولة عن حل مشكلات القصور الاجتماعي. فالمجتمع هو المسؤول. ومن هنا كانت دعوة معالي الوزيرة "بني مصطفى"، للعمل المؤسسي مع شريك فاعل مثل الـSOS وهذا ما سمعته من القائدة رنا الزعبي المديرة التنفيذية لقرى الأطفال الأردنية SOS والمهندس مصطفى الوشاح رئيس مجلس إدارة قرى الأطفال SOS والوزارة فريق واحد متكامل يمكنهما من الارتقاء بالعمل الاجتماعي.

فتحت الوزيرة آفاقًا للعاملين في إدارتها، وللعاملين المجتمعيين لبناء خطط مستقبلية للعمل معًا!

وما مَهَمّة المؤسسة الرسمية إلّا إطلاق طاقات العاملين!

هكذا تكون الوزارة!

فهمت عليّ؟!!